ح

الحب والحبيب

الحلاج-

الحب مادام مكتوما على خطرِ ** وغاية الأمن أن تدنو من الحذرِ
يا صاح ليس على المحب ملامة ** إن لاح في أفق الوصال صباح
لا ذنب للعشاق إن غلب الهوى ** كتمانهم فنما الغـــرام فباحــوا
لا يطربون لغير ذكر حبيبهم ** أبداً فكل زمانهم أفراحُ

نزار قباني

الحب في الأرض بعضٌ من تخيُّلنا ** لو لم نجده عليها لاخترعناه
أحب بأعصابي أحب بريشتي ** أحب بكلي لا اعتدالٌ ولا عقلُ
أنا الحب عندي حدةٌ وتطرفٌ ** وتكسير أبعاد ونارٌ لها أكــلُ
وتكسير أبعاد الثواني بلمحةٍ ** وفتح سماءٍ كلها أعينٌ شُهلُ

إلياس فرحات

الحب يذهب بالفوارق كلها ** ويحبِّب السمراء والشقراءَ
ويجمِّل الشوهاء حتى لا ترى ** عين المحب حبيبةً شوهــاءَ

علية بنت المهدي

الحب أول ما يكون مجانـــةً ** فإذا تحكم صار شغلاً شاغلا
وُضع الحب على الجــــور فلو ** أنصف المعشوق فيـه لسمِجْ
وقليل الحب صـــــرفا خالصــا ** لك خـــير من كثير قد مُـزج
ليس يستحسن في نعت الهوى ** عاشق يُحسن تاليف الحُــجج

العباس بن الأحنف

الحـبُّ أوّلُ مــا يكـــون لجـاجـةً ** تأ تي به وتسـوقــه الأقدارُ
حتى إذا سلك الفتى لُجج الهوى ** جـآءت أمورٌ لا تُطــاق كبارُ
يا أيها الرجل المعذب نفســـــه ** أقصر فإن شفاءك الإقصـارُ
نزف البكاء دموع عينك فاستعر ** عينا لغيرك دمعها مـدرارُ
من ذا يعيرك عينه تبكي بهــــا ** أرأيت عينا للبــــــكاء تعـارُ

أبو فراس الحمداني

ا تطلبن دنـــوَّ دارٍ مـــن حبيب ** أو مُعــــاشرْ
أبقى لأسباب المودة أن تزور ** ولا تجــــــاور
أساء فزادته الإساءة حظوة ** حبيب على ما كان منه حبيب
يعـدُّ علي الواشيان ذنـوبـه ** ومن أين للوجه الجميل ذنوب

أبو الأسود الدؤلي

وأحبِبْ إذا أحبــــبت حبـًا مقـــــاربًا ** فإنك لا تدري متى أنت نازعُ
وأبغض إذا أبغضت بغضا مقاربــــا ** فإنك لا تدري متى أنت راجع
وكن معدنا للحلم واصفح عن الخنا ** فإنك راءٍ ما عملتَ وســـامعُ

الشافعي

ما العيش إلاّ أن تُحبَّ ** وأن يُحبك من تُحبُّهْ

جميل

لا خير في الحب وقفاً لا تحركه ** عوارض اليأس أو يجتاحه الطمعُ

المتنبي

وجائزة دعوى المحبة و الهوى ** وإن كان لا يخفى كلام المنافقِ
فإن قليل الحب بالعقل صالح ** وإنَّ كثير الحب بالجهل فاسدُ
وفي الأحباب مختصٌّ بوجدٍ ** وآخر يدّعي معها اشتراكا
إذا اشتبكت دموع في خدود ** تبيّن من بكى ممن تبــاكى
أنت الحبيب ولكني أعوذ به ** من أن أكون محبا غير محبوب
جرى حبها مجرى دمي في مفاصلي ** فأصبح لي عن كل شغلٍ بها شُغلُ

خليل مطران

إذا وهى الحب فالهجران يقتــــــلهُ ** وإن تمكّن فالهجــــــران يحييه
صغيرة النار عصف الريح يطفئها ** ومعظم النار عصف الريح يذكيه

أحمد شوقي

وما الحب إلا طــــاعةٌ وتجاوزٌ ** وإن أكثروا أوصافه والمعانيا
وما هو إلا العين بالعين تلتقي ** وإن نوَّعوا أسبابه والدواعـي

ابن الدمينة

فلا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر ** حبيبا ولا يطرب إليك حبيبُ

أبو ماضي

كل نفس لم يشرق الحب فيها ** هي نفسٌ لم تدر ما معناها
أنا بالحب قد وصلت إلى نفسي ** وبالحب قد عــــــرفت اللهَ

رابعة العدوية

أحبك حبــــين حب الهــــوى ** وحبـــــــــا لأنــك أهلٌ لذاكا
فأما الذي هو حب الــــهوى ** فشغلي بذكرك عمن سواكـا
وأما الذي أنت أهـــــلٌ لـــه ** فكشفك للحــــجب حتى أراكا
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ** ولكن لك الحمد في ذا وذاكـا

البردوني

حبيب وافيت من صنعاء يحملني ** نسرٌ وخلف ضلوعي يلهث العربُ

الشافعي

ومن البلية أن تُحبَّ ** ولا يحبك من تحبه
ويصد عنك بوجهه ** وتلحُّ أنت فلا تغبُّه

المنخل

وأحبها وتحبني ** ويحب ناقتها بعيري

جميل

وقالوا يا جميل أتى أخوها ** فقلت أتى الحبيب أخو الحبيبِ

نصيب بن رباح

وما في الأرض أشقى من محبٍّ ** وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكيــــا في كـــل وقـــــــتٍ ** مخـــافة فُــــرقةٍ أو لا شتياق
فيبكي أن نــــأوا شوقـــا إليهـــم ** ويبكي أن دنوا خوف الفراق
فتسخن عينه عـــــند التنـــائي ** وتسخن عينه عـــــــند التلاقي

أبو تمام (في رثائه)

نبأٌ أتى من أعظم الأنبـــــــاء ** لمــا ألم مقلقـــل الأحشاء
قالوا حبيب قد ثوى فأجبتهم ** ناشدتكم لا تجعلوه الطائي

الحرية

أبو ماضي

حرٌّ ومــــذهب كل حــــرٍّ مـــذهبي ** ما كنت بالغاوي ولا المتعصب
إني إذا نزل البـــــلاء بصـــــاحبي ** دافـعت عـنه بناجذي وبمخلبي
وشددت ساعده الضعيف بساعدي ** وسترت مــنكبه العري بمنكبي
يأبى فــــؤادي أن يميل إلى الأذى ** حــبُّ الأذيــة من طباع العقربِ
لـــي أن أردّ مســاءةً بمســـــــآةٍ ** لـو أنني أرضـــى ببـــرقٍ خُلّب

المتنبي

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ** عدواً له ما من صداقته بـدُّ
وما قتل الأحرار كالعفو عنهــمُ ** ومن لك بالحـرِّ الذي يحفظ اليدا

