د

الدار والمنزل

عنترة-

يا دارَ عبلةَ بالجواءِ تكلَّمي * * وعِمِّي صباحاً دارَ عبلةَ واسلمي

دارٌ لآنسةٍ غضيضٌ طرفُها * * طـــــــوعُ البنانِ لذيذةُ المتبسّمِ

عفَتِ الديارُ مقامُها فمحلُّها * *

أيا دارَها بالخيفِ إنْ مزارَها * * قريبٌ ولكنْ دونَ ذلكَ أهوالُ

ولمّا نزلنا منزلاً طَلَّهُ النَّدى * * أنيقاً وبُستاناً من النورِ حاليا

أجدَّ لنا حُسنُ المكانِ وطيبُهُ * * منىً فتمنَّينا فكنتَ الأمانيَا

الشريف الرضي

ولقد مررتُ على ديارِهِموا * * كأنَّ طلولَها بيدِ البِلى نَهْبُ

فبكيتُ حتى لجَّ من لَغَبٍ نَضوي * * ولجَّ بعذليَ الركبُ

وتلفَّتتْ عيني فمذْ رحلتْ * * عني الديـــــارُ تلفَّتَ القلبُ

قيس

أمرُّ على الديارِ ديـــارَ ليلى * * أقبِّلُ ذا الجدارَ وذا الجدارا

وما حبُّ الديارِ شغفنَ قلبي * * ولكنْ حبُّ منْ سكنَ الديارا

ابن هتيمل

لا الزمانُ الزمانُ فيما عهدنــــــــــاهُ * * قديماً ولا الديارُ الديارُ

شاعر

ألا يا دارَ لا يدخُلكِ حــــزنٌ * * ولا يغدُرُ بصاحبِكِ الزمانُ

فنِعمَ الدارُ أنتِ لكلِّ ضيفٍ * * إذا ما ضاقَ بالضيفِ المكانُ

غنائية

فقلتُ يا دارَ أينَ أحبابُنا * * رحلوا وأيُّ أرضٍ ترى قدْ خيَّموا فيها

شاعر-

ودارُ خرابٍ بها قـــدْ نــزلتُ * * ولكنْ نزلتُ إلى السابعةْ

وأخشى بها أنْ أُقيمَ الصلاةَ * * فتسجدَ حيطانُها الراكعةْ

إذا ما قرأتُ إذا زلزلتْ * * خشيتُ بأنْ تُقرأ الواقعةْ

الحلاج

سكنتَ قلبي وفيه منك أسرارُ * * فليهنكَ القلبُ إنْ لمْ يُهنكَ الدارُ

إعرابي

ودارٍ قدْ خضأتُ بُعيدَ وَهَنٍ * * بِـــــدارٍ ما أريـــدُ بها مُقامَا

سوى تحليلِ راحلةٍ، وعينٍ * * أُكالئها مخـــــا فةَ أنْ تنـامَا

أتوا ناري فقلتُ: منونَ أنتمُ؟ * * فقالوا: الجنُّ، قلتُ: عِمُوا ظلامَا

فقلتُ إلى الطعامِ، فقالَ منهمُ * * زعيمٌ: نحسُدُ الإنسَ الطعامَا

امرؤ القيس

تقولُ سليمى لو أقمتَ بدارِنا * * ولمْ تدرِ أنّي حولَ ذاكَ أطوفُ

البحتري

فلم يدرِ رسمُ الدارِ كيفَ * * يُجيبُنا ولا نحنُ من فرطِ البُكا كيفَ نسألُ

أبو تمام

نقِّلْ فؤادَكَ حيثُ شئتَ من الهوى * * ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأوَّلِ

