ر

الرأي والمشورة

عيسى بن موسى-


إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ * * فـــإن فساد الرأي أن تتـرددا

ولا تمهل الأعداء يومًا بغدوة * * وبادرهمُ أنْ يملكوا مثلها غدا

المتنبي

الرأي قبل شجاعة الشجعــــــان * * هو أولٌ وهي المحل الثـــــــاني

فإذا همـــا اجتمعا لنفس حــــرةٍ * * بلغـت مـن العليــــاء كـل مكـان

ولربما طعــــــن الفتى أقرانــــه * * بالـــرأي قبـــل تطاعـن الأقران

الطغرائي

أصالة الرأي صانتني عن الخطل * * وحلية الفضل زانتني لدى العطل

أبو العتاهية

لكل امرئ رأيان رأيٌ يكفُّه * * عن الشيئ أحيانًا ورأيٌ ينازعُ

إبن خاتمة

إن يشتبه رأيان في شيئٍ من الأشيا عليك * * وضللت عن أولاهما فاترك أحبهما لــديك

شاعر

لا تحقرن الرأي وهو موافقٌ * * حكم الصواب إذا أتى من ناقصِ

أبو مسلم

أدركت بالرأي والكتمان ما عجزت * * عــنه ملوك بني مروان إذ قعدوا

مازلت أسعى عليهم في ديارهــــمُ * * والقوم في غفلة بالشام قد رقدوا

حتى ضربتهموا بالسيف فانتبهـوا * * من نــومة لم ينمها قبلهم أحــــدُ

ومن رعى غنما في أرض مسبعة * * ونام عنها تولى رعيها الأســـــدُ

بشار

إذا بلغ الرأي المشـــــورة فاستعــن * * بعزم نصيحٍ أو مشورة حـــــازمِ

ولا تحسب الشورى عليك غضاضة * * فـــإن الخـــوافي قوةٌ للقـــــوادم

وما خير كفٍّ أمســـك الغــــلُّ أختها * * وما خيــر سـيفٍ لـــم يؤيد بقائم

وخل الهوينى للضعـــيف ولا تـــكن * * نؤوما فــإن الحـــر ليس بنـــائم

وأدنِ إلى القرب المقــــرِّب نفســـه * * ولا تشهد النجوى امرأ غير كاتم

فإنك لا تستطرد الغــــمّ بالمــــــنى * * ولا تبلُغ العليـــا بغــير المكـــارم

الأفوه الأودي

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهـم * * ولا حيــاة إذا جهالهم سادوا

تُهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت * * فـــإن تولت فبالأشرار تنقادُ

كيف الرشــــاد إذا ما كنت في نفـــر * * لهم عن الرشد أغلالٌ وأقيادُ

أعطوا غواتهم جهـــلا مقـــادتهـــم * * فكلهم في حبــال الغي منقاد

أمارة الغي أن يلقى الجميـع * * لـذي الإبـــرام للأمر والأذنـاب أقتـــاد

إن النجــــــاة إذا ما كنت ذا نفــــرٍ * * من أُ جَّــة الغي،إبعادٌ فإبعاد

أبو الفتح البستي

ما استقامت قناة رأيي إلا * * بعدما عوج المشيب قناتي

الكيزي

وشاور نقي الرأي عند التباسه * * لكي يضحَ الأمر الذي هو أصوبُ

الرياشي

وعاجز الرأي مضياع لفرصته * * حتى إذا فات أمرًا عاتب القدرا

شاعر

الرأي كالليل مسودٌ جـــــوانبــــه * * والليــــل لا ينجــــــلي إلا بإصباح
فاضمم مصابيح آراء الرجال إلى * * مصباح رأيك تزدد ضوء مصباح

الإرجاني

إقرِنْ برأيك رأي غيرك واستشر * * فالحــــق لا يخـــفى علـى الأ ثنـين

للمرء مرآةٌ تُريــــه وجهــــــــه * * ويرى قفــــاه بجمْع مــــرآتـــــــين

قف دون رأيك في الحياة مجاهدًا * * إن الحيـــاة عقيـــدةٌ، وجهـادُ

إبن خاتمة

إن يشتبه رأيان في شـــــيئ مــن الأشيــــا عليك * * وضللت عن أوْلاهمـــا فاترك أحبهما اليـــــــــك

