ب

البحر

المتنبي

فلم أرَ قبلي من مشى البحر نحوهُ ** ولا رجلًا قامتْ تعانقُهُ الأسْدُ.

أبو تمام

هو البحرُ من أيِّ النواحي أتيتَهُ ** فلُجَّتهُ المعروفُ والبِرُّ ساحلُهْ
ولو لم يكنْ في كفِّهِ غيرُ روحِهِ ** لجـــادَ بها فليتـَّقِ اللهَ سائلُهْ.
تعودَ بسطَ الكفِّ حتى لوانــَّـــهُ ** أرادَ انقباضًا لم تُطعْهُ أناملُه

إيليا أبو ماضي

قد سألتُ البحرَ يومًا هل أنا يا بحرُ منكَا ** وهل الشاطئُ يدري أنَّهُ جـــاثٍ لديكَا؟
وهل الأمواجُ تدري أنَّها منكَ إليكَا؟ ** ضحكتْ أمواجُهُ منِّي وقالتْ: لستُ أدري.

علي صبرة

تاللهِ تاللهِ لو كــلّتْ صـــــوارمُنا ** لننهشَنَّ بأنيابٍ وأظفـــارِ.
لو تطلبُ البحرَ في الظلماءِ نركبُهُ ** لجٌّ بلجٌّ وإعصارٌ بإعصارِ.

شاعر

جاءتْ معذّبتي في غيهبِ الغسقِ ** كأنَّها الكوكبُ الدريُّ في الأفقِ.
فقلتُ نوّرتني يا خيرَ زائرةٍ ** أما خشيتِ من الحُرّاسِ في الطُرقِ؟
فجاوبتْ ودموعُ العينِ تسبِقُها ** من يركبِ البحرَ لا يخشى من الغرقِ.

حافظ إبراهيم

أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كامنٌ ** فهل ساءلوا الغوّاصَ عن صدفاتي؟

ابن كلثوم

ملأنا الـــبرَّ حتى ضاقَ عنَّا ** كذاكَ البحرُ نملؤُهُ سفينـــــا.

شاعر

شربنا بماءِ البحرِ حتى ترفّعتْ ** بهِ لججٌ خُضرٌ لهنَّ نأيجُ.

امرؤ القيس

وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سدولَهُ ** عليَّ بأنواعِ الهمومِ ليبتلي.

أبو نواس

أنتَ الخصيبُ وهــــذهِ مصرُ ** فتدفّقــــا فكلاكما بحـــرُ.
النيلُ ينعشُ ماؤهُ مصـــــرًا ** ونــداك يُنعشُ أهلَهُ الغمرُ.

المستطرف

لو عبرَ البحرَ بأمواجِهِ ** في ليلةٍ مظلمةٍ باردةْ.
وكفّهُ مملوءةٌ خَـــردَلًا ** ما سقطتْ منها ولا واحدةْ.

قيس بن ذريح

يقولونَ لبنى فتنـــةٌ كنـتَ قبلهــــــا ** بخيـــرٍ فلا تندمْ عليها وطــلِّقِ.
فطاوعتُ أعدائي وعاصيتُ ناصحي ** وأقررتُ عينَ الشامتِ المتملّقِ.
وددتُ وبيتِ اللهِ أني عصيتهــــــم ** وحُمِّلتُ في رضوانِها كلَّ موثقِ.
وكنتُ أغوصُ البحرَ والبحرُ زاخــرٌ ** أبيتُ على أثباجِ موجٍ مُغــــرِّقِ.
كأنّي أرى الناسَ المحبّينَ بعدهــــا ** عصارةَ ماءِ الحنظلِ المتفلـــــِّقِ.
فتنكرُ عيني بعدهـــا كلَّ منظــــــــرٍ ** ويكرهُ سمعي بعدها كلَّ منطـــقِ