كم منزلٍ في الأرضِ يعشقهُ الفتى * * وحنينُهُ أبداً لأوَّلِ منزلِ

ديك الجن

اشربْ على وجهِ الحبيبِ المقبلِ * * وعــلى الفمِ المتبسّمِ المتقبِّلِ

شربًا يذكِّرُ كلَّ حــــبٍّ آخـــــر * * غـضٍّ ويُنسي كـــلَّ حبٍّ أوَّلِ

نقِّلْ فؤادَكَ حيثُ شئتَ فلنْ ترى * * كهوىً جديدٍ أو كوصلٍ مقبلِ

ما إنْ أحنُّ إلى خرابٍ مقـــــفرٍ * * درَسَتْ معالمُهُ كأنْ لمْ يُؤهّلِ

مِقَتي لمنزلي الذي استحدثتُهُ * * أمَّا الذي ولى فليسَ بمنزلي

شاعر

قلبي رهينٌ بالهوى المتقبِّلِ * * فالويلُ لي في الحبِّ إنْ لمْ أعدلِ

أنا مبتلىً ببليتينِ من الهوى * * شــــوقٌ إلى الثاني وذِكرُ الأوَّلِ

قُسمَ الفؤادُ لحرمةٍ ولــــذةٍ * * في الحبِّ منْ ماضٍ ومنْ مستقبلِ

إنّي لأحفظُ عهدَ أوّلِ منزلٍ * * أبداً وآلـفُ طيبَ آخــــرِ منزلِ

شاعر

دعْ حبَّ أوّلِ منْ كلفـــتَ بـــــهِ * * مــــا الحبُّ إلا للحبيبِ الآخـرِ

ما قدْ تولّى لا ارتجاعَ لطيبِهِ * * هلْ غائبُ اللذاتِ مثلُ الحاضرِ؟

دنياكَ يومُكَ دونَ أمسِكَ فاعتبرْ * * ما السالفُ المفقودُ مثلُ الغابرِ

الدعاء

أبو العتاهية-

إلـــهي لا تـعـــذِّبْني فإنِّي * * مُقــرٌّ با لــذي قـــد كان مـــــنِّي

فما لي حيـلــةٌ إلاَّ رجــــائي * * لعفـوكَ إنْ عفوتَ وحُسنُ ظنِّي

وكمْ مِنْ زلَّةٍ لي في الخطايا * * وأنتَ علَيَّ ذو فضلٍ ومـــنِّ

إذا فـــكرتُ في ندمي عليها * * عضضتُ أناملي وقرعتُ سِنِّي

أجـــنُّ بزهــرةِ الدنيا جُنونا * * وأقطعُ طولَ عمري بالتمنِّي

ولو أني صدقتُ الزهدَ عنها * * قلبتُ لأهلــها ظهـــرَ المـــــجنِّ

يظنُّ الناسُ بي خيرًا وإنـي * * لشرُّ الخــلقِ إنْ لمْ تعـــفُ عنِّي

الإمام علي

إلهي أنتَ ذو فضلٍ ومَنٍّ * * ولأنّي ذو خطايا فاعفُ عنِّي

وظنِّي فيكَ يا ربِّي جميلٌ * * فحقِّقْ يا إلهي حسنَ ظنِّي

عمارة

يا ربِّ هيِّئ لنا مِن أمرنا رشـــدا * * واجعلْ معونتكَ الحسنى لنا مددا

ولا تكلنا إلى تدبيــــرِ أنفسنــا * * فالنفسُ تعجزُ عن تدبيرِ ما فسدا

أنتَ الكريمُ وقدْ جهزتَ مِنْ أملي * * إلى أياديكَ وجهاً ســـائلاً ويــدا

وللرجاءِ ثــــــوابٌ أنتَ تعلمُهُ * * فاجعلْ ثوابي دوامَ السترِ لي أبدا

أبو نواس

يا ربِّ إنْ عظمتْ ذنوبي كثرةً * * فلقدْ علمتُ بأنَّ عفوكَ أعظمُ

إنْ كانَ لا يرجوكَ إلاَّ محسنٌ * * فمنْ الذي يدعو ويرجو المجرمُ؟

يا نواسِي توقَّرْ وتأسَّى وتصبرْ * * ساءكَ الدهرُ بشيءٍ ربّما سرَّكَ أكثرُ

يا عظيمَ الذنبِ عفوُ اللهِ مِنْ * * ذنبكَ أكبرُ

اضرعْ إلى اللهِ لا تضرعْ إلى النـــاسِ * * واقنعْ بيأسٍ فإنَّ العزَّ في اليأسِ

واستغنِ عن كلِّ ذي قربى وذي رحمٍ * * إنَّ الغنيَّ مَنْ استغنى عن الناسِ

أبو القاسم بن الخطيب

يا مَنْ يرى ما في الضميرِ ويسمعُ * * أنتَ المُعدُّ لكلِّ ما يُتــــــوقّــعُ

يا مَنْ يُـــرجى للشــدائــــدِ كلِّها * * يا مَنْ إليهِ المُشتكى والمفزعُ

يا مَنْ خزائنُ رزقهِ في قولِ كُنْ * * أَمْنُنْ فإنَّ الخيرَ عندكَ أجمعُ

ما لي سوى فقري إليــــك وسيلةٌ * * بالإفتقـــار إليكَ فقري أدفــعُ

ما لي سوى قرعي لبابكَ حيــــلةٌ * * فلئنْ رُددتُ فـــأيَّ بابٍ أقــرعُ؟

ومَنْ الذي أدعو وأهتفُ باسمِهِ * * إنْ كانَ فضلُكَ عن فقيرٍ يُمنعُ؟

حاشا لجودِكَ أنْ يُقنِّطَ عاصياً * * الفضلُ أجزلُ والمواهبُ أوسعُ

الإمام علي

إلهي أنت ذو فضلٍ ومنٍّ * * لأني ذو خطايا فاعفُ عني

وظني فيك يا ربي جميلٌ * * فحقق يا إلهي حسن ظني

عمارة

يارب هيئ لنا من أمرنا رشدًا * * واجعل معونتك الحسنى لنا مددا

ولا تكلنا إلى تدبير أنفسنا * * فالنفس تعجز عن تدبير ما فسدا

أنت الكريم وقد جهزت من أملي * * إلى أياديك وجهًا سائلا ويدا

وللرجاء ثوابٌ أنت تعلمهُ * * فاجعل ثوابي دوامَ الستر لي أبدا

أبو نواس


يارب إن عظمت ذنوبي كثرةً * * فلقد علمت بأن عفوك أعظمُ

إن كان لا يرجوك إلا محسنٌ * * فمن الذي يدعو ويرجو المجرمُ

أبو القاسم بن الخطيب

يا من يرى ما في الضمير ويسمعُ * * أنت المُعدُّ لكلِّ ما يُتوقَّعُ

يا من يُرجى للشَّدائد كلُّها * * يا من إليه المشتكى والمفزعُ