علي أبو النصر

بقدر الرأي تُعـتبر الرجـــــالُ * * وبالآمـــال يُنتظر المآلُ

وإفـراط البليـغ إذا تمــــــادى * * على حال يخالطه ابتذالُ

وإمســاك الأديب يفيــد علمـا * * بأحوال الغـبي كما يُقالُ

ومن عرف الحقائق زاد غما * * وإن طلب الإقالة لا يُقال

وبالإقـدام يسهـــل كل صعبٍ * * وبالتمويـه يتسع المجال

ومن لــم يتئــد في كل أمـــرٍ * * تخطـــاه التدارك والمنال

ومن لــزم القناعة زاد عزا * * وهل بالـــذل منقبـةٌ تُنالُ؟

الرثاء

المتنبي

ما كنت أحسب قبل دفنك في الثرى * * أن الكواكب في التراب تغــورُ

الشمس في كبد السماء مريضــــةٌ * * والأرض واجفــــــةٌ تكاد تمورُ

خرجوا به والناس حولــــه * * صعقات موسى حين دُك الطورُ

حتى أتوْ جدثاً كأن ضريحـــــــــــه * * في قـــلب كل موحــــدٍ محفورُ

أبو الحسن الإنباري في رثاء الوزير بن بقية وزير عضد الدولة

علوٌ في الحيـــاة وفي الممــــات * * لحقٌ أنت إحدى المعجزاتِ

كأن الناس حولك حين قامـــــوا * * وفود نداك أيام الصِّــلات

كأنـــــك قائـــــمٌ فيهم خطيبــــاً * * وكلهموا قيام للصــــــلاة

مددت يـــديك نحوهــــم احتفاءً * * كمدهما إليهم بالهبــــات

ولما ضاق بطن الأرض عن أن * * يضم علاك من بعد الوفاة

أصاروا الجو قبرك واستعاضوا * * عن الأكفان ثوب السافيات

لعظمك في النفوس تبيت تُرعى * * بحراس وحفــــا ظ ثقــــاة

وتوقد حولك النيران ليـــــــلا * * كذلك كنت أيـــام الحيــــاة

ولو أني قدرت على قيــــــــامٍ * * بفرضك والحقوق الواجبات

ملأت الأرض من نظم القوافي * * وبحت بها خلاف النائحات

ولكني أصبر عنــــــك نفسي * * مخافة أن أعـــد من الجناة

وما لك تربة فأقـــول تسقى * * لأنك نصب هطل الهاطلات

عليك تحية الرحمن تتــرى * * برحمات غــوادٍ ، رائحـاتِ

عبد الله بن أيوب في رثاء منصور بن زياد

أما القبور فإنـهـــــن أوانسٌ * * بجوار قبرك والديار قبورُ

والناس مأتمـهم عليه واحدٌ * * في كل دارٍ رنــــةٌ وزفيـرُ

عجبا لأربع أذرعٍ في خمسةٍ * * في جوفها جبلٌ أشم كبير

الفضل بن عبد الصمد الرقاشي يرثي جعفر البرمكي

أما والله لـــولا خــــوف واشٍ * * وعـــينٌ للخليفـــة لاتنـــامُ

لطفنا حول جذعك واستلمنـــا * * كما للناس بالحجر استــلام

وما أبصرت قبلك يا ابن يحيى * * حساماٍ حتفه السيف الحسام

على اللــــذات والدنيــا جميعا * * ودولــــة بـرمـــكٍ الســـلام

مسلم بن الوليد

أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه * * فطيب تراب القبر دلّ على القبر