أحمد شوقي

وللحرية الحمراء بابٌ ** بكل يدٍ مضرجة يُدقُّ

الحلاج

طلبت المستقر بكـــل أرضٍ ** فلم أر لي بأرضٍ مستقرا
ونلت من الزمان ونال مني ** وكان مناله حلوا ومــُــرَّا
أطعت مطامعي فاستعبدتني ** ولو أني قنعت لكنت حرا

شاعر

إذا لم يكن في الأرض حرٌّ يعينني ** وليس معي كسبٌ فمن أين أرزقُ

عنترة بن شداد

يعيش الحر تحت العز يوما ** ولا تحت المذلة الف عام

الشافعي

همتي همة المـــلوك ونفسي ** نفس حــــرٍّ ترى المذلة كفرا
أنا إن عشتُ لست أعدم قوتا ** وإذا متُّ لست أعــــدم قبرا
العبد يضرب بالعصا ** والحر تكفيه الإشارة

أبو تمام

رأيت الحر يجتنب المخازي ** ويثنيه عن الغدر الوفاءُ
وما من شدة إلا سيــــــأتي ** لها من بعد شدتها رخاء

الجواهري

حرية الفكر ما زالت مهــــددة ** في الاجتماع بجمهور ودهماء
وبالنواميس ما كانت مفسرة ** إلا لصالح هيئـــأتٍ واسمــــاءٍ

الشريف المرتضى

كل الرجال إذا لم يخشعوا طمعا ** ولم تكدرهم الآمال أحرارُ
كل الرجال إذا لم يخشعوا طمعا ** ولم تكدرهم الآمال أحرارُ

محمد الفراتي

الحـــــرُّ يأبى أن يبيع ضميـره ** بجميع ما في الأرض من أموال
ولكم ضمائر لو أردت شراءها ** لملكت أغــــلاها بـــربع ريــــال

دعبل

قد بلـــوت النــاس طـُــــــرّا ** لم أجد في الناس حُرَّا
صار أحلى الناس في العين ** إذا ما ذيـق مُــــــــــرَّا

أبو الفتح البستي

إن كنت تطلب رتبة الاحـــــرار ** فاعـمــد لحلم راجح ووقار
وحذار من سفهٍ يشينك وصمه ** إنّ التسفه بالمروءة زاري
وذر السفيه إذا تصــدى لامرئ ** متحلِّم ونحـــــــاهُ بالأضرار

سيف الدين الآمدي – أبو الأسود

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيـه ** فالكل أعـــداءٌ له وخصـــومُ
كضرائر الحسناء قلن لوجههــا ** حسدا وبغضـــا إنه لدميـــــم
وكذاك من عظمت عليه نعمـــة ** حساده سيف عليه صــــروم
وترى اللبيب محسدا لم يجترم ** شتم الرجال وعرضه مشتوم
لا تنه عن خلق وتأتي مثلـــــهُ ** عارٌ عليك إذا فعلت عـظيــــم
وابدأ بنفسك فانهها عن غيِّها ** فإذا انتهت عنه فأنت حـكيــم

المتنبي

سوى وجع الحساد داء فإنــــه ** إذا حل في قلب فليس يزول
ولا تطمعن من حاسد في مودةٍ ** إذا أنت تبــــديها له وتـُنيلُ
ولا ظلم إلا ما أراه بحاســـد ** لآخــــر في نعمائه يتقلبُ
وأظلم أهل الظلم من بات حاسدا ** لمن بات في نعمائه يتقلب

اللؤلؤاء الدمشقي

هم يحسدوني على موتي فوا أسفا ** حتى على الموت لا أخلو من الحسد

أبو تمام

وإذا أراد الله نشـــــر فضيـــلة ** طــويت أتــاح لهـا لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ** ما كان يعرف طيب عرف العود

شاعر

ما ضرني حسد اللئام ولم يزل ** ذو الفضل يحسده ذوو النقصان

ابن المعتز

إصبر على كيد الحسود ** فإن صبرك قاتلــه
كالنار تأكل بعضهــــــا ** إن لم تجد ما تأكله

المروزي

كل العداوات قد ترجى إقالتها ** إلا عداوة من عاداك من حسدِ

ابن أبي ربيعة

حسدا حُمِّلنه من أجلهــــا ** وقديما كان في الناس الحسد

أبو الحسن التهامي

ما اغتابني حاسد إلا شرفت به ** فحاسدي مُنعمٌ في زي منتــــــــقم
فالله يكلاءُ حسّادي فانعُمهـــــم ** عندي وإن وقعت من غير قصدهم

أبو الحسن

إني لأرحم حاسدي لحــــرِّ ما ** ضمّت صدورهم من الأوغار
نظروا صنيع الله بي فعيونهم ** في جنـــــة وقلوبهم في نــار

دعبل – معن بن زائدة

إني حسدت فزاد الله في حسدي ** لا عاش من عاش يوما غير محسود
ما يحسد المرء إلا من فضائله ** بالعلم والظرف أو بالبأس والجـــــود

شاعر

واصبر على وجع الحساد صبر مدبر ** قد أظهر الإقبال في الإدبار
كم نال بالتد بيــــــــر من هو صابــر ** ما لم ينلـــه بعسكر جـــرار

المعري

ولن تستبين الدهر موضع نعمة ** إذا أنت لم تلل عليها بحاسد
إذا صغر اسما حاسدوك فلا ترع ** لذلك والدنيا بسعدك تغفر
إن الثـــريا واللجـــين وحســبنا ** بها وسهيلٌ كلهن مصغـَّرُ

عبد العزيز الأبرش

ليس للحاسد إلا ما حسد ** ولـــه البغضــــاء من كل أحـــــد
وأرى الوحدة خير للفتى ** من جليس السوء فانهض إن قعدْ

ابن بلال الأنصاري

عين الحسود عليك الدهر حارسة ** تبدي مساويك والإحسان يخفيها
فاحذر حراستها واحذر تكشفها ** وكن على قــدر ما توليك توليها

ابن خاتمة الأندلسي

إن تذم الحسود ذمك جهرا ** أو تنل منه نال منك وعيّــا
فإذا ما سموته بكمــــــال ** نلت منه ولم ينل منك شيئا

المتنبي

وما الحسن في وجه الفتى شرفاً له ** إذا لم يكن في فعله والخلائق
وما حسن الجسوم لهم بزينٍ ** إذا أخلاقهم كانت قباحــــــا

أبو تمام

ولا خير في حسن الجسوم وطولها ** إذا لم يزن حسن الجسوم عقولُ

شاعر

وما الحسن ما تثني به العين وحدها ** ولكنَّ ما تثني عليه قلــــوبُ

ابن نباته

وهل ينفع الفتيان حسن وجوههم ** إذا كانت الأعراض غير حسان
فلا تجعل الحسن الدليل على الفتى ** فما كل مصقول الحديد يماني

صفي الدين

لا يحسن الحلم إلا في مواضعه ** ولا يليق الوفـــا إلا لمن شــــكرا

شاعر

وما الحب عن حسن ولا عن ملاحة ** ولكنه شيءٌ به النفس تُكـلفُ

ابن سناء الملك

ورب مليح لا يُحبُّ وضـــــــدُّهُ ** تُقبّـل منه العينُ والخدُّ والفـمُ
هو الجِـدُّ خذه ان أردت مسلِّمًا ** ولا تطلب التعليل فالأمـرُ مبهـمُ