يا من خزائن رزقه في قولِ "كن" * * أمْنُنْ فإنَّ الخير عندك أجمعُ

ما لي سوى فقري إليك وسيلةٌ * * بالافتقار إليك فقري أدفعُ

ما لي سوى قرعي لبابك حيلةٌ * * فلئن رُددتُ فأيَّ بابٍ أقرعُ

ومن الذي أدعو وأهتف باسمهِ * * إن كان فضلك عن فقيرٍ يمنعُ

حاشا لجودك أن يُقنِّطَ عاصيًا * * الفضلُ أجزلُ والمواهبُ أوسعُ

الأصمعي

يا فاطرَ الخلقِ البديعِ وكافلاً * * رزقَ الجميعِ سحابُ جودكَ هاطلُ

يا مسبغَ البرِّ الجزيلِ ومُسبلاً * * السترَ الجميلَ عميمُ طولِكَ طائلُ

يا عالمَ السرِّ الخفيِّ ومنجِزَ الـ * * وعدِ الوفيِّ قضاءُ حُكمِكَ عادلُ

جَلَتْ صفاتُكَ جلَّ أنْ يُحصــــى لها * * ثناءٌ، وكيفَ الثناءُ لقائلِ؟

ربٌّ يُربِّي العالمينَ ببـــــرِّهِ * * ونوالِهِ أبـــــداً إليهمْ واصــــلُ

تعصيهِ وهوَ يسوقُ نحــــوكَ دائماً * * ما لا تكونُ لبعضِهِ تستاهلُ

يأتيكَ مِنْ ألطافِهِ الفـــــرجُ الذي * * لمْ تحتسبْهُ وأنتَ عنهُ غافلُ

يا موجدَ الأشياءِ مَنْ ألقى إلى * * أبوابِ غيرِكَ فهوَ غِرٌّ جاهلُ

أنا عبدُ سوءٍ آبقٌ كلٌّ على * * مولاهُ أوزارُ الكبائرِ حاملُ

قدْ أثقلتْ ظهري الذنوبُ وسودتْ * * صحفي العيوبَ وسترُ عفوِكَ شاملُ

ها قدْ أتيـــتُ وحُسنُ ظنِّي شافعي * * ووســـائلي ندمٌ ودمعٌ سائلُ

فإذا رضــــيتَ فكلُّ شيءٍ هـــــينٌ * * وإذا أردتَ فكلُّ شيءٍ حاصلُ

فاغفرْ لعبدكَ ما مضى وارزقْهُ توفيقاً * * لما ترضى بفضلٍ كاملِ

وافعلْ بهِ ما أنتَ أهلٌ جميلــهُ * * والظنُّ كلُّ الظنِّ أنَّكَ فاعلُ

الشيخ إسماعيل الزمزمي

يا مَنْ تُحـلُّ بــــذكرهِ * * عُـــقَدُ النوائبِ والشدائدِ

يا مَنْ إليهِ المُشتكى * * وإليــــهِ أمرُ الخلقِ عائدُ

يا حيُّ يا قيومُ يا صمـــدٌ * * تنـــزَّهَ عن مُضـــــادِدِ

أنتَ الرقيبُ على العبادِ * * وأنتَ في الملكوتِ واحدُ

إنَّ الهمومَ جيوشُها * * قدْ أصبحتْ قلبي تُطارِدُ

فـــرِّجْ بحـــولِكَ كربتي * * يا مَنْ لهُ حُسنُ العــــوائدِ

فخفي لطفكَ يُستعانُ بهِ * * على الزمـــــــنِ المُعاندِ

أنت الميسِّر والمســبِّبُ * * والمسهِّــل والمساعــد

سبب لنا فرجــــا قريبًا * * يــــا ألــــهي لا تبــاعد

كن راحمي فلقد يئستُ * * من الأقـــارب والأبـاعد

وعلى العدى كن ناصري * * لا تشمتن بي الحــواسد

يا ذا الجـــلال وعـــافني * * مما من البــلوى أكابـد

وعن الورى كن ساترًا * * عيبي بفضـلٍ منك وارد

يارب قد ضاقت بي الأحــــوالُ * * واغــــتال المعــــاندُ، والأسبابُ قلتْ والموارد

فامنن بنصـــرك عاجلًا * * فضلًا على كيد الحواسد

هذي يـــدي، وبشــدتي * * قد جـــئتُ يا ربَّاه قاصد

فلكم إلهي قد شهــــدتُ * * لفيـض لطفك من عوائد

صفي الدين

رب أنعمت في المديد من العمـــر * * ونجيتني من الأشرارِ

فاعفني اليوم من سؤال لئيمٍ * * وقني في غـدٍ عذاب النار

المؤيد – الزمخشري

يا من يرى مدّ البعوض جناحها * * في ظلمة الليل البهيم الأليلِ

ويرى مناط عروقها في نحرها * * والمخَّ في تلك العظام النُّحل

اغفر لعبدٍ تاب من فرطاتهِ * * ما كان منه في الزمان الأولِ

بهاء الدين زهير

يا ربِّ ما أقربَ منك الفرجـــــا * * أنتَ الرجاءُ وإليكَ المُلتجا

يا ربِّ أشكو لكَ أمراً مُزعجا * * أبهمَ ليلُ الخطبِ فيهِ ودجا

يا ربِّ فاجعلْ ليَ منهُ مخرجاً * *

يا ربَّ قدْ أصبحتُ أرجو كرمكَ * * يا ربَّ ما أكثرَ عندي نعمكَ

يا ربَّ عن إساءتي ما أحلمكَ * * يا ربَّ سبحانكَ بي ما أرحمكَ

القروي-

ربَّاهُ إنِّي قد عصيتُكَ عامداً * * لأراكَ أجملَ ما تكونُ غفورا

ولقدْ جنيتُ مِنَ الذنوبِ كبارها * * ضنًّا بعفوِكَ أنْ يكونَ صغيرا

ابن حميدس

أيا ربَّ عفواً عن ظــلومٍ لنـفسهِ * * رجــاكَ وإنْ كانَ العفافُ بـــهِ أولى

سألتُكَ يا مولى الموالي ضراعةً * * وقد يضرعُ العبدُ الذليلُ إلى المولى

لتصلحَ لي قلباً وتغفـــــرَ زلـــةً * * وتقبـــلَ لي تــوباً وتُحسنَ لي فعـلا

ولا عجبٌ فيمـــا تمنَّيتُ إنـــني * * طويلُ الأماني عندَ مَنْ يُحسنُ الطَّوْلا
ضراعة (للشاعر)
يا ربِّ قد عظمتْ همومي كثرةً * * وكريمُ لطفِكَ واسعٌ وكبيرُ