بشار

إشرب على تلف الأحبة إننـا * * جزر المنية ظاعنين وخُفّـضـــــا

ويلي عليه وويلتي من بينه * * كان المحبّ وكنتُ حِبّا فانقـضي

قد ذقت ُ ألفته وذقت فراقـه * * فوجدت ذا عسلا وذا جمر الغضا

العتبي في موت ابن له

وقاسمني دهري بَنيّ بشطرهِ * * فلما تقضّى شطره عاث في شطري

ألا ليت أمي لم تلدني وليتني * * سبقتك إذ كنـــا إلى غــــاية نجـري

وكنتُ به أكنى فأصبحت كلما * * كنيتُ به فاضت دموعي على نحري

إبن مناذر في تأبين عبد الجيد الثقفي-

كل شيئٍ لاقى الحمام فمُـــــودِي * * مـــــا لحيٍّ مؤملٌ من خـلودِ

لا تهاب المنون شيئاً ولا تــــــر * * عى على والــــدٍ ولا مـولودِ

يقدح الدهر في شماريخ رضوى * * ويحط الصخـــور من هبُّود

ولقد تترك الحوادث والأيــــــــا * * م وهياً في الصخرِ والجلمود

يفعل الله ما يشـــــــاء فيمضي * * ما لفعل الإلـــــه من مردود

فكانا للموت ركبٌ محثـــُّــــون * * سراعٌ لمنهـــــلٍ مــــــورود

الزبيري

ما كنت أحسب أني سوف أرثيه * * وأن شعري إلى الدنيا سينعيه

وأنني سوف أبقى بعد نكبته * * حيا أمزق روحي في تأسيــــــــه

نبأٌ أتى من أعظم الأنبــــــاء * * لما ألـــمّ مقلقل الأحشـاء

قالوا حبيبٌ قد ثوى فأجبتهم * * ناشدتكم لا تجعلوه الطائي

يا مُلك إن كنت تحت الأرض باليةً * * فإنني فوقها بالٍ من الحزنِ

المعري

فإن ينقطع منك الرجاء فإنه * * سيبقى عليك الحزن ما بقي الدهرُ

إمرأة

بكيتك يابنيّ بدمــــــع عيني * * فلـــم يُغــن البكاء عليك شيئا

وكانت في حياتك لي عظاتٌ * * وأنت اليــــوم أوعظ منك حيا

الشافعي

إني أعزيك لاإني على ثقـــــة * * من الخـــــلود ولكن سنة الدينِ

فما المعزّى بباق بعد صاحبه * * ولا المعزّي وإن عاشا إلى حينِ

شويطر

عظم الله ياصديقي لك الأجر * * وعافاك في المصاب الجسيمِ

وتولى برحمة منه إكرامك * * بالصبروالجـــزاء العظيــــم

وشآبيب رحمة الله تغشاه * * وتعــليه في المقـــام الكريم

الرجاء

وإني لأرجو الله حتى كأنني * * أرى بجميل الصنع ما الله فاعـــــلُ

سل الرماح العوالي عن معالينا * * واستشهد البيض هل خاب الرجا فينا

الجاحظ

أتـرجو أن تكون وأنت شيخٌ * * كما قد كنتَ أيــام الشــباب
لقد كذبتك نفسُــك ليس ثوبٌ * * خليقٌ كالجديد من الثياب

البحتري-

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها * * إنَّ السفينة لا تجري على اليبس