قابوس بن وشمكير

قلْ للذي بصروفِ الدهرِ عيّرنا ** هل حاربَ الدهرُ إلّا منْ لهُ خطرُ؟
أما ترى البحرَ تعلو فوقهُ جيفٌ ** وتستقرُّ بأقصى قاعِهِ الـــــدُّررُ؟

البخل

أبو الفتح كشاجم

صديقٌ لنا من أبدعِ الناسِ في البُخلِ ** وأفضلُهم فيهِ وليسَ بذي فضلِ

دعاني كما يدعو الصديقُ صديقهُ ** فجئتُ كما يأتي إلى مثلِهِ مِثلي

فلما جلسنا للطعامِ رأيتُهُ ** يرى أنَّهُ من بعضِ أعضائهِ أكلي

ويغتاظُ أحيانًا ويشتمُ ابنَهُ ** وأعلمُ أنَّ الغيظَ والشتمَ من أجلي

فأقبلتُ أستلُّ الغداءَ مخافةً ** وألحاظُ عينيهِ رقيبٌ على فعلي

أمدُّ يدي سرًّا لأسرقَ لُقمةً ** فيلحظُني شزرًا فأعبثُ بالبقلِ

أبو تمام

صدِّق أليَّتهُ إن قالَ مجتهدًا ** لا والرغيفُ فذاكَ البرُّ من قَسَمِهِ

قد كان يعجبني لو أنَّ غيرتهُ ** على جراذِقِهِ كانت على حُرَمِهِ

إن رُمتَ قتلَهُ فافتكْ بخُبزَتِهِ ** فإنَّ موقعها من لحمِهِ ودمِهِ

أبو نواس

أبو نوحٍ دخلتُ عليهِ يومًا ** فغدَّاني برائحةِ الطعامِ

وقدمَ بينَنا لحمًا سمينًا ** أكلناهُ على طبقِ الكلامِ

فلما إن رفعتُ يدي سقاني ** كؤوسًا ريحُها ريحُ المدامِ

فكان كمن سقى الظمآنَ آلًا ** وكنتُ كمن تغدَّى في المنامِ

سيانِ كسرُ رغيفِهِ ** أو كسرُ عظمٍ من عظامِهِ

فارفقْ بكسرِ رغيفِهِ ** إن كنتَ ترغبُ في كلامِهِ

وتراهُ من خوفِ النزولِ ** بهِ يُروّعُ في منامِهِ

شاعر

رأى (الصيف) مكتوبًا على بابِ بيتِهِ ** فصحَّفهُ (ضيفًا) فقامَ إلى السيفِ

وقلنا لهُ (خيرًا) فظنَّ بأننــــا ** نقولُ لهُ (خبزًا) فماتَ من الخوفِ

ابن طباطبا

أجاعَ بطني حتى ** شممتُ ريحَ المنية

وجاءني برغيفٍ ** قد أدركَ الجاهلية

فقمتُ بالفأسِ حتى ** أدُقُّ منهُ ثنيـــــة

تثلمَ الفأسُ وانصاعَ ** مثلَ سهمِ الرمية

فشجَّ رأسي ثلاثًا ** ودقَّ مني الثنية

أبو الفتح البستي

رغيفُ أبي عليٍّ حلَّ خوفًا ** من الأسنانِ ميدانَ السِّماكِ

إذا كسروا رغيفَ أبي عليٍّ ** بكى يبكي بكاءً فهو باكٍ

الكلابي

فتىً لرغيفِهِ قُرطٌ وشنفُ ** وإكليلانِ من خرزٍ وشزرِ

إذا كسرَ الرغيفُ بكى عليهِ ** بكاءَ الخنساء إذ فُجِعت بصخرِ

في المستطرف