هاجرتُ مِنْ بلدي إليكَ مؤملاً * * أبغي رضاكَ يجرُّني التقصيرُ

وسعيتُ نحوكَ راجياً ومقدِّماً * * جهدي ومنكَ العونُ والتدبيرُ

إنْ كانَ رزقي قدْ قسمتَ فإنَّهُ * * يطوي العفافَ صغيرةٌ وصغيرُ

فارحمْ إلهي صِبيةً حاجــاتهمُ * * إنْ لمْ تُلبَّى فالجنــــاحُ كسيرُ

الدمع

المتنبي-

دمعٌ جرى فقضى في الربعِ ما وَجبا * * من أهلهِ وشفا أنّى ولا كَرَبا

أركائبَ الأحبابِ إنَّ الأدمعا * * تَطسُ الخدودَ كما تَطسنَ اليَرمَعا

قد كنتُ أشفقُ مِن دمعي على بصري * * واليومَ كلُّ عزيزٍ بعدَكم هانا

شاعر

بمجالسِ العلـــــمِ التي * * بكَ تمَّ جمعُ جموعِها

إلَّا رثيتُ لمقلــــــةٍ * * غرقتْ بماءِ دموعِها

بيني وبينكَ حاجــــةٌ * * اللهُ... في تضييعِها

شاعر

خليلي لا دمعاً بكيتُ وإنمــــــا * * هيَ الرُّوحُ مِن عيني تسيلُ على خدِّي

شويطر ع ك

إذا ما عصاكَ الدَّمعُ في ذروةِ الأسى * * فما القلبُ إلَّا جمرةٌ تتقلَّبُ

موشح

جاءتْ معذِّبتي في غيهبِ الغسقِ * * كــــــأنَّها الكوكبُ الدُّرِّيُّ في الأفـــقِ