العباس

فكأنه بالحسن صورة يوسفٍ ** وكأنني بالحزن مثل أبيــه

المتنبي

زودينا من حسن وجهك ما دام ** فحسن الوجوه حالٌ تحولُ
وصلينا نصلك في هذه الدنيـــا ** فــــإن المقام فيها قليــــــل

وله
لقد حسنت بك الأخلاق حتى ** كأنك في فم الدهر ابتسام

وله
حُسن الحضارة مجلوب بتطرية ** وفي البداوة حُسنٌ غير مجلوبِ

ابن الفارض

تِـهْ دلالاً فالحسن قد أعطـــاكا ** وتحكــــم فالحسن قد ولاّكا

ابن أبي ربيعة

فتضاحكن وقد قلن لهـــــا ** حسن ٌفي كل عين من تودْ

إبراهيم بن لنك-

إذا أخو الحسن أضحى فعله سمِجـــًا ** رأيت صورته من أقبح الصور
وهبْك كالشمس في حسن ألم تر أنَّنا ** نفِــرُّ منها إذا مالت الى الضرر

أم حكيم

ألا إنّ وجها حسّن الله خلقـــه ** لأجدر أن يُلفى به الحسن جامعا
وأكرِمُ هذا الجُرم عن أن يناله ** تَـوَرُّكَ فحـــلٍ همُّهُ أن يجـــــامعا

شاعر

ما عُدتُ أطلبُ إلاّ حُسن خاتمتي ** وأســأل الله غفرانا إذا سمحا
وأن يكفر عني السيئــــات وأن ** يظل صدري بالإيمان منشرحا

الحلاج

أنا الحق في عشقي كمـا أنّ سيدي ** هو الحــق في حُسنٍ بغـير معيّةِ
فإن كنت في سكري شطحت فإنني ** حكمتُ بتمزيـــق الفـؤاد المفتت
ولا غرو إن أُصْــلِيتُ نار تحــرقي ** فنــار الهــوى للعاشقين أعدتي
ومن عجبٍ أن الــذين أحبهــــــــم ** وقد أعلقــوا أيدي الهوى بأعنة
سقوني وقالوا لا تُغـن ولو سقــــوا ** جبـال حُـنينٍ مــا سُقيت ُ لغنّت

عقيل بن أبي طالب

صدقت وقلت حقا غير أني ** أرى أن لا أراك ولا تراني

شاعر

إن الصديق الحق من كان معك ** ومـن يضر نفسه لينفعك
زمن إذا ريب الزمان صدعـــك ** شتت فيك شمله ليجمعـك

محمد إسماعيل الإبي

لا تنال الحقوق في مجلس الأمن ** ولــكن في مكتب التجنيد
إن ألفـي قذ يفــــــة من كــــــلام ** لا تساوي قذيفة من حديد

شاعر

وشاعر من حقه أن تسمعه ** وشاعرُ من حقه أن تصفعه

أحمد شوقي

الأشتراكيون أنت إمامهـــــم ** والأمـــر شورى والحقــوق سواءُ

شاعر

وأُكـْرِم ُنفسي أنني إن أهينها ** وحقك لا تُـــكرُم على أحــدٍ بعـــدي

إبن المعتز – أبو الفتح البستي

حُكم المنيـة في البــرية جــــاري ** ما هذه الدنيا بدار قــــرار
بينا يرى الإنسان فيــها مخبـــرًا ** حتى يرى خبرًا من الأخبار
فالعيش نوم والمنيــــة يقظــــة ** والمرء بينهما خيال ساري
طبعت على كدر وأنت تــريدهـــا ** صفوًا من الأقذاء والأكـدار
والنفس إن رضيت بــذلك أو أبت ** منقـــادةٌ بأزمَّــــة الأقــدار
فاقضوا مآربــكم عجــــالا إنمــــا ** أعماركم سفر من الأسفار
وتراكضوا خيـل الشباب وبادروا ** أنْ تُستردّ فإنّهن عــــــوارِ
فالدهر يخدع بالـمنى ويغـض إن ** هنّى ويهـــدم ما بنى ببوار
ليس الزمان ولو حرصت مسالما ** طبعُ الزمان عداوة الأحرار

الزهاوي

إنَّ الحكيم إذا ما فتنــــة نجــــــمت ** هو الذي بحبـــال الصبر يمتسكُ
لا يرأس الناس في عصر نعيش به ** إلا الــذي لقــــلوب الناس يمتلكُ

حنفي ناصف

ولربما كدح الحكيم لفكرة ** وسواه أدركها بأول نظــرة

الخريمي

وإذا تطاولت الرؤوس ** فغطِّ رأسكَ ثم طاطه

أحمد الكيواني

كم حكمة عند الغبي كانهـــا ** ريحانة في راحة المزكوم
بسمت محاسنها لوجه كالح ** ما أضيع المرآة عند البوم

القروي

استق الحكمة لا يشغلك مـِــنْ ** أيِّ ينبوع جرت يا مستقي
فشعاع الشمس يمتصُّ الندى ** من فم الورد ووحل الطرق

الشافعي

لا يدرك الحكمة من عُمرُهُ ** يكدح في مصلحـــــــة الأهـل
ولا ينال العــــــلم إلا فتىً ** خـــالٍ من الأ فـــكار والشغل
لو أن لقمان الحكيم الذي ** سارت به الركبان في الفضل
بُلي بفقر وعيال لمــــــا ** فـرّق بين التبـــن والبقـــــــل

صالح عبد القدوس

إحذر لسانك أن تقول فتبتلىَ ** إن البلاء موكلٌ بالمنطق

شاعر

إحذر عدوك مرة واحـــــــــــــــــــذر صديقك ألف مـــــرة
فلربما انقلب الصــــــــديق ** فكان أعلـــــــــــم بالمضـــرة

الخريمي

أرى الحلم في بعض المواطن ذلةٌ ** وفي بعضها عزًا يسوِّد صاحبه

الحلاج

أطعت مطامعي فاستعبـــــــد تني ** ولو أني قنعتُ لكنتُ حُرَّا

الطغرائي (لامية العجم)

أصالة الرأي صانتني عن الخطلِِ ** وحلية الفضل زانتني لدى العطلِ

النابغة الذبياني

ألا كل شيىءٍ ما خلا الله باطــــلُ ** وكل نعيمٍ لا محالة زائلُ

الصفدي (لامية)

الجد بالجد والحرمان بالكسل ** فانصب تُصب عن قريب غاية الأمل

المتنبي

الرأي قبل شجاعة الشجعــــــان ** هو أولٌ وهي المحل الثاني
أعز مكانٍ في الدُّنَى سرج سابحٍ ** وخير جليسٍ في الزمان كتاب

التهامي – إبن المعتز

العيش نومٌ والمنية يقظــــــةٌ ** والمرء بينهما خيالٌ ساري

شاعر

ألم تر أن الدهر يهدم ما بنى ** ويــأخذ ما أعطى، ويفسد ما أسدى

أبو العتاهية

الناس في غفلا تهـــــــم ** ورُحى المنية تطحـــــنُ

المعري

الناس للناس من بادٍ وحاضرةٍ ** بعضٌ لبعضٍ وإن لم يشعروا خدمُ
فادخر لنفسك خيراً كي تُسرّ به ** فـــإن فعلت وإلا عــادك النـــــــدمُ