أتانا بخيلٌ بخبزٍ لــــــهُ ** كمثلِ الدراهمِ في رقّتهِ

إذا ما تنفسَ حولَ الخوانِ ** تطايرَ في البيتِ من خفَّتهِ

:ومنها في بخيل

لو عبرَ البحرَ بأمواجِهِ ** في ليلةٍ مظلمةٍ باردة

وكفُّهُ مملوءةٌ خَردلًا ** ما سقطتْ من كفِّهِ واحدة

وقال آخر

نراهم خشيةَ الأضيافِ خُرسًا ** يقيمونَ الصلاةَ بلا أذانِ

الأخطل

قومٌ إذا أكلوا أخفوا كلامَهمُ ** واستوثقوا من رتاجِ البابِ والدارِ

قومٌ إذا نبحَ الأضيافُ كلبُهمُ ** قالوا لأمِّهمُ بُولي على النارِ

أبو العتاهية

إنَّ البخيلَ وإن أفادَ غِنًى ** لتُرى عليهِ مخايلُ الفقرِ

بشار بن برد

فلا تبخلَنَّ بخلَ ابنِ قزعةَ إنَّهُ ** مخافةَ أن يُرجى نداهُ حزينُ

إذا جئتَهُ للعُرفِ أغلقَ بابَهُ ** فلم تلقَهُ إلَّا وأنتَ كمينُ

إسحق الموصلي

وآمرةٍ بالبخلِ قلتُ لها اقصُري ** فليسَ إلى ما تأمرينَ سبيلُ

أرى الناسَ خُلَّانَ الكريمِ ولا أرى ** بخيلًا لهُ في العالمينَ خليلُ

ومن خيرِ حالاتِ الفتى لو علمتِهِ ** إذا قالَ شيئًا أن يكونَ ينيلُ

فإنِّي رأيتُ البخلَ يُزري بأهلِهِ ** فأكرمتُ نفسي أن يُقالَ بخيلُ

عطائي عطاءُ المُكثرينَ تجمُّلًا ** ومالي كما قد تعلمينَ قليلُ

عمرو بن الأهتم

ذريني فإنَّ البخلَ يا أمَّ هيثمٍ ** لصالحِ أخلاقِ الرجالِ سروقُ

لعمركَ ما ضاقت بلادٌ بأهلِها ** ولكنَّ أحلامَ الرجالِ تضيقُ

المعري

عِشْ بخيلًا كأهلِ عصرِكَ هذا ** وتَبَالَهْ، فإنَّ دهرَكَ أبلهْ

إن تُرِدْ أن تُخصَّ حرًّا منَ الناسِ ** بخيرٍ فخصَّ نفسكَ قبلَهُ

علي بن الجهم

أعاذلُ ليسَ البخـــــلُ منِّي سجيةً ** ولكنْ رأيتُ الفقرَ شرَّ سبيلِ

لموتُ الفتى خيرٌ منَ البخلِ للفتى ** وللبُخلِ خيرٌ من سؤالِ بخيلِ

شاعر

سقامُ الحرصِ ليسَ لهُ شفاءٌ ** وداءُ البُخلِ ليسَ لهُ دواءُ
أرى بدرَ السماءِ يلوحُ حينًا ** ويـــبدو ثمَّ يلتحفُ السحابا  

وذلك أنَّهُ لما تبـــــــدَّى ** وأبصرَ وجهَكَ استحيا وغابا

ابن الوردي

ليس من يقطعُ طرقًا بطلًا ** إنما من يتقِ اللهَ البطلُ

تمرُّ بكَ الأبطالُ كُلمى هزيمةً ** ووجهُكَ وضَّاحٌ وثغرُكَ باسمُ

إعرابي

بلادٌ ألفنـــاهـــــا على كلِّ حـــالـــةٍ ** وقد يُؤلَفُ الشيءُ الذي ليس بالحَسَنِ