فقلتُ نوَّرتني يا خيرَ زائرةٍ * * أما خشيتِ مِنَ الحُرَّاسِ في الطُّرُقِ؟

فجاوبتْ ودموعُ العينِ تسبقُها * * منْ يركبُ البحرَ لا يخشى مِنَ الغرقِ

أحمد شوقي

ســـلامٌ مِنْ صبا بـــردى أرقُّ * * ودمعٌ لا يُكفكفُ يا دمشقُ

تصارمتِ الأجفانُ لمَّا صرمتني * * فما تلتقي إلَّا على دمعةٍ تجري

المتنبي

ورُبَّ كئيبٍ ليسَ تندى جفونُهُ * * ورُبَّ كثيرِ الدَّمعِ غيرُ كئيبِ

الدلال

الحلاج-

دلالٌ يا حبيبي مستعــــارُ * * دلالٌ بعد أنْ شابَ العــذارُ

فلا عينٌ يُؤرِّقها اشتياقٌ * * ولا قلبٌ يُقلقُهُ ادِّكارُ

ملكتَ وحرمةَ.. قلبـــــــاً * * لعبتَ بهِ وقرَّ بهِ القرارُ

كما ذهبَ الحمارُ بأمِّ عمروٍ * * فلا رجعتْ ولا رجعَ الحمارُ

يا بديعَ الدلِّ والغنــجِ * * لكَ سلطانٌ على المهــجِ

إنَّ بيتاً أنتَ ساكنُهُ * * غيرُ محتــا جٍ إلى السُّرجِ

وجهُكَ المأمولُ غايتُنا * * يومَ يأتي الناسُ بالحُججِ

ابن الفارض

تــهْ دلالاً فالحسنُ قدْ أعطاكا * * وتحــكَّمْ فالحُسنُ قدْ ولاَّكا

الدنيا

ابن المعتز – أبو الفتح البستي

حُكمُ المنيـةِ في البــريَّةِ جــــارٍ * * ما هذهِ الدنيا بدارِ قــــرارِ

بينا يرى الإنسانُ فيــها مُخبــــراً * * حتى يرى خبراً منَ الأخبارِ

طُبعتْ على كَدَرٍ وأنتَ تــريدهـــا * * صفواً منَ الأقذاءِ والأكـدارِ

والنفسُ إنْ رضيتْ بــذلك أوْ أبتْ * * منقـــادةٌ بأزمَّــــةِ الأقــدارِ

فاقضوا مآربَكم عجــــالا إنمــــا * * أعمارُكمْ سفرٌ منَ الأسفارِ

وتراكضوا خيلَ الشبابِ وبادروا * * أنْ تُستردَّ فإنَّهنَّ عَــــوارِ

فالدهرُ يخدعُ بالمُنى ويغضُ إنْ * * هنَّى ويهـــدمُ ما بنى ببوارِ

ليسَ الزمانُ ولو حرصتَ مُسالماً * * خُلُقُ الزمانِ عداوةُ الأحرارِ

الإمام الشافعي

تؤملُ في الدنيا طويلاً ولا تــــدري * * إذا جــــنَّ ليلٌ هل تعيشُ إلى الفجرِ

فكم منْ صحيحٍ ماتَ مِن غيرِ علةٍ * * وكمْ منْ عليلٍ عاشَ حينا منَ الدهرِ

وكمْ منْ فتىً يُمسي ويُصبحُ آمناً * * وقد نُسجتْ أكفـــانهُ وهــوَ لا يدري

ومنْ يأمنِ الدنيا يكونْ كقابضٍ * * على الماءِ خانتهُ بروجُ الأصابعِ

المعري

لا يَغبطنَّ أخو نعمى بنعمتــهِ * * بئسَ الحياةُ حياةٌ بعدَها الشجبُ

نحنُ البريَّةُ أمسى كلُّنا دنفاً * * يحبُّ دنياهُ حبـــاً فوقَ ما يجبُ

أبو نواس

ألا ربَّ وجهٍ في الترابِ عتيــقٌ * * ويا ربَّ حسنٍ في الترابِ رقيقُ

فقُلْ لقريبِ الدارِ إنكَ راحـــــــلٌ * * إلى منزلٍ نــــائي المحلِّ سحيقِ

وما الناسُ إلا هالكٌ وابنُ هالكٍ * * وذو نسبٍ في الهـالكينَ عريقُ

إذا امتحنَ الدنيا لبيبٌ تكشَّفتْ * * لهُ عنْ عدوٍّ في ثيابِ صديقِ

ولا خيرَ في الدنيا إذا لمْ يكنْ بها * * صديقٌ صدوقٌ صادقُ الوعدِ منصفا

المتنبي

ومنْ صحبَ الدنيا طويلاً تقلَّبتْ * * على عينهِ حتى يرى صدقَها كذبا

فلا مجدَ في الدنيا لمنْ قلَّ مالُهُ * * ولا مالَ في الدنيا لمنْ قلَّ مجدُهُ

وما انتفاعُ أخي الدنيا بناظرِهِ * * إذا استوَتْ عندَهُ الأنوارُ والظلمُ

محمد إقبال

إذا الإيمانُ ضـــاعَ فلا أمــانٌ * * ولا دنيا لمنْ لمْ يُحيِ دينـــا

شاعر

وما أسفي على الدنيا ولكنْ * * على إبلٍ حداها غيرُ حادِ

الحلاج

دنيا تُخادعني كأني لستُ أعرفُ حالَها * * مدَّتْ إليَّ يمينها فرددتُها وشمالَها

كلُّ منْ لاقيتُ يشكو دهرَهُ * * ليتَ شعري هذهِ الدنيا لِمَنْ؟

علي بن يحي الوزير

وما الناسُ إلا معَ الدنيا وصاحبِها * * فكلَّما انقــلبتْ يوماً بهِ انقلبوا

يُعظِّمونَ أخا الدنيــا فإنْ وثبَتْ * * يوماً عليهِ بما لا يشتهي وثبوا

شاعر

متى أرتْ الدنيا نباهـــةَ خامـــلٍ * * فلا ترتقبْ إلا خمولَ بنيهِ

فخر الدين الرازي

نهايةُ إقــدامِ العقـــــــولِ عقـــــالٌ * * وأكثــرُ سعيِ العالمينَ ضـــلالُ

وأرواحُنا في وحشةٍ مِنْ جسومِنا * * وحاصلُ دنيــا نا أذىً ووبــــالُ

ولمْ نستفدْ مِنْ بحثِنا طولَ عمرِنا * * سوى أنْ جمعْنا فيهِ قيلَ وقالوا

وكمْ قدْ رأينا مِنْ رجالٍ ودولـــةٍ * * فبادوا جميعاً مسرعينَ وزالــوا

وكمْ مِنْ جبالٍ قدْ علتْ شرفاتُها * * رجالٌ فزالوا والجبـــالُ جبــــالُ

الحريري

يا خاطبَ الدنيا الدنيــــةَ انهـــا * * شركُ الــردى وقرارةُ الأكدارِ