الشافعي

إبليس والدنيا ونفسي والهوى ** كيف النجاة وكلهم أعدائي

ابن الوردي

إعتزل ذكر الأغاني والغــــزل ** وقل الفصل وجانب من هــزل
ودع الذكــر لأيـــام الصبـــــا ** فـلأيـام الصبــــا نجــــمٌ أفـــلْ
إن أهنـــا عيشــــة قضَّيتهــا ** ذهبت لــــذاتها، والإثــم حـــلْ
واهجر الخمرة لا تحفل بهــا ** كيف يسعى في جنون من عقل
لا تقل أصلي وفصلي أبـــــــدا ** إنما أصــل الفتى ما قد حصــل
لا تقل قد ذهبت أربـــابــــــــه ** كل من سار على الدرب وصل
ينبت الورد من الشوك وهل ** ينبت النرجس إلا من بصـــل
أطلب العــلم ولا تـكسل فمـــا ** أبعــــد الخير على أهـل الكسل
وأهجر النوم وحصله فـــمن ** يعـرف المطلوب يحقر ما بذل
واترك الدنيا فمن عاداتهــــا ** تُخفض العالي وتُعلي من سفل
كم جهول وهـــو مثـرٍ ٍمكثرٍ ** وحكــيم مـــات منهـا بالعــــلل
كم شجاع لم ينل منها الغنى ** وجبــان نــــال غـــايـات الأمل
فاترك الحيلة فيها واتئـــــدْ ** إنمــــا الحيلة في تـــرك الحيل
قيمة الإنسان ما يحسنـــهُ ** أكثـــر الإنســـان منـــه أو أقـل
بين تبذير وبخــلٍ رتبـــــةٌٌ ** وكلا هــــذين إن زاد قتــــــــلْ
ليس من يقطع طرقا بطلاً ** إنمــــــا من يتقي الله البطـــــل
كتب الموت على الخلق فكم ** فـلَّ من جمعٍ وأفــنى من دول

أبو العثمل

يا من يؤمـــــــل أن تكون خصاله ** كخصال عبد الله أنصت واسمــعِ
أصدق وعفْ وبِرْ واصبر واحتمل ** واحلم ودار وكاف وابذل واشجع
والطف ولِنْ وتأنّ وارفِقْ واتّئــــدْ ** واحْزِمْ وجِـدّ وحامِ واحملْ وادفـعِ

شاعر

ثمانيةٌ لابدَّ يدركــها الفتـــى ** ولا بد أن تجري عليه الثمانية
سرورٌ وهمٌّ واجتماعٌ وفرقة ٌ ** وعسرٌ ويسرٌ ثم سقمٌ وعافـية

شاعر

إنَّ لله عبـــــا داً فُطنـــا ** طلّقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما عرفوا ** أنهــــا ليست لحيٍّ وطنـــا
جعلوها لجــة واتخذوا ** صــالح الأعمال فيها سُفنًا

طرفة – عبد الله بن معاوية

إذا كنت في حاجة مرســلا ** فأرسل حكيما ولا توصـــــــه
وإن ناصح منك يومًا دنـى ** فــــلا تنأ عنه ولا تُقصـــــــه
وذو الحق لا تنتقص حقـه ** فإن القطيعــــة في نقصــــــه
ولا تذكر الدهر في مجلس ** حديثا إذا أنت لــــم تُحصـــــه
تقصّ الحديث إلى أهـــــله ** فـــإن الوثيـــقـــة في نصـــه
ولا تحرصنّ فربَّ امــرئ ** حريصٌ مضاعٌ على حرصــه
وكم من فتى ساقط عقله ** وقد يعجب الناس من شخصه
وآخــــــر تحسبـه أنــوَكًا ** ويـــأتيك بـــالأمر مـــن فصه

الفيروز آبادي

وما جآء في القرآن تسعة أحرفٍ ** أتيتُ بها في بيت شعرٍ بلا خــــلـلْ
حـــلالٌ حــــرامٌ محـــكمٌ متشــابهٌ ** بشـــيرٌ نذيـــرٌ قصـــةٌ عظــةٌ مثـلْ

الارجاني – أبو الأسود

وما كل ذي نصحٍ يفيدك نصحه ** وما كل مُؤتٍ نصحه بلبيبِ
ولكن إذا ما استجمعا عند واحدٍ ** فحُقَّ له من طاعةٍ بنصيبِ

شاعر

ومن يصنع المعروف في غير أهله ** يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر
أعدّ لها حتى استجارت بقـــــربه ** مع الأمن البــــان اللقاح الدرائر
فأشبعهـا حتـــى إذا مـــا تمــــكنت ** فــــرته بأنيـــابٍ لهـــا وأظافـــر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من ** يـــوجِّه معـــروفا إلى غير شاكر

شاعر

إذا هبَّت رياحكَ فاغتنمها ** فإن لكل خافقةٍ سكـــــونُ
وإن درت شياهك فاحتلبها ** فلا تدر الفصيل لمن يكون

باقة من الحكم في الأبيات المفردة (بحسب الأبجدية)

إذا أنا لم أعطِ المكارم حقها ** فلا عزَّني خالٌ ولا ضمَّني أبُ
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ** ضمئت وأي الناس تصفو مشاربه
إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى ** فأنت وعيــــــــرٌ في الفلاة سواءُ
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا ** ندمت على التفريط في زمن البذر
إذا أنت لم تنفع فضر، فإنما ** يُرجى الفتى كيما يضر وينفعُ
إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا ** أصبتَ حليماً أو أصابك جاهل
إذا احتربَتْ يوماً وسالت دماؤهــا ** تذكرتِ القربى فســـالت دموعها
إذا ذهب القرن الذي أنت فيهم ** وخُلِّفتَ في قرنٍ فأنت غريبُ
إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى ** وحظك موفورٌ وعرضك صيِّنُ
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه ** فصدر الذي يستودع السر أضيق
إذا الله أحيا أمة لم يردهـــــــا ** إلى الموت جبارٌ ولا متكبر
إذا الجود لم يسلم خلاصا من الأذى ** فلا الحمدَ مكسوبًا ولا المال باقياَ
إذا الإيمان ضاع فلا أمان ** ولا دنيا لمن لم يحي دينا