شاعر

هل إلى نظـــرة إليك سبيلُ * * يُـروَ منها الصدى ويُشف الغليل

إن مـا قل منك يكثر عندي * * وكثيـــرٌ ممن تحبّ، القليــــــــلُ

المعري

فإن ينقطع منك الرجاء فإنه * * سيبقى عليك الحزن ما بقي الدهرُ

لا تجعلنِّيَ والأمثال تضرب بي * * كالمستجير من الرمضاء بالنار

فهبني مسيئا مثلما قلتَ ،ظالماً * * فعفوا جميلا كي يكون لك الفضل

فإن لم أكن للعفو منك لسوء ما * * أتيتُ به أهــــلا فأنت له أهــــــــلُ

ألا رُبّ راج ٍحــاجة ًلا ينالها * * وآخر قد تقضى له وهـــو جالسُ

يجول لها هذا وتقضى لغيره * * وتأتي لــه في غمضةٍ وهو آيسُ

الرزق

المتنبي

أين فضلي إذا قنعتُ من الدهر * * بعــــيشٍ معجــّـــل التــنـــــــــكيد

ضاق صـدري وطــال في طلب الرزق * * قيامي وقـلّ عنه قعـودي

أبـــداً اقطـع البــلاد، ونجمــــي * * في نحوسٍ وهمتي في سُـــــعُود

ولعلي مؤمـــــل بعض ما أبلغ * * باللــــطف مـــن عـــــزيـز حميـد

ما بقومي شرفت بل شرفوا بي * * وبجــــدّي عـلوتُ لا بجــــــــدودي

عش عزيزا او مت وانت كريمٌ * * بيــن طـــعن القنا وخفق البنــــود

إبن زريق

قــــد وزع الله بيـــن النـــــاس رزقهــــمُ * * لـــم يخلق الله من خلق يُضيعه

لكنهـــم كلفـــــــوا رزقــــا فلست تــــرى * * مسترزقاً وسوى الغايات تُقنعهُ

والحرص في الرزق والأرزاق قد قُسمت * * بغيٌ ألا إن بغي المرء يصرعه

عروة بن أذينة

لقد علمت وخير القول أصدقه * * بأن رزقي وإن لم يأت يأتيني

أسعى إليه يعنيني تطلبــــــه * * ولو قنعـت أتـــاني لا يعـــنيني

الشافعي

مثل الرزق الذي تطلبه * * مثل الظل الذي يمشي معــك

أنت لا تدركه مُتبعـــــا * * وإذا وليــت عنــــه تبعــــــك

ورزقك ليس ينقصه التأني * * وليس يزيد في الرزق العناءُ

:وله أيضًا

لو أن بالحيل الغنى لوجــــــدتني * * بنجوم أفلاك السمــاء تعلـقي

لكن من رُزق الحجى حُرم الغنى * * ضــــدان مفترقان أيُّ تفرُّقِ

:ويقول

إذا ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍ * * عسى نكبات الدهر عنك تزولُ

وله أيضًا:

توكلت في رزقي علـى الله خــالقي * * وأيقـنت أن الله لا شـــــك رازقي

وما يك من رزقي فلـيس يفــوتني * * ولو كان في قاع البحار الغوامق

سيأتي به الله العظيــــــم بفضـــله * * ولو لم يكن مني اللسان بنـــاطق

ففي أي شيئ تذهب النفس حسرة * * وقد قسم الرحمن رزق الخــلائق

كم ضاحك والمنايا فوق هامته * * لو كان يعلم غيبا مات من كمد

من كان لم يؤت علما في بقاء غد * * ماذا تفكره في رزق بعد غد

الإمام علي

وإذا رأيت الرزق ضـــاق ببـلدة * * وخشيت فيها أن يضيق المكسبُ

فارحل فأرض الله واسعة الفضا * * طــولا وعرضا شرقها والمغربُ

شاعر

إذا ضاق باب الرزق عنك ببلدة * * فثم بلادٌ رزقهــــا غير ضيِّقِ

وإيــاك والسكنى بــــدار مذلـــة * * فتسقى بكأس الذلــة المتدفق

فما ضاقت الدنيا عليك برحبهـا * * ولا باب رزق الله عنك بأضيقِ

العتبي

ورزق الخلق مقسوم عليهم * * مقادير يقدرها الجليل

فلا ذو المال يرزقه بعقل * * ولا بالمال تقتسم العقول

المعري

هو الرزق يجريه المليك ولن ترى * * أخا عيشة بالحرص يُطعم أويُسقى

وكم أمر العقل السليم بصــــالـــحٍ * * فما فعلوا إلا الخيـــانة والفسقــــا

وليس يُزادُ في رزقٍ حريصٌ * * ولو ركب العواصف كي يُزادا

وخير الرزق ما وافاك عفوا * * فخل فضول أموالٍ مطسنهْ

وليت نفوسنا والحـــق آتٍ * * ذهبن كما أتين وما أحسنهْ

تيمـم فجـّا واحــداً كل راكـــــب * * ولابد أني ســـالكٌ ذلك الفجّـــــــا

فلا تبتئس للرزق إن بضّ قاترًا * * ولا تغتبط إن جاش رزقك أو شجّا

وإن لأجسام الأنـــام غـــرائـــزا * * إذا حَــرِّكت للشرِّ طالبَــــهُ لجـّـا

رأيت الفتى كالقود يرتع مـــرة * * وإن مست الأعبــاء كاهله ضجـّأ

أبو الشيص الخزاعي-

لكل امـــرىءٍ رزقٌ وللرزق جـالبٌ * * وليس يفوت المــــرء ما خط كاتبـهْ

يُساق إلى ذا رزقه وهـــــو وادعٌ * * ويُحرم هذا الـــــرزق وهو يُطالبـــه

يخيب الفتى من حيث يرزق غيره * * ويعطى الفتى من حيث يُحرم صاحبه

يقول الفتى ثمّرت مالي وإنمـــــا * * لوارثــــــه ما ثمّـــر المـــال كاسبــه

يحاسب فيــــه نفسه بحـــياتــــه * * ويتــــركه نهبــــا لمن لا يحــــاسبـه

عبد القاهر الجرجاني

إسترزق الله فالأرزاق في يده * * ولا تمــــدّ إلى غير الإلـه يـــدا

وحاذر الدهر أن يلقاك منفردا * * فمهلرق النردِ مأخوذٌ إذا انفردا

أسامة بن منقذ

لحى الله أرضاً يرشف المرء رزقه * * بها مكرهاً رشف الزعاف من السُّمِّ

تشيِّبُ حبات القلوب بجوْرهـــــــا * * وتُهــــرم إنسان العيون من الهـــمِّ

الشريف المرتضى

والرزق يحرُمه الخبير ويهتـدي * * عفوا إليه عَقُله وجهولـــه

لا ذاك يدري كيف خاب ولا درى * * هذا عليه كيف كان حصوله

لا تطلب الرزق في الدنيا بمنقصة * * فالرزق بالذل خير منه حرمانُ

المال يمضي وتبقى بعده أبـــــدا * * على الفتى منه أوساخٌ وأدرانُ

عروة بن الورد

إذا المرء لم يطلب معاشــــا لنفسه * * شكا الفقر أو لام الصديق فأكثرا

وصار على الإثنين كلاًّ وأوشــكت * * صـلاة ذوي القربى له أن تنكّرا

وما طالب الحاجات من كل وجهة * * من النـــاس إلا من أجدّ وشمرا

فسر في بلاد الله والتمس الغنـــى * * تعـش ذا يَسَارٍ أو تموت فتُعذرا

أبو الفضل الميكالي

تفرق الناس في أرزاقهم فرقا * * فلابسٌ من ثراء المال أوعاري

كذا المعايش في الدنيا وساكنها * * مقسومة بين أوعاثٍ وأوعار

إبن الرومي

لا تعجبن لمرزوقٍ به هوجٌ * * حظا تخطى أصيل الرأي أطرافا

فخالق الناس أعداءً بلا وبرٍ * * كاسي البهائم أوبارًا وأصوافـا

إبن رشيق

يُعطى الفتى فينال في دعـة * * ما لم ينـل بالكد والتعب

فاطلب لنفسك فضل راحتها * * إذ ليست الأشياء بالطلب