دارٌ متى ما أضحكتْ في يومِها * * أبكتْ غــــــداً تباً لهــا مِنْ دارِ

الأصمعي

ومنْ يحمــدُ الدنيا لشيءٍ يســـــــرُّهُ * * فسوفَ لعمري عنْ قريبٍ يلومُها

إذا أدبرتْ كانتْ على المرءِ حسرةً * * وإنْ أقبلتْ كانتْ كثيراً همـــومُها

ابن الوردي

اطرحِ الدنيا فمنْ عاداتهــــا * * تُخفضُ العالي وتُعلي مِنْ سَفَلِ

قيمةُ الإنسانِ ما يُحسنــــهُ * * أكثـــرُ الإنسانِ منــهُ أوْ أقـــــلُ

إنَّ نصفَ الناسِ أعداءٌ لمنْ * * وُلِّيَ الأحكــــامَ هـــذا إنْ عــدلَ

حبُّكَ الأوطانَ عجزٌ ظاهــــرٌ * * فاغتربْ تلقَ عنِ الأهـــلِ بدلاً

الطغرائي

إذا ما لمْ تكنْ ملكاً مطاعــا * * فـــــــكنْ عبداً لمالِكِهِ مُطيعـــا

وإنْ لمْ تملكِ الدنيا جميعا * * كما تهواهُ فاتــــركها جميعــــا

هما سببانِ مِنْ ملكٍ وتركٍ * * يُنيلانِ الفتى الشـــرفَ الرفيعا

فمَنْ يقنعْ مِنَ الدنيا بشيءٍ * * سوى هذينَ عاشَ بها وضيعا

شاعر

واقنعْ بقوتِكَ فالقناعُ هوَ الغِنَى * * والفقرُ مقرونٌ بمنْ لا يَقنَعُ

الدهر

المتنبي-

وما الدهـــر إلا من رواةِ قصائدي * * إذا قلتُ شعراً أصبحَ الدهرُ منشدا

فسارَ بهِ مَنْ لا يسيرُ مُشمراً * * وغــــنى بهِ مَنْ لا يُغــــني مُردداً

أجزني إذا أنشدتُ شعراً فإنمـــــــــا * * بشعــــــري أتاكَ المادحونَ مُقَلدا

ودعْ كلَّ صوتٍ غيرَ صوتي فإنني * * أنا الصادحُ المحكيُّ والآخرُ الصدى

رماني الدهرُ بالأرزاءِ حتى * * على جسمي غشاءٌ من نِبالِ

فكنتُ إذا أصابتني سهــــامٌ * * تكسرتِ النصالُ على النصالِ

أطاعنُ خيلاً مِنْ فوارسِها الدهرُ * * وحيداً وما قولي كذا ومعي الصبرُ

لا تلقَ دهركَ إلا غيرَ مكترثٍ * * ما دامَ يصحبُ فيهِ روحكَ البدنُ

فروة بن مسيك

إذا ما الدهرُ جرَّ على أناسٍ * * كلاكلــــهُ أنــــــاخَ بآخرينا

فقلْ للشامتينَ بنا أفيقــــــوا * * سيلقى الشامتونَ كما لقينا

كذاكَ الدهرُ دولتُهُ سجــــالٌ * * تــــكرُّ صروفُهُ حيناً فحينـــا

ابن زيدون

ما على ظنّي بـــأسُ * * يجــرحُ الدهرُ ويأسُ

ربما أشرفَ بالمرءِ * * عـــلى الآمــالِ يأسُ

ولقدْ يُنجيكَ إغفـــالٌ * * ويُـــرديكَ احتـــراسُ

والمحاذيرُ سهـامٌ * * والمقاديــــرُ قيــاسُ

ولكمْ أجدى قُعـــودٌ * * ولكمْ أكدى التمـــاسُ

وكذا الدهرُ إذا ما * * عـــزَّ ناسٌ ذلَّ ناسُ

وبنو الأيامِ أخيـــافٌ * * سَــرَاةٌ وخســــــاسُ

شاعر

إن الليــــــالي لم تُحسنْ إلى أحدٍ * * إلا أساءتْ لهُ مِنْ بعدِ إحسانِ

أما رأيتَ صروفَ الدهرِ ما فعلتْ * * بالهاشميِّ وبالفتحِ ابنِ خاقانِ

شاعر

لا تحمدِ الدهرَ في ضراءٍ يكشفُها * * فلو أردتَ دوامَ البؤسِ لمْ يَدُمِ

فالدهرُ كالطيفِ نَعمَاهُ وأبؤسُهُ * * عن غيرِ قصدٍ فلا تحمدْ ولا تَلُمِ

شاعر

بؤساً لدهرٍ غيرَتْكَ صروفُهُ * * لم يمحُ مِنْ قلبي الهوى ومَحاكا

شاعر

ألمْ ترَ أنَّ الدهرَ يهدمُ ما بنى * * ويأخذُ ما أعطى ويفسدُ ما أسدى

أبو فراس الحمداني

فقالتْ لقد أزرى بكَ الدهرُ بعدَنا * * فقلتُ معاذَ اللهِ بلْ أنتِ لا الدهرُ

المتنبي

ودهرٌ ناسُهُ ناسٌ صغارٌ * * وإنْ كانتْ لهمْ جثثٌ ضخــــامُ

أرانبُ غيرَ أنهمُ أسُودٌ * * مفتحةٌ عيونُهُمُ نيـــــــامُ

أبو القاسم الشابي

ومنْ لا يُحبُّ صعودَ الجبالِ * * يعشْ أبدَ الدهرِ بينَ الحفرِ

أبو العلاء المعري

ثلاثةُ أيامٍ هيَ الدهرُ كلُّهُ * * وما هيَ إلا اليومُ والأمسُ والغدُ

الإمام الشافعي

كلما أدبني الـــــدهرُ * * أراني نقصَ عــــــقلي

وإذا ما ازددتُ علماً * * زادني علماً بجهـــــليِ

شاعر

منْ يصحبِ الدهرَ لمْ يعدمْ تقلُّبَهُ * * والشــــوكُ ينبتُ قربَهُ الآسُ

تمرُّ حيناً وتحلو لي حوادثُهُ * * فقلما جَرحتْ إلا انثنَتْ تأسو

الديانة-والعقيدة

لبيد-

ألا كلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطــلٌ * * وكلُّ نعــــــيمٍ لا محـــالةَ زائلُ

وكلُّ أناسٍ سوفَ تدخلُ بينَهُم * * دُويهيَّةٌ تصفرُّ منهــــا الأناملُ

وكلُّ امرئٍ يوماً سيعلمُ سعيَهُ * * إذا كُشفتْ عندَ الإلهِ الحصائلُ

شاعر

تذكَّرْ جميلي مذْ خلقتُكَ نُطفـــةً * * ونفخي وتصويري لذاتِكَ في الحشا

فَسَلِّمْ إليَّ الأمرَ واعلمْ بأنَّني * * أنفــذُ أحكامي وأفعــــلُ ما أشـــــاءُ