إذا ما المرء لم يحفظ ثلاثـــــــا ** فبِعْه ولو بكفٍ من رمـــــاد
إذا ما الجهل خيَّـــــــم في بلادٍ ** رأيت أسودها مسخت قرودا
إذا ما لم أجد حقلا مريعــــــا ** زرعتُ الحقل في عقلي وظني
إذا سبحت قيطون فابشر بزلةٍ ** وإن هللت فابشر بأم ِّالكبائرِ
إذا صح منك الودُّ فالكل هيـنٌ ** وكل الذي فوق التراب ترابُ
إذا نطق السفيهُ فلا تجبـــــــهُ ** فخيرٌ من إجابتـــــه السكوتُ
إذا نطق الغراب وقال خيــراً ** فأين الخير من وجه الغـراب
إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى ** فأول ما يجني عليه اجتهـــادهُ
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا ** فأيسر ما يمُــــر به الوحـولُ
إذا بلغ الفتى عشرون عامـــاً ** ولم يحُـــــزِ الفخار فلا فخارا
إذا بليت بشخص لا خلاق له ** فكن كأنك لم تسمع ولم يَقُــلِ
إذا رأيت نيوب الليث بــارزة ** فلا تظنن أن الليث يبتســـــمُ
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ** وصدق ما يعتاده من تــوهم
إذا لم أجد في بلدةٍ ما أريــــــــــده ** فعندي لأخرى عزمةٌ وركوبُ
إذا لم يكن إلا الأسنَّة مركبـــــــاً ** فما حيلة المضطر إلا ركوبها
إذا الخل لم يهجرك إلا ملالــــةً ** فليس له إلا الفراق عتابُ
إذا لم يسالمك الزمان فحـــــاربِ ** ودافع إذا لم تنتفع بالأقاربِ
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى ** وأذللت دمعاً من خلائقه الكبر
إذا ترحلت عن قوم وقد قــــــدروا ** أن لا تفارقهم فالراحلون همُ
إذا الشعب يوما أراد الحيــــــاة ** فـــــلا بد أن يستجيب القـــدر

إذا المرء لم يرعاك إلاتكلفــــــــــا ** فدعهُ ولا تكثر عليه التأسفا
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ** فكل رداءٍ يرتديه جميـــلُ
إذا المرء لم يُعتق من المال نفسه ** تملكه المال الذي هو مالكه
إذا امتحن الدنيا لبيبٌ تكشفت ** له عن عدوٍّ في ثياب صديق
إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ ** فإن فساد الرأي أن تترددا
إذا كنتَ في نعمةٍ فارعهــــــــــــــــا ** فـــإن المعاصي تزيل النـــــــعم
إذا كنت في كل الأمور معاتبــــــــــا ** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبـــه
إذا غامرت في شـــرف مروم ** فلا تقنع بما دون النجوم

باقة من الحكم في الأبيات المفردة (بحسب الأبجدية)

إذا أنا لم أعطِ المكارم حقها ** فلا عزَّني خالٌ ولا ضمَّني أبُ
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ** ضمئت وأي الناس تصفو مشاربه
إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى ** فأنت وعيــــــــرٌ في الفلاة سواءُ
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا ** ندمت على التفريط في زمن البذر
إذا أنت لم تنفع فضر، فإنما ** يُرجى الفتى كيما يضر وينفعُ
إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا ** أصبتَ حليماً أو أصابك جاهل
إذا احتربَتْ يوماً وسالت دماؤهــا ** تذكرتِ القربى فســـالت دموعها
إذا ذهب القرن الذي أنت فيهم ** وخُلِّفتَ في قرنٍ فأنت غريبُ
إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى ** وحظك موفورٌ وعرضك صيِّنُ
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه ** فصدر الذي يستودع السر أضيق
إذا الله أحيا أمة لم يردهـــــــا ** إلى الموت جبارٌ ولا متكبر
إذا الجود لم يسلم خلاصا من الأذى ** فلا الحمدَ مكسوبًا ولا المال باقياَ
إذا الإيمان ضاع فلا أمان ** ولا دنيا لمن لم يحي دينا

إذا ما المرء لم يحفظ ثلاثـــــــا ** فبِعْه ولو بكفٍ من رمـــــاد
إذا ما الجهل خيَّـــــــم في بلادٍ ** رأيت أسودها مسخت قرودا
إذا ما لم أجد حقلا مريعــــــا ** زرعتُ الحقل في عقلي وظني
إذا سبحت قيطون فابشر بزلةٍ ** وإن هللت فابشر بأم ِّالكبائرِ
إذا صح منك الودُّ فالكل هيـنٌ ** وكل الذي فوق التراب ترابُ
إذا نطق السفيهُ فلا تجبـــــــهُ ** فخيرٌ من إجابتـــــه السكوتُ
إذا نطق الغراب وقال خيــراً ** فأين الخير من وجه الغـراب
إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى ** فأول ما يجني عليه اجتهـــادهُ
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا ** فأيسر ما يمُــــر به الوحـولُ
إذا بلغ الفتى عشرون عامـــاً ** ولم يحُـــــزِ الفخار فلا فخارا
إذا بليت بشخص لا خلاق له ** فكن كأنك لم تسمع ولم يَقُــلِ
إذا رأيت نيوب الليث بــارزة ** فلا تظنن أن الليث يبتســـــمُ
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ** وصدق ما يعتاده من تــوهم
إذا لم أجد في بلدةٍ ما أريــــــــــده ** فعندي لأخرى عزمةٌ وركوبُ
إذا لم يكن إلا الأسنَّة مركبـــــــاً ** فما حيلة المضطر إلا ركوبها
إذا الخل لم يهجرك إلا ملالــــةً ** فليس له إلا الفراق عتابُ
إذا لم يسالمك الزمان فحـــــاربِ ** ودافع إذا لم تنتفع بالأقاربِ
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى ** وأذللت دمعاً من خلائقه الكبر
إذا ترحلت عن قوم وقد قــــــدروا ** أن لا تفارقهم فالراحلون همُ
إذا الشعب يوما أراد الحيــــــاة ** فـــــلا بد أن يستجيب القـــدر

إذا المرء لم يرعاك إلاتكلفــــــــــا ** فدعهُ ولا تكثر عليه التأسفا
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ** فكل رداءٍ يرتديه جميـــلُ
إذا المرء لم يُعتق من المال نفسه ** تملكه المال الذي هو مالكه
إذا امتحن الدنيا لبيبٌ تكشفت ** له عن عدوٍّ في ثياب صديق
إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ ** فإن فساد الرأي أن تترددا
إذا كنتَ في نعمةٍ فارعهــــــــــــــــا ** فـــإن المعاصي تزيل النـــــــعم
إذا كنت في كل الأمور معاتبــــــــــا ** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبـــه
إذا غامرت في شـــرف مروم ** فلا تقنع بما دون النجوم
إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ * * فلا تقنعْ بما دونَ النّجومِ

إذا القومُ قالوا مَن فتىً خلتُ أنّني * * عُنيتُ فلم أخلُدْ ولم أتردّدِ

إذا كان عونُ اللهِ للمرءِ مسعفاً * * تهيّأ لهُ من كلِّ أمرٍ مرادُهُ

إذا ما قضيتَ الدينَ بالدينِ لم يكن * * قضاءً ولكنْ كان غُرماً على غُرمِ

إذا ما تأملتَ الزمانَ وصرفَهُ * * تيقنتَ أن الموتَ ضربٌ من القتلِ

إذا ما الدهرُ جرَّ على أناسٍ * * كلاكلَهُ أناخَ بآخرينا

إذا كنتَ في حاجةٍ مُرسلاً * * فأرسلْ حكيماً ولا توصِهِ

إذا وهى الحبُّ فالهجرانُ يقتلهُ * * وإن تمكّنَ فالهجرانُ يحييهِ

أعللُ النفسَ بالآمالِ أرقبُها * * ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأملِ

أنزِّهُ نفسي عن مساواةِ سفْلة ٍ * * ومن ذا يعضُّ الكلبَ إنْ عضّهُ الكلبُ

إن اللياليَ لم تُحسنْ إلى أحدٍ * * إلا أساءتْ لهُ من بعدِ إحسانِ

إن ما قلَّ منك يكثرُ عنــــدي * * وقليــــلٌ ممن تحبُّ كثيرُ

إن أخاكَ الصدقَ من كان معك * * ومن يضرُّ نفسهُ لينفعَك

إن نصفَ الناس أعداءٌ لـــــمن * * وُلِّيَّ الأحكامَ هذا إن عدلْ

إن الشبابَ والفراغَ والجِدة * * مَفسدةٌ للمرءِ أيُّ مفسدة

إنَّ لله عبـــــا داً فُطنـــا * * طلّقوا الدنيا وخافوا الفتنا

تأهبْ للذي لابدَّ منـــــهُ * * فإنَّ الموتَ ميقاتُ العبادِ

تحملْ عظيمَ الذنبِ ممن تحبُّهُ * * وإن كنتَ مظلوماً فقلْ أنا ظالم

ترى الرجلَ القميءَ فتزدريـــــهُ * * وفي أثــــوابهِ أسـدٌ هصــورُ

تعدو الكلابُ على من لا كلابَ لهُ * * وتتقي صولةَ المستأسدِ الحامي

تغرّبْ عن الأوطانِ في طلبِ العلى * * وسافرْ ففي الأسفارِ خمسُ فوائد

تعبٌ كلُّها الحياةُ فما أعجبُ * * إلاَّ من راغبٍ في ازديادِ

تكاثرتِ الظباءُ على خراشٍ * * فما يدري خراشٌ ما يصيدُ

تهونُ علينا في المعالي نفوسُنا * * ومن يخطبِ الحسناءَ لم يُغلهُ المَهرُ

تهيمُ إلى نُعمٍ فلا الشملُ جامعٌ * * ولا الحبلُ موصولٌ ولا القلبُ مُقْصرُ
ثلاثٌ هنَّ من شَرَكِ الحِمامِ * * وداعيةُ الصحيحِ إلى السقامِ

ثمانيةٌ لا بُدَّ يُدركُها الفتى * * ولا بُدَّ أن تجري عليهِ الثمانية

جمحَ الزمانُ فما لذيذٌ خالصٌ * * مما يشوبُ ولا سرورٌ كاملُ

حُسنُ الحضارةِ مجلوبٌ بتطريةٍ * * وفي البداوةِ حُسنٌ غيرُ مجلوبِ

حُبيتُ ملكاً ولم أُحسنْ سياستهُ * * وكلُّ من لا يسوسُ الملكَ يخلعهُ

حسبُ الخليلين أنَّ الأرضَ بينهما * * هذا عليها وهذا تحتَها بالي

دقّاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ لهُ * * إنَّ الحياةَ دقائقٌ وثواني

دعِ الأيامَ تفعلُ ما تشاءُ * * وطبْ نفساً إذا حكمَ القضاءُ

دعِ الأيامَ تفعلُ ما تَــــرومُ * * ولا تلعبْ بهمتِكَ الهمــــومُ

دعِ الأيامَ تفعلُ ما تريـــــــدُ * * وطبْ نفساً إذا حضرَ الثريدُ

دعِ المرءَ مطوياً على ما ذممتَهُ * * ولا تنشرِ الداءَ العضالَ فتندما

دعِ المقاديرَ تجري في أعنتِها * * ولا تبيتنَّ إلا خاليَ البالِ

دعْ عنكَ لومي فإنَّ اللومَ إغراءُ * * وداوني بالتي كانتْ هي الداءُ

دعْ عنكَ تعنيفِي وذُقْ طعمَ الهوى * * فإذا عشقتَ فبعدَ ذلك عنِّفِ

ذرِ النفسَ تأخذْ وسعَها قبلَ بينِها * * فمختلفٌ جاران دارهُما العمرُ

ذلَّ من يغبطُ الذليلَ بعيشٍ * * ربَّ عيشٍ ألذُّ منهُ الحِمامُ

ذو العقلِ يشقى في الحياةِ بعقلِهِ * * وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعمُ

رأيتُ المنايا خبطَ عشواءَ من تصبْ * * تمتهُ ومن يسلمْ يعمَّرْ فيهرمْ

رُبَّ ليلٍ كأنَّهُ الصبحُ في الحُسنِ * * وإن كانَ أسودَ الطيلسانِ

رُبَّ يومٍ بكيتُ فيه فلمَّا * * صرتُ في غيرِهِ بكيتُ عليهِ

رُبَّما تكرهُ النفوسُ من الأمرِ * * لهُ فرجةٌ كحلِّ العقالِ

زُرْ من تحبُّ وإن شطَّتْ بكَ الدارُ * * وحالَ من دونِهِ حُجبٌ وأستارُ

سافرْ تجدْ عوضاً عمَّنْ تفارقُهُ * * وانصبْ فإنَّ لذيذَ العيشِ في النَّصَبِ

سامحْ أخاكَ إذا خلطَ * * منهُ الإساءةَ بالغلطِ

سرْ إنْ استطعتَ في الهواءِ رويداً * * لا اختيالاً على رفاتِ العبادِ

شرُّ المكانِ مكانٌ لا صديقَ بهِ * * وشرُّ ما يكسبُ الإنسانُ ما يَصِمُ

شكوتُ إلى وكيعٍ سوءَ حفظي * * فأرشدني إلى تركِ المعاصي

صاحبُ الحاجةِ أعمى * * لا يرى إلاَّ انقضاها

صبِّرْ النفسَ عندَ أيِّ مَلَمٍّ * * إنَّ في الصبرِ حيلةَ المحتالِ

صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجعُهُ * * فقومْ النفسَ بالأخلاقِ تستقمِ

صُنِ النفسَ واحملْها على ما يزينُها * * تعشْ سالماً والقولُ فيكَ جميلُ

عداتي لهم فضلٌ عليَّ ومنةٌ * * فلا أعدم الرحمنُ مني الأعاديا

على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ * * وتأتي على قدرِ الكرامِ المكارمُ

فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ * * ولا الدنيا إذا ذهبَ الحياءُ

كلُّ ابنِ أنثى وإن طالتْ سلامتُهُ * * يوماً على آلةٍ حدباءَ محمولُ

كلُّ المصائبِ قد تمرُّ على الفتى * * فتهونُ غيرَ شماتةِ الأعداءِ

كلُّ من في الوجودِ يطلبُ صيداً * * غيرَ أنَّ الشِّباكَ فيها اختلافُ

كنْ كالنخيلِ عن الأحقادِ مرتفعاً * * يُرمى بصخرٍ فيرمي أطيبَ الثمرِ

لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُهُ * * فلمْ يبقَ إلا صورةُ اللحمِ والدمِ