وتستعذبُ الأرضُ التي لا هوىً بها ** ولا ماؤها عذبٌ ولكنَّها وطنُ

عمرو بن الأهتم

لعمركَ ما ضاقت بلادٌ بأهلها ** ولكنَّ أخلاقَ الرجالِ تضيقُ

شاعر

بلادي وإن جارتْ عليَّ عزيزةٌ ** وأهلي وإن ظنُّوا عليَّ كرامُ

خليل مطران

بلادي لا يزالُ هـــــواكِ منِّي ** كما كانَ الهوى قبلَ الفِطامِ

أقبِّلُ منكِ حيثُ رمى الأعادي ** رُغامًا طاهرًا دونَ الرَّغامِ

وأفـــدي كلَّ جلمــــودٍ فتيتٍ ** وهَى بقنابلِ القـــومِ اللِّئامِ

لحا اللهُ المطامعَ حيثُ حـــلَّتْ ** فتلكَ أشدُّ آفاتِ الســــــلامِ

إعرابي

ذكرتُ بــــــلادي فاستهلَّتْ مدامعي ** بشوقي إلى عهدِ الصِّبا المتقادمِ

حننتُ إلى أرضٍ بها اخضرَّ شاربي ** وقطَّع عنِّي قبلَ عقدِ التمائمِ

الرصافي البلنسي

بلادي التي ريَّشتْ قويدمتي بها ** فريحًا وآوتني قرارتها وكَرا

مبادئُ لينِ العيشِ في رونقِ الصِّبا ** أبى اللهُ أن أنسى لها أبدًا ذِكرى

عبد الله بن الصمة القشيري

أقولُ لصاحبي والعيسُ تخدي ** بنا بينَ المنيفةِ فالضِّمارِ

تمتَّعْ من شميمِ عرارِ نجدٍ ** فما بعدَ العشيةِ من عرارِ

ألا يا حبَّذا نَفَحاتُ نجدٍ ** وريا روضِهِ بعدَ القَطارِ

شاعر

بلادُ العربِ أوطاني ** من الشامِ لبغدانِ

ومن نجدٍ إلى يَمَنٍ ** إلى مصرَ فتطوانِ

لسانُ الضادِ يجمعُنا ** بعدنانٌ وقحطانُ

المعري

فلا هطلتْ عليَّ ولا بأرضي ** سحائبُ ليسَ تنتظمُ البلادا

ولو أني حُبيتُ الخلدَ فــردًا ** لما أحببتُ بالخلدِ انفرادا

أبو فراس الحمداني

إذا لم أجدْ في بلدةٍ ما أريدهُ ** فعندي لأخرى عَزْمَةٌ وركوبُ

شاعر

تقاذفني بــــلادٌ عن بــــلادٍ ** كأني بينهـــا عـــيرٌ شرودُ

آدم

تغيَّرتِ البلادُ ومن عليها ** ووجــــهُ الأرضِ مغبَّرٌّ قبيحُ

وأودى ربعُ أهليها فبانوا ** وغُودرَ في الثرى الوجهُ المليحُ

شاعر

وإذا نظرتَ إلى البقاعِ وجدتها ** تشقى كما تشقى الرجالُ وتسعدُ

ابن الرومي

بلدٌ صحبتُ بهِ الشبيبةَ والصِّبا ** ولبستُ ثوبَ العيشِ وهو جديدُ

فإذا تمثَّلَ في الضميرِ رأيتُهُ ** وعليه أغصانُ الشبابِ تميدُ

شاعر

بلادي هواها في لساني وفي فمي ** يُمجِّدُها قلبي ويدعو لها فمي

ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بــــــلادهُ ** ولا في حليفِ الحبِّ إن لم يتيَّمِ