أحمد شوقي

وإذا وهبتَ بلغتَ بالجودِ المُدى * * وفعلتَ ما لا يفعـــلُ الكرماءُ

وإذا رحــــمتَ فأنتَ أمٌّ أو أبٌ * * هذانِ في الدنيا هما الرُّحماءُ

اللهُ فوقَ الخلقِ فيها وحــــدُهُ * * والناسُ تحتَ لوائِها أكفـــاءُ

والدينُ يُسرٌ والخلافةُ بيعـــةٌ * * والأمرُ شورى والحقوقُ قضاءُ

الإشتراكيونَ أنتَ إمامُهُــــمُ * * لولا دعاوى القومِ والغُلـــواءُ

داويتَ مُتئداً وداوَوْا طَفــــرةً * * وأخفُّ مِنْ بعضِ الدواءِ الداءُ

والبِرُّ عندكَ ذمَّةٌ وفريضـــةٌ * * لا منَّــــةًٌ ممنـــونةٌ وجِبــاءُ

جآءت فوحدت الزكاة سبيلهُ * * حتى التقى الكرماء والبخلاء

أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى * * فالكل في حق الحياة سواء

فلو أن إنسانًا تخير ملـَّــــةً * * مـــا اختار إلا دينك الفقــراء

محمد إقبال

إذا الإيمانُ ضاعَ فلا أمــانٌ * * ولا دنيا لمنْ لمْ يُحْيِ دينا

الإمام الغزالي

قلْ لمنْ يَفهـــمُ عني ما أقـولُ * * أتركِ البحثَ فذا شرحٌ يطـــولُ

ثَمَّ أمرٌ غامضٌ مِنْ دونِــــــه * * ضُربتْ بالسيفِ أعناقُ الفحولِ

أنتَ لا تـعـــــرفُ إيــــاكَ ولا * * تدري مَنْ أنتَ ولا كيفَ الوصولُ

لا ولا تدري صفــاتٍ رُكبــتْ * * فيكَ حارتْ في خفاياها العقولُ

أينَ منك الروحُ في جوهرِها * * هلْ تراها أوْ ترى كيفَ تجــولُ

أنتَ تأكلُ الخـــبزَ لا تَعرِفُهُ * * كيفَ يجري فيكَ أمْ كيفَ يحولُ

فـإذا كانتْ طــــوايـــاكَ التي * * بينَ جنبيكَ بها أنتَ جَهــــــولُ

كيفَ تدري مَنْ على العرشِ استوى * * لا تقلْ كيفَ استوى كيفَ الوصولُ

فهوَ لا كيفَ ولا أينَ لـــــــهُ * * هوَ ربُّ الكيفِ والكيفُ يجــولُ

وهوَ فوقَ الفوقِ لا فوقَ لهُ * * وهوَ في كلِّ النواحي لا يـزولُ

جلَّ ذاتـًا وصفاتٍ وعُــــــلا * * وتعــــالى ربنــــــا عما نقـول

أوس بن حجر

أطعْنا ربَّنا وعصاهُ قومٌ * * فذُقنا طعمَ طاعتِنا وذاقوا

زهير بن أبي سلمى

بدا أنَّ اللهَ حقٌّ فزادني * * إلى الحقِّ تقوى اللهِ ما قد بدا ليا

أبو العلاء المعري

إثنانِ أهلُ الأرضِ ذو عقلٍ بلا دينٍ * * وآخرُ ديِّنٌ لا عقلَ لهْ

إنما هذهِ المذاهبُ أسبابٌ * * لجلبِ الدنيا إلى الرؤساءِ

أجازَ الشافعيُّ فعالَ شيءٍ * * وقالَ أبو حنيفةَ لا يجوزُ

فضَّلَ الشيبَ والشبانَ منَّا * * وما اهتدتِ الفتاةُ ولا العجوزُ

في اللا ذقيــة ضجــةٌ * * ما بين أحمد والمسيـــح

هذا بناقـــوس يــــدقُّ * * وذا بمئـــذنة يصيـــــــح

كلٌ يمجِّـــد دينــــــــه * * ياليت شعري ما الصحيح

إذا ما نظـــرنا آدمــــاً وفعــــالهُ * * وتزويـــج إبنيهِ لبنتيه في الـدُّنـــا

علمنا بأن الخلق من أصل زِنيةٍ * * وأن جميع الناس من عنصر الزنى

إذا آمن الإنسان بالله فليكن * * لبيبًا ولا يخلط بإيمانه كفرًا

المتنبي

أغايةُ الدينِ أنْ تُعفوا شواربَكمْ * * يا أمَّةً ضحكتْ مِنْ جهلِها الأُممُ

بشار بن برد

إبليسُ أفضلُ مِنْ أبيكمْ آدمٌ * * فتنبهوا يا معشرَ الأشرارِ

النارُ جوهرُهُ وآدمُ طينـــةٌ * * والطينُ لا يسمو سموَّ النارِ

الحلاج

عقدَ الخلائقُ في الإلهِ عقائدًا * * وأنا عقدتُ جميعَ ما اعتقدوهُ

عنصرُ الأجسامِ جسمٌ واحدٌ * * وكذا الأرواحُ روحٌ ضمنا

ولي نفسٌ ستتلفُ أو سترقى * * لعمرِ أبي إلى أمرٍ جَسيمِ

ابن عربي-

لقد كنتُ قبلَ اليومِ أُنكِرُ صاحبي * * إذا لم يكن ديني إلى دينهِ داني

لقد صارَ قلبي قابلاً كلَّ صورةٍ * * فمرعى لغزلانٍ وديرٌ لرهبانِ