إن كان لا رزقٌ بـــلا سببٍ * * فرجاء ربك أعظم السبب

الحكم بن عبدل

قد يرزق الخافض المقيم وما * * شــــدّ بعنسٍ رحلاً ولا قتبا

ويحرم المال ذو المطية والرحــــــل * * ومن لا يزال مغتربـــا

محمد بن بشير

كم من فتى قصرت في الرزق خطوته * * ألفيته بسهام الرزق قد فلجا

قدر لرجلك قبل الخطـــو موضعهـــــا * * فمن علا زلقا ًعن غرةٍ زلقا

ولا يغرنك صفــــوٌ أنت شــــاربــــــه * * فـربما كان بالتكـدير ممتزجا

ابن المقري- الزبيدي- اليميني

ياراكبـا في طلاب العيشة الهلكه * * هـــوِّن عليك فليس الرزق بالحركة

الـــرزق لله والأرزاق يقسمهـــا * * ولم يدعها سدى في الناس مشتركة

فما ينال امرؤ ما ليس يملكــــه * * ولا يفــوت امرؤ منها الذي ملكــــه

كم عاجز ضارع جـــمٍّ قـــلائده * * وحـــازم يقـــظ والفقـــر قـد هلـــــكه

ورب جامع مال غـــير منفـــقه * * قد مـــات عـــنه وفي أعـــدائه تركه

ما كان ينفـــقه في شهـوة بخلاً * * واليـــوم ينفــقه من يأخــــذ التـركـه

أمـــرُ من الله يعطي ذا بحيلة ذا * * هـــذا يصيـــد وهـــــذا ياكل السمكة

إبراهيم بن المهدي

قد يرزق المرء لم تتعب رواحله * * ويحرم الرزق من لم يؤت من تعب

مع أنني واجدٌ في الناس واحدةٌ * * الرزق أروغ شيئ عـن ذوي الأدب

الحسن المرزباني

يا طالب الرزق هل أقصرت في طلبك * * الرزق يأتي وإن أقللت من تعبــك

إن تخف أسباب هذا الرزق عنك فكم * * للرزق من سبب يغنيك عن سببـك

بل إن تكن في أعز العـــــــز ذا أربٍ * * فلا يكن زاد من لم تبــلَ من أربك

لا تعرضـــــنّ لــــزادٍ لست تملكــــه * * واقنع بزادك أو فاصبر على سغبك

ولست تحمد أن تُعــــــزى إلى نشبٍ * * إذا عـُـــزيت إلى بخــل على نشبك

هب جاهل القوم عــــزته جهالتــــه * * ألست ذا أدب فـــاعمـــل على أدبك

لا يملكنك لا حــــــــرصٌ ولا تعـــبٌ * * فيسلمـــاك ولا تـــدري إلى عـطبك

حافظ

فإذا رُزقت خليقة محمودة * * فقد اصطفاك مقسم الأرزاق

فالناس هذا حظه مال وذا * * عــــلم وذاك مكارم الأخــلاق

شاعر

اني أحرِّض اهل البخل كلهم * * لو كان ينفع أهل البخل تحريضي

ما قل ماليَ إلا زادني كرمـًا * * حتى يكون بـــــرزق الله تعويضي

محمد بن يسير

ماذا يكلّفـــك الروحــات والدُّلجــــــــــا * * البـــرّ طـورا وطـورا تركب اللججا

كم من فتى قصرت في الرزق خطوته * * ألفيتــــه بسهــــام الرزق قد فلجــا

إن الأمور إذا انســـدت مســـالكهــــا * * فالصبر يفتح منهـا كلما ارتتجــــــا

لا تيأســــنّ وإن طـــــالت مُطــــالبــةٌ * * إذا استعنت بصبــر أن ترى فرجــــا

أخـلق بذي الصبر أن يمضي بحاجته * * ومدمن القرع للأبــواب أن يلجــــــا

قــدّر لرجلك قبل الخطــــــو موضعها * * فمن عـــــلا زلَقاً عن غِرّة زلجـــــا

ولا يغرنـْك صفــــوٌ أنت شــــاربـــــه * * فـــربمـــا كان بالتكـــدير ممتزجـــا

الخليل بن أحمد-

رزقتُ لبًّا ولم أرزق مروءته * * وما المروءة إلا كثرة المال

إذا أردت مساماةً تقاعس بي * * عما ينوِّهُ باسمي رقة الحال

شاعر

وقالوا اضطرب في الأرض فالرزق واسعٌ * * فقلت ولكن مطلب الرزق ضيق

إذا لم يكن في الأرض حـــــــــرٌّ يعينني * * ولم يك لي كسبٌ فمن أين أرزقُ

أبو تمام

ينال الفتى من دهره وهو جاهل * * ويكدي الفتى في دهره وهو عالم

ولو كانت الأرزاق تجري على الحجى * * هلكن إذن من جهلهن البهائمُ

وما نفع من قد مات بالأمس ظامئا * * إذا ما سماء اليوم طال انهمارها

البحتري

وأعلم أن الغيث ليس بنافع * * للناس إن لم يأت في إبـَّانهِ

المتنبي

ولكن الغيوث إذا توالت * * بأرض مسافرٍ كره الغماما

شاعر

كم عالم عالم أعيت مذاهبـــه * * وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا

هذا الذي صير الأكوان حائرةً * * وصيّر العالم النحرير زنديقا

الحسين أحمد الكاتب

عجبتُ من الزمان وأي شيئ * * عجيبٍ لا أراه من الزمان

يصادر قوت جرذان عجــاف * * فيجعلـــه لاوعال سمان

شاعر

إذا جمعت بين امرءأين صناعـــةٌ * * فأحببت أن تدري الذي هو حاذقُ

فحيث يكون الجهل فالرزق واسعٌ * * وحيث يكون العلم فالـرزق ضيق

علي محمد البسامي

ألا رب باغ حاجة لا ينالها * * وآخـــر قد تُقضى له وهـــو آيس

يحاولها هذا وتُقضى لغيره * * وتأتي الذي تُقضى له وهو جالس

شاعر

لعمرك ما الرزية فقد مال * * ولا شاة تموت ولا بعير

ولكن الرزية فقد شخص * * يموت بموته خلقٌ كثير

القاضي الفاضل

ما ضرّ جـهل الجــــاهلين * * ولا انتفعتُ أنا بحذقي

وزيادتي في الحذق فهي * * زيادة في نقص رزقي

عبد العزيز الكلابي

وما لب اللبيب بغير حــــظ * * بأغنى في المعيشة من فتيل

رأيت الحظ يستر كل عيب * * وهيهات الحظوظ من العقول

المعري

لا تطلبن بآلــــــة لك رتبـــــــة * * قلم البليغ بغير حظ مغزلُ

سكن السماكان السماء كلاهما * * هذا له رمحٌ وذلك أعــزلُ

شاعر

مصائب الدهــــر كُــفِّي * * إن لـــم تكُــفي فعُـــفي

خـــرجتُ أطــلب رزقي * * وجـــــدته قـــد تُــــوفِّي

فلا بـــــرزقي أحــــظى * * ولا بصنعــــة كــــــــفِّي

كم جــــاهل في الثريـا * * وعــــالم متـــــــــــــخفي

الغلابي

لعمرك ما الأرزاق من حيلة الفتى * * ولا سببٌ في ساحة الحي ثاقبُ

ولكنها الأرزاق تُقسم بينهــــــــم * * فما لك منها غير ما أنت شاربُ

الخليل

الرزق عن قدر لا الضعف ينقصه * * ولا يزيدك فيه حول محتال

والفقر في المال لا في النفس نعرفه * * ومثل ذاك الغنى في النفس لا المال

المتنبي

وما يوجع الحرمان من كف حارم * * كما يوجع الحرمان من كف رازق

الركب والركوب

المتنبي-

أركائب الأحباب إن الأدمعا * * تطس الخدود كما تطسن اليرمعا

لو استطعت ركبتُ الناس كلهمُ * * إلى سعيد ابن عبد الله بعرانا

الأعشى

ودع هريرة إن الركب مرتحل * * وهل تطيق وداعا أيها الرجلُ

شاعر

فجاوبت ودموع العين تسبقها * * من يركب البحر لا يخشى من الغرق

علي صبرة-

لو تطلب البحر في الظلماء نركبه * * لــجٌّ بـــلجٍّ وإعصـارٌ بإعصـار

الروح

الحلاج-

يا كل كلي وأهـــلي * * عـــند انقطــــــاعي وذلي
مالي سوى الروح خذها * * والروح جهد المُقــلِّ

مازجت روحـــك روحي * * في دنـــوٍّ وبعــــاد
فأنــــــــــا أنـت كمـــــا * * أنـــك إنـي ومرادي

مزجت روحك في روحي كما * * تمزج الخمرة بالماء الزلال
فأذا مـــسك شـــيئٌ مســـني * * فــــإذا أنت أنا في كل حال

جُبلت روحك في روحي كما * * يجبل العنبر بالمسك الفتقْ
فإذا مـــسك شـــيئٌ مــسني * * فــــإذا أنت أنا لا نفتــــرق

وأنت عندي كــروحي * * بل أنت عندي أحبُّ
فأنت للعين عيـــــن * * وأنت للقـــلب قـــلبٌ

أنا من أهوى ومن أهوى أنا * * نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبصرتني أبصـــــــرته * * وإذا أبصــرته أبصرتنا

عنصر الأرواح شيئٌ واحدٌ * * وكذا الأجسام جسمٌ عمّنا
والله لو علمت روحي بمن علقت * * قامت على رأسها فضلا عن القدم