أبو نواس

عاجَ الشقيُّ إلى رسمٍ يُسائلُهُ ** وعُجتُ أسألُ عن خمَّارةِ البلدِ

أبو تمام

لم يَغْزُ يومًا ولم يَنْهَدْ إلى بلدٍ ** إلَّا تقدَّمهُ جيشٌ من الرُّعبِ

شاعر

كساها الحيا بُردَ الشبابِ فإنَّها ** بــــلادٌ بها حلَّ الشبابُ تمائمي

ذكرتُ بها عهدَ الصبا فكأنَّما ** قدحتُ بنارِ الشوقِ بينَ الحيازمِ

الإمام الشافعي

أشدُّ من فاقةِ الزمــــانِ ** مُقــامُ حُرٍّ على الهــوانِ

وإن نبا منزلٌ بحــــــرٍّ ** فمـــن مكانٍ إلى مكـــانِ

شاعر

بلادُ اللهِ واسعةٌ فضـــــاءٌ ** ورزقُ اللهِ في الدنيـــا فسيحُ

شاعر

إذا نَبَا بكَريمٍ موطــــــنٌ فــــلهُ ** وراءَهُ في بسيطِ الأرضِ ميدانُ

وإن نَبَتْ بكَ أوطانٌ نشأتَ بها ** فارحــــلْ فكلُّ بلادِ اللهِ أوطـــانُ

أحمد شوقي

وطني لو شُغِلتُ بالخلدِ عنهُ ** نازعتني إليهِ في الخلدِ نفسي

إيليا أبو ماضي

وطنُ النجومِ أنا هنا ** حــدِّقْ أتعرفُ من أنا

إبراهيم الغزي

ليستْ بأوطانِكَ التي نشأتَ بها ** لكنْ ديـارُ الذي تهواهُ أوطانُ

ابن الوردي

إطرحِ الدنيا فمنْ عاداتِها ** تُخفضُ العالي وتُعلي من سَفَلِ

قيمةُ الإنسانِ ما يُحسِنُهُ ** أكثـــــرُ الإنسانِ منْهُ أو أقـــلُ

شاعر

لا يمنعنَّكَ خفضُ العيشِ في دَعَةٍ ** نزوعُ نفسٍ إلى أهلٍ وأوطانِ

شاعر

كفى حزنًا أنّا جميعًا ببلدةٍ ** ويجمعُنا في أرضِها شرُّ مشهدِ

ابن القيرواني الرشيق

مما يُزهِّدُني في أرضِ أندلسٍ ** سماعُ مقتدرٍ فيها ومعتضدِ

ألقابُ مملكةٍ في غيرِ موضعِها ** كالهرِّ يحكي انتفاخًا صولةَ الأسدِ

شاعر

نزلنـــــا على قيسيــــةٍ يمنيــــةٍ ** لها نسبٌ في الصالحينَ هجانِ

امرؤ القيس

ألا أيُّها الركبُ اليمانونَ عرِّجوا ** علينا فقد أضحى هوانا يمانيا

المتنبي

برغمِ شبيبٍ فارقَ السيفَ كفَّهُ ** وكانا على العَلاتِ يصطحبانِ

الزبيري

مزِّقيني يا ريحُ ثم انثُري ** أشـــلاءَ جسمي في جوِّ تلكَ المعاني

الإمام علي

ولو كنتُ بوَّابًا على بابِ جنَّةٍ ** لقلتُ لهمدانَ ادخلوا بسلامِ

شويطر ع ك

بلدي وأغنيتي وإلهامي ولحني ** والأنيـنُ العـــذبُ في قيثارتي

سأظلُّ أنشــــدُ ضمَّها يومــــــا ** وأرسمُ وجهَها متألّقًا في قُبلتي

بلدي أغنّي مجدَها شرفًا ** وأقبضُ من صدى تاريخِها طيفًا يحومْ

صبّحتُكَ الأطيابُ يا بلدَ الخيرِ ** وأغـناكَ خضــــرةً وجــداولْ

يا بلادي وأنتِ أجملُ ممّــا ** حَوَتِ الأرضُ برَّها والساحلْ

لبلادي أنا، لنهضتِها خُضتُ ** دروبـــًا منيعــــةً ومعــاقلْ