وبيتٌ لأوثانٍ وكعبةُ طائفٍ * * وألواحُ توراةٍ ومصحفُ قرآنِ

أدينُ بدينِ الحبِّ أنّى توجّهتْ * * ركائبُهُ، فالحبُّ ديني وإيماني

:ويقول

فلم يبقَ إلا صادقُ الوعدِ وحدَهُ * * وما لوعيدِ الحقِّ عينٌ تعاينُ

وإنْ دخلوا دارَ الشقاءِ فإنّهمْ * * على لذةٍ فيها نعيمٌ مباينُ

نعيمُ جنانِ الخلدِ والمرُّ واحدٌ * * وبينهما عندَ التجلّي تباينُ

يُسمّى عذابًا منْ عذوبةِ طعمهِ * * وذاكَ لهُ كالقشرِ والقشرُ صائنُ

:ويقول أيضاً

يا خالقَ الأشياءِ في نفسِهِ * * أنتَ لما تخلقُهُ جامعُ

تخلقُ ما لا ينتهي كونُهُ * * فيكَ، فأنتَ الضيّقُ الواسعُ

الجيلي

وما الخلقُ في التمثالِ إلا كثلجةٍ * * وأنتَ بها الماءُ الذي هو نابعُ

وما الثلجُ في تحقيقِنا غيرُ مائِهِ * * وغيرانِ في حكمٍ دَعَتْهُ الشرائعُ

ولكنْ بذوْبِ الثلجِ يُرفَعُ حكمُهُ * * ويوضعُ حكمُ الماءِ، والأمرُ واقعُ

تجمَّعتِ الأضدادُ في واحدِ البها * * وفيهِ تلاشتْ، وهوَ عنهنَّ ساطعُ

وأسلَمتُ نفسي حيثُ أسلمَني الهوى * * وما ليَ عنْ حكمِ الحبيبِ تنازعُ

فطورًا تراني في المساجدِ عاكفًا * * وإنّيَ طورًا في الكنائسِ راتعُ

إذا كنتُ في حكمِ الشريعةِ عاصيًا * * فإنيَ في علمِ الحقيقةِ طائعُ

ابن عجيبة – فاطمي

أربٌّ وعبدٌ، ونفيُ ضدٍّ * * قلتُ له ليسَ ذاكَ عندي

فقالَ ما عندَكمْ فقلنـا * * وجودُ فقدٍ، وفقدُ وجدِ

توحيدُ حقٍّ بتركِ حقٍّ * * وليسَ حقٌّ، سواي وحدي

الدمرداش

لقد كنتُ دهرًا قبلَ أنْ يكشفَ الغطا * * إخالكَ أنّي ذاكرٌ لكَ شاكرُ

فلمّا أضاءَ الليلُ أصبحتُ شاهدًا * * بأنّكَ مذكورٌ وأنّكَ ذاكرُ

حسن رضوان – فاطمي الهوى

فللوجودِ الحقِّ يثبتُ القـــدمُ * * ويستحيلُ ضدُّه ثمّ العدمُ

فليسَ في الوجودِ شيءٌ يُشهــــــدُ * * سواهُ، فالأشياءُ به تُوحَّدُ

والكثرة الموجودة الموهومـــــة * * في ذاتها لوحدة معدومة

والحـــق في الأشيا جميعا ظاهرُ * * وسرّه قامت به المظاهر

وكل ذرة مــــــن الــــــــذرات * * تنبي بأن الكل عين الذات

فوحدة الوجود لا تُفــــــــــارقُ * * شيئًا ولكن يُستفاد الفارقُ

فبالحدوث والفنــاء يـــــوصف * * إذاً ،ولا يضرُّ أن يُعرّفُ

ولا يزال نـــــــوره يزيــــــــد * * حتى لديه يكمل التوحيد

وسر وحدة الوجـــود ينـكشف * * لعينه ومنه ذوقًا يرتشف

فتضمحل الكثرة المشهـــــودة * * له بنور الوحدة المقصودة

فلا يرى بعينـه الموحٍّـــــــدة * * في الكون غير ذات واحدة

:وفيها

وإن تجــــــلّى جلَّ شأنُهُ على * * وليّـــــه بقــــدرةٍ تَجمّلا

وشاهدَ الأشياءَ تحتَ قبضتِهِ * * وأنّها تكوّنتْ عنْ قدرتِهِ

شهودُ غيبٍ غيرَ أنّهُ ظهـــــرَ * * عليهِ منهُ في الشهادةِ الأثرُ

ومن هنا أحوال أرباب الهمم * * كمشيهم فوق المياه بالقدم

أو الهواء، أو على السحـــاب * * أو طيِّ، أو خبر من التراب

أو غير هذا من أمور خارقة * * لعادة، والشرط أن توافقـــه

أبو الفتح البستي

وإنْ أساءَ مسيءٌ فليكُنْ لكَ في * * عروضِ زلَّتِهِ صفحٌ وغفرانُ

وكنْ على الدهرِ معوانًا لذي أملٍ * * يرجو نداكَ، فإنّ الحرَّ معوانُ

واشددْ يديكَ بحبلِ الدينِ معتصمًا * * فإنّهُ الركنُ إنْ خانتْكَ أركانُ

التعليقات

موقع د.عبد الكريم الشويطر

تم تصميم الموقع لغرض الاحتفاظ والتوثيق لكافة أعمال د.عبدالكريم الشويطر

معلومات

صنعاء-إب

1971

راسلنا عبر:

mohammednajibalkainae@gmail.com

تاريخ التطوير

2025

جميع الحقوق محفوظة@

أضف تعليق