يا لائمي لا تلمني في هواه فلـو * * عــــــاينت منه الذي عبنت لم تلم
يامن به عـــلقت روحي وقد تـــلفت * * وجــدا فصرت رهينا بين أهوائي

يا ويح روحي من روحي ويا أسفي * * عـــليّ مني فـــــإني أصــل بلوائي
يا غاية السؤل والمأمول يا ســكني * * يا عيش روحي ويا ديني ودنيائي

إني ارتقيت على طـــودٍ بلا قــــــدمٍ * * له مــــراقٍ علي غيري مصاعيبُ
وخضتُ بحرا ولم ترسب به قدمي * * خاضته روحي وقلبي عنه مرغوبُ

حصباؤه جوهر لم تَدْنُ منه يــــدٌ * * لكنــــه بيــــد الإفهــــــام منهـــوبُ
شربت من مائه ريَّــــا بغيــر فــمٍ * * والماء قد كان بالأفــــــواه مشروبُ

لأن روحي قديما فيه قد عطشت * * والجسم ما ماسَّه من قبـــل تركيبُ
إني يتيمٌ ولي آبٌ ألـــــوذ بــــــه * * قلبي لغيبته ما عشت مكـــــــوبُ

أعمى بصير وإني أبــلهٌ فطـــنٌ * * ولي كــــلام إذا ما شئتَ مقــــلوبُ
فاسمع بقلبك ما يأتيك عن ثقـة * * وانظر بفهمك فالتمييز موهــــوبُ

موشح

يا مـــا لك مهجتي ترفــــــق بالله * * لابـــد لكل عاشقٍ من زلـة

روحي تلفت ومهجتي في علـــة * * لا حــــول ولا قوة إلا بالله

أبو ماضي

ولذاك قد صيرت روحي نحلةً * * يا منيتي حتى يحوم عليكِ
روحي فداؤك إنها لولم تكن * * في راحتيك هوت على قدميكِ

يا رفيقي أنا لولاك لما * * وقعت لحنــــا
هذه أصداء روحي * * فلتكن روحك أذنا

شاعر

كأن أرواحنا لم ترتحل معنا * * بل سرن في أثر الحي الذي ساروا

محمد إقبال

حديث الروح للأرواح يسري * * وتدركه القلوب بلا عناء

أبو تمام-

ولو لم يكن في كفه غير روحه * * لجاد بها فليتق الله سائله

المتنبي

ولو أني استطعت لتبت عنه * * ولكن كيف عن روحي المتاب
نحن بنو الموتى فما بالنا * * نخاف ما لا بُــد من شربه

تبخـــل أيدينـــا بأرواحنــا * * على زمـــانٍ هي من كسبه
فهــــذه الأبـــــدان من جـوِّه * * وهـــــذه الأجساد من تربه

لو فكر العاشق في منتهى * * حُسن الذي يسبيه لم يُسْبه
لا تلق دهرك إلا غير مكترثٍ * * ما دام يصحب فيه روحك البدن

المعري

والروح شيئٌ لطيفٌ ليس يدركه * * عقلٌ ويسكن من جسم الفتى حرَجا

سبحان ربك هل يبقى الرشاد له * * وهـــل يحسُّ بمــــا يلقى إذا خرجا

لابد للروح أن تنأى عن الجسد * * فلا تخيِّم على الأضغان والحسد

الغزالي

أين منك الروح في جوهرها * * هل تراها أو ترى كيف تجولْ

جميل الزهاوي

يحرك روحي الجسم وهي تحُله * * فمن ذا لهذا الروح فيّ يُحركُ

وقبل وجودي أين كان مكانه * * فهذا هو الشيئ الذي ليس يُدركُ

شوقي

الروح للرحمن جل جلاله * * هي من ضعائن علمه وغيابهِ

شاعر

خليلي لا دمعا بكيت ولا دما * * ولكنها روحي تسيل على خدي

التعليقات

موقع د.عبد الكريم الشويطر

تم تصميم الموقع لغرض الاحتفاظ والتوثيق لكافة أعمال د.عبدالكريم الشويطر

معلومات

صنعاء-إب

1971

راسلنا عبر:

mohammednajibalkainae@gmail.com

تاريخ التطوير

2025

جميع الحقوق محفوظة@

أضف تعليق