لبلادي عزفتُ أغنيةَ النصرِ ** وباهـيتُ مجـــدَها المتطاولْ

يا بلادي وصباحُ العزّةِ القعساءُ ** من فوقِ رُباها يسطعُ

يولدُ الفجرُ في بلاديَ حُرًّا ** ويراني حُرًّا أنا وبلادي

الصفدي

إذا بُلِيتَ بشخصٍ لا خلاقَ لهُ ** فكن كأنَّك لم تسمعْ ولم يُقَلِ

ولا تمادِ سفيهًا في محاورةٍ ** ولا حليمًا لكي تنجو من الزلَلِ

ولا يغرُّك من يُبدي بشاشتَهُ ** منهُ إليكَ فإنَّ السُّمَّ في العسلِ

وإنْ أردتَ نجاحًا كلَّ آونةٍ ** فاكتمْ أمورَكَ عن حافٍ ومُنتعلِ

الحلاج

كلُّ بلائي عليَّ منِّي ** فليتني قدْ أخذتُ عنِّي

ابن قنبر

كلُّ المصائبِ قدْ تمرُّ على الفتى ** فتهونُ غيرَ شماتةِ الأعداءِ

المتنبي

ومنَ البليَّةِ عذلُ من لا يرعوي ** عنْ غيِّهِ وخطابُ منْ لا يفهمُ

ومنَ العداوةِ ما ينالكَ نفعُها ** ومنَ الصداقةِ ما يضرُّ ويؤلمُ

الإمام علي

ليسَ البليَّةُ في أيَّامِنا عجبٌ ** بلِ السَّلامةُ فيها أعجبُ العَجَبِ

وما الدَّهرُ والأيَّامُ إلَّا كما ترى ** رزيَّةُ مالٍ أوْ فِراقُ حبيبِ

يزيد بن معاوية

بكيتُ دمًا يومَ النوى فمسحتُهُ ** بكفِّي فاحمرَّتْ بَناني من دمي

بكيتُ على من زيَّنَ الحُسنَ وجهَها ** وليسَ لها مثلٌ بعربٍ وأعجمِ

أبو العتاهية

عُريتُ من الشبابِ وكانَ غضًّا ** كما يَعْرى من الورقِ القضيبُ

بكيتُ على الشبابِ بدمعِ عيني ** فما نفعَ البكاءُ ولا النحيبُ

ألا ليتَ الشبابَ يعودُ يومًا ** فأُخبِرَهُ بما صنعَ المشيبُ

شاعر

بكيتُ بكِلتا مقلتَيَّ كأنّني ** أتمِّمُ ما قد فاتَ عيني مُتمِّمِ

السالمي

بكتْ سُحُبُ الأصيلِ دمًا لمابي ** وما الليلُ البهيمُ سوى اكتئابي

وفاضتْ مُقلتي وسقتْ ربوعي ** وهـــــــذا الأثلُ منها والروابي

ابن زهر

عشيتْ عيناَيَ من طولِ البُكا ** وبكى بعضي على بعضي معي

شاعر

خليلي لا دمعًا بكيتُ ولا دمًا ** ولكنّها روحي تسيلُ على خدّي

آدم

تغيَّرتِ البلادُ ومنْ عليها ** ووجــــهُ الأرضِ مغبَّرٌّ قبيحُ

تغيَّرَ كلُّ ذي لونٍ وطَعمٍ ** وبالفردوسِ ضاقَ بكَ الفسيحُ

بكتْ عيني وحقَّ لها بكاها ** وجـــفني بعدَ أحبَّابي قريحُ

شاعر

إذا كسروا رغيفَ أبي عليٍّ ** بكى يبكي بكاءً فهو باكي

المعري

غيرُ مُجدٍ في مِلَّتي واعتقادي ** نَوْحُ باكٍ ولا تَرَنُّمُ شادي

أبكتْ تلكمُ الحمامةُ أمْ غنَّتْ ** على فرعِ غصنِها الميادِ

ضحكنا وكانَ الضحكُ منّا سفاهةً ** وحقٌّ لسُكَّانِ البريَّةِ أنْ يبكوا

تحطُّمُنا الأيامُ حتّى كأنّنا ** زُجاجٌ هشيمٌ لا يُرامُ له سبكُ

حافظ إبراهيم

مررتُ على المروءةِ وهي تبكي ** فقلتُ: علامَ تنتحبُ الفتاةُ؟

دوقلة

مررتُ على المروءةِ وهي تبكي ** فقلتُ: علامَ تنتحبُ الفتاةُ؟

دوقلة

هلْ في الطلولِ لسائلٍ ردٌّ ** أم هلْ لها بتكلُّمٍ عهدُ؟

درَسَ الجديدُ جديدَ معهدِها ** فكأنّها ريطةٌ جَرْدُ

الشريف الرضي

ولقدْ مررتُ على ديارِهِمُ ** كأنَّ طلولَها بيدِ البِلى نُهبُ

فبكيتُ حتى لجَّ منْ لغبٍ ** نَضْوِي ولجَّ بعَذليَ الركبُ

وتلفَّتتْ عيني ومذ خفِيَتْ ** عني الطلولُ تلفَّتَ القلبُ

العباس بن الأحنف

الحـبُّ أوّلُ ما يكونُ لجـاجـةً ** تأتي به وتسوقُه الأقدارُ

حتّى إذا سلكَ الفتى لججَ الهوى ** جاءتْ أمورٌ لا تُطاقُ كبارُ

نزفَ البكاءُ دموعَ عينكَ فاستعرْ ** عينًا لغيركَ دمعُها مدرارُ

منْ ذا يُعيركَ عينَهُ تبكي بها ** أرأيتَ عينًا للبكاءِ تُعارُ؟

شاعر

بكيتَ كما يبكي الوليدُ ولم تكن ** جليدًا وأبديتَ الذي لم تكنْ تبدي

وقدْ زعموا أنّ المحبَّ إذا دنا ** يَمَلُّ وأنَّ النأيَ يُشفي من الوجدِ

بكُلِّ تداوينا فلمْ يُشفَ ما بنا ** على أنّ قُربَ الدارِ خيرٌ من البعدِ

على أنّ قُربَ الدارِ ليسَ بنافعٍ ** إذا كانَ منْ تهواهُ ليسَ بذي وُدِّ

أبو العتاهية

بكيتُكَ يا عليُّ بدمعِ عيني ** فلمْ يُغنِ البكاءُ عليكَ شيئًا

كفى حزنًا بدفنكَ ثمَّ إنّي ** نفضتُ ترابَ قبرِكَ عن يديّا

وكانتْ في حياتِكَ لي عظاتٌ ** وأنتَ اليومَ أوعظُ منكَ حيّا

شاعر

ولكنّني أبـــكي بعـــــينٍ سخينـــــةٍ ** على حَدَثٍ تبكي له عينُ أمثالي

شاعر

لقد لامني عندَ القبورِ على البُكا ** رفيقي لتذرافِ الدموعِ السوافكِ

وقالَ: أتبكي كلَّ قبرٍ رأيتَهُ؟ ** لميتٍ ثوى بين اللِّوى والدكادكِ

فقلتُ له: إنَّ الشجى يبعثُ الشجى ** فدعني، فهذا كلُّه قبرُ مالكِ

شاعر لبناني – تغنيها فيروز

يبكي ويضحكُ لا حزنًا ولا فرحًا ** كعاشقٍ خطَّ سطرًا في الهوى ومَحا

منْ بسمةِ النجمِ قدْ جاءتْ قصائدُهُ ** ومنْ مُخالسةِ الظبيِ الذي سنحا

لو كنتِ تدرينَ ما ألقاهُ منْ شجنٍ ** لَكنتِ أرفقَ منْ آسَى ومنْ صفحا

فالروضُ مهما زهتْ، قَفْرٌ ** إذا حُرِمتْ منْ جانحٍ صدَّ أوْ منْ صادحٍ صدحا

التعليقات

موقع د.عبد الكريم الشويطر

تم تصميم الموقع لغرض الاحتفاظ والتوثيق لكافة أعمال د.عبدالكريم الشويطر

معلومات

صنعاء-إب

1971

راسلنا عبر:

mohammednajibalkainae@gmail.com

تاريخ التطوير

2025

جميع الحقوق محفوظة@

أضف تعليق