لعمركَ ما ضاقتْ بلادٌ بأهلِها * * ولكنَّ أخلاقَ الرجالِ تضيقُ

لكلِّ شيءٍ إذا ما تمَّ نقصانُ * * فلا يغرُّ بطيبِ العيشِ إنسانُ

ما كلُّ ما يتمنَّى المرءُ يدركُهُ * * تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ

من لم يقفْ عندَ انتهاءِ قدرِهِ * * تقاصرتْ عنهُ فسيحاتُ الخُطا

من راقبَ الناسَ ماتَ غمّاً * * وفازَ باللذةِ الجسورُ

من لم يمتْ بالسيفِ ماتَ بغيرِهِ * * تعدَّدتِ الأسبابُ والموتُ واحدُ

ومن يَصنعِ المعروفَ في غيرِ أهلِهِ * * يجدْ حمدَهُ ذمّاً عليهِ ويندمِ

هو عبءٌ على الحياةِ ثقيلٌ * * من يظنُّ الحياةَ عبئاً ثقيلا

يا أعدلَ الناسِ إلا في معاملتي * * فيكَ الخصامُ وأنتَ الخصمُ والحكمُ

يا من يعزُّ علينا أنْ نفارقَهُمْ * * وجدانُنا كلُّ شيءٍ بعدَكم عدمُ

يا نائحَ الطلحِ أشباحٌ عوادينا * * نأسى لواديكَ أم نأسى لوادينا
لا تعذلِ المشتاقَ في أشواقهِ * * حتى تكونَ حشاكَ في أحشائهِ

لا تظلمنَّ إذا ما كنتَ مقتدراً * * إنَّ الظلومَ على حدٍّ من النقمِ

لا تنهَ عن خلقٍ وتأتيَ مثلَهُ * * عــــــارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ

لا يحسنُ الحلمُ إلا في مواطنِهِ * * ولا يليقُ الوفا إلا لمنْ شكرا

لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى * * حتى يُراقَ على جوانبِهِ الدمُ

لا تحسبِ المجدَ تمراً أنتَ آكلُهُ * * لن تبلغَ المجدَ حتى تلعقَ الصبرا

لا خيلَ عندكَ نرجوها ولا مالُ * * فليصدقِ القولُ إنْ لم يصدقِ الحالُ

لا تشتري العبدَ إلا والعصا معهُ * * إنَّ العبيدَ لأنجاسٌ مناكيدُ

لا تقلْ أصلي وفصلي أبداً * * إنما أصلُ الفتى ما قد حصل

لا تقلْ قد ذهبتْ أربابُهُ * * كلُّ من سارَ على الدربِ وصل

لا تلقَ دهركَ إلا غيرَ مكترثٍ * * ما دامَ يصحبُ فيهِ روحَكَ البدنُ

لا يحملُ الحقدَ من تعلو بهِ الرتبُ * * ولا ينالُ العُلا من طبعُهُ الغضبُ

لا يصلحُ الناسُ فوضى لا سُراةَ لهم * * ولا حياةَ إذا جُهَّالُهم سادوا

لا يضمرُ السوءَ إنْ طالَ الجلوسُ بهِ * * عفُّ الضميرِ ولكنْ فاسقُ النظرِ

لولا المشقةُ سادَ الناسُ كلُّهم * * الجودُ يُفقرُ والإقدامُ قتالُ

لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورت * * ما كانَ يُعرفُ طيبُ عَرفِ العودِ

لولا مفارقةُ الأحبابِ ما وجدت * * لها المنايا إلى أرواحِنا سُبلا

ليس على اللهِ بمُستنكرٍ * * أن يجمعَ العالمَ في واحدِ

ليس يخلو المرءُ من ضدٍّ ولو * * حاولَ العُزلةَ في رأسِ الجبلِ

ما كلُّ ما يتمنى المرءُ يدركُهُ * * تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ

من ذا الذي ما ساءَ قطُّ * * ومنْ لهُ الحُسنى فقط؟

من لم يقفْ عند انتهاءِ قدرِهِ * * تقاصرتْ عنهُ فسيحاتُ الخُطا

من راقبَ الناسَ لم يظفرْ بحاجتهِ * * وفازَ بالطيِّباتِ الفاتكُ اللهِجُ

من راقبَ الناسَ ماتَ غمّاً * * وفازَ باللذةِ الجسورُ

من شابَ قد ماتَ وهو حيٌّ * * يمشي على الأرضِ مشي هالكْ

من عفَّ خفَّ على الوجوهِ نفاذُهُ * * وأخو الحوائجِ وجهُهُ مبذولُ

من لي بردِّ جماحٍ من غوايتِها * * كما يُردُّ جماحُ الخيلِ باللُّجمِ

من مُبلغُ الأعرابِ أني بعدها * * شاهدتُ أرسطوطاليسَ والإسكندرا

نُراعُ إذا الجنائزُ واجهتْنا * * ونلهو حينَ تغدو رائحاتِ

نعمَ الإلهُ على العبادِ كثيرةٌ * * وأجلُّهنَّ نجـــــــابةُ الأبناءِ

نهارُ المرءِ أمثلُ حينَ تُقضى * * حوائجُهُ من الليلِ الطويلِ

وأكرمُ نفسي، إنني إنْ أهنتُها * * وحقَّكَ لم تُكرمْ على أحدٍ بعدي

والظلمُ من شيمِ النفوسِ فإنْ تجدْ * * ذا عفَّةٍ فلعلَّةٍ لا يظلمُ

والنفسُ كالطفلِ إنْ تتركْهُ شبَّ على * * حُبِّ الرضاعِ وإنْ تفطِمْهُ ينفطمِ

والنفسُ راغبةٌ إذا رغَّبتَها * * وإذا تُـــــــردُّ إلى قليــــــلٍ تقنعُ

والنفسُ للشيءِ البعيدِ مريدةٌ * * والنفسُ للشيءِ القريبِ مُضيِّعةُ

والنفسُ من خيرِها في خيرِ مُعتصَمٍ * * والنفسُ من شرِّها في مرتعٍ وخِمِ

والذي نفسُهُ بغيرِ جمالٍ * * لا يرى في الوجودِ شيئاً جميلا

والأرضُ للأقوى على جنباتِها * * ليستْ لفاضلِها ولا للأعلمِ

والناسُ ألفٌ منهمُ كواحدٍ * * وواحدٌ كالألفِ إنْ أمرٌ عَنى

والعينُ تعلمُ منْ عيني مُحدِّثِها * * منْ كانَ من حزبِها أوْ منْ أعاديها

وقدْ يجمعُ اللهُ الشتيتينِ بعدما * * يظنانِ كلَّ الظنِّ أنْ لا تلاقيا

يقولونَ الزمانَ بهِ فسادٌ * * وهمْ فسدوا وما فسدَ الزمانُ

الخريمي

أرى الحلمَ في بعضِ المواطنِ ذلَّةٌ * * وفي بعضِها شيءٌ يُسوِّدُ صاحبَه

عنترة

لا يحملُ الحقدَ من تعلو بهِ الرتبُ * * ولا ينالُ العُلى من طبعُهُ الغضبُ

المتنبي

وما الحداثةُ عن حلمٍ بمانعةٍ * * قد يوجدُ الحلمُ في الشُبَّانِ والشِّيبِ

محمد بن وهيب

لئن كنتُ محتاجاً إلى الحلمِ إنني * * إلى الجهلِ في بعضِ الأحايينِ أحوجُ

ولي فرسٌ للحلمِ بالحِلمِ مُلجمٌ * * ولي فرسٌ للجهلِ بالجهلِ مُسرجُ

فمن رامَ تقويمي فإنِّي مقوَّمٌ * * ومن رامَ تعويجي فإنِّي مُعوَّجُ

وما كنتُ أرضى الجهلَ خدناً وصاحباً * * ولكنَّني أرضى بهِ حينَ أُحرجُ

ألا ربَّما ضاقَ الفضاءُ بأهلِهِ * * وأمكنَ من بينِ الأسنَّةِ مخرجُ

وإن قالَ بعضُ الناسِ فيهِ سماجةٌ * * فقد صدقوا والذلُّ بالحُرِّ أسمجُ

فبالجهلِ لا أرضى ولا هوَ شيمتي * * ولكنَّني أرضى بهِ حينَ أعوجُ

صفي الدين الحلي

لا يحسنُ الحلمُ إلا في مواطنهِ * * ولا يليقُ الوفا إلا لمن شكرا

يزيد بن بكار

وأصفحُ عن سبابِ الناسِ حِلماً * * وشرُّ الناسِ من يهوى السبابا

معن بن أوس

وذي رحمٍ قلّمتُ أظفارَ ضغنهِ * * بحلميَ عنهُ وهو ليسَ لهُ حلمُ

صبرتُ على ما كانَ بيني وبينَهُ * * وما تستوي حربُ الأقاربِ والسِّلمُ

ويشتمُ عرضي في مغيبيَ جاهداً * * وليسَ لهُ عندي هوانٌ ولا شتمُ

إذا سِمتُهُ وصلَ القرابةِ سامني * * قطيعتها، تلكَ السفاهةُ، والإثمُ

وإنْ أدعُهُ للنصفِ يأبَ ويعصني * * ويدعو لحكمٍ جائرٍ، غيرُهُ الحُكمُ

فما زلتُ في لطفِي لهُ وتعطفي * * عليهِ كما تحنو على الولدِ الأمُّ

وخفضٍ لهُ مني الجناحُ تألُّفاً * * لتدنيهِ من قلبي القرابةُ والرحمُ

وصبريَ على أشياءَ منهُ تريبني * * وكظميَ على غيظي وقد ينفعُ الكظمُ

لأستلَّ منهُ الضِّغنَ حتى استللتهُ * * وقد كانَ ذا ضغنٍ يضيقُ بهِ الجُرمُ

رأيتُ انثلاماً بيننا فرقعتُهُ * * برفقيَ وإحيائي وقد يُرقعُ الثلمُ

وأبرأتُ غِلَّ الصدرِ منهُ توسُّعاً * * بحلميَ كما يُشفى بأدويةٍ كلمُ

فداويتُهُ حتى ارفأنَّ نفارهُ * * فعُدنا كأنّا لم يكنْ بيننا صرمُ

وأطفأتُ نارَ الحربِ بيني وبينَهُ * * فأصبحَ بعدَ الحربِ أحرصُنا سلمُ

النابغة الجعدي

ولا خيرَ في حلمٍ إذا لم تكنْ لهُ * * بوادرُ تحمي صفوَهُ أنْ يكدرَا

ولا خيرَ في جهلٍ إذا لم يكنْ لهُ * * حليمٌ إذا ما أوردَ الأمرَ أصدرا

أبو تمام

ورحبُ صدرٍ لَو أنّ الأرضَ واسعةٌ * * كوسعهِ لم يضقْ عنْ أهلِهِ بلدُ

الأعور الشني

خذِ العفوَ واغفرْ أيها المرءُ إنّني * * أرى الحلمَ ما لم تخشَ منقصةً غنماً

أفضل بن المهدي

إذا كنتَ بينَ الحلمِ والجهلِ مائلاً * * وخُيِّرتَ أنَّى شئتَ فالحلمُ أفضلُ

ولكنْ إذا أنصفتَ من ليسَ منصفاً * * ولم يرضَ منك الحلمُ فالجهلُ أفضلُ

أالمعري

في الناسِ ذو حلمٍ يسفِّهُ نفسَهُ * * كيما يُهابَ، وجاهلٌ يتحلَّمُ

وكلاهما تعبٌ يحاربُ شيمَةً * * غلبتْ فآضَ بحربِها يتألمُ

المتنبي

كلُّ حلمٍ أتى بغيرِ اقتدارٍ * * حُجَّةٌ لاجئٌ إليها اللئامُ

أبو تمام

من لي بإنسانٍ إذا أغضبتُهُ * * وجهلتُ كانَ الحلمُ ردَّ جوابِهِ

وإذا طربتُ إلى المُدامِ شربتُ * * من أخلاقهِ وسكرتُ من آدابِهِ

وتراهُ يُصغي للحديثِ بسمعِهِ * * وبقلبِهِ ولعلَّهُ أدرى بهِ

أبو فراس

أقولُ وقد ناحتْ بقربي حمامةٌ * * أيا جارتا هل تشعرينَ بحالي

أبو تمام

غـــنَّى فشـاقـــكَ طـائـــرٌ غــــرِّيــدُ * * لما ترنمَ والغصـــونُ تميـــــدُ

ســـاقٌ على ســـــــاقٍ دعــا قمريةً * * فدعتْ تُقاسمُهُ الهوى وتصيدُ

ألفــــانِ في ظـــلِّ الغصــونِ تألَّفا * * والتفَّ بينهما هــــوىً معقـودُ

يتطعمـــانِ بـِريــقِ هـــذا هـــــــذهُ * * مَعْجاً وذاكَ بريقُ تـلـك مـُعيــدُ

يـــاطـــائـــرانِ تمتـعــا هُنِّيتمــــــا * * وعَمَّا الصباحَ فإنني مجـــهودُ

أبكي وقد تلَتِ البروقُ مضيئةً * * من كلِّ أقطارِ السناءِ رُعــــودُ

واهتـــزَّ ريعــانُ الشبابِ فأشرقتْ * * لتهللِ الشجرِ القُرى والبيـــدُ

وَمَضَتْ طواويسُ العراقِ فأشرقتْ * * أذنــابُ مشرقةٍ وهــنَّ حفـــودُ

البهاء زهير

إذا جـنَّ ليـــلي هامَ قلبي بذكركم * * أنوحُ كما ناحَ الحمامُ المُطوَّقُ

وفوقي سحابٌ يمطرُ الهمَّ والأسى * * وتحتي بحارٌ بالجوى تتــدفـقُ

عنترة

يا طائرَ البـــانِ قد هيَّجتَ أشجــــاني * * وزدتـــــني طــرباً يا طائرَ البـانِ

إن كنتَ تندبُ إلفاً قد فجـــعتَ بـــــه * * فقد شجاكَ الذي بالبينِ أشجــاني

زدني من النوحِ وأسعدني على حزني * * حتى ترى عجباً من فيضِ أجفاني

وطرْ لعلكَ في أرضِ الحــــجازِ تـــرى * * ركباً على عالــجٍ أو دونَ نعمــانِ

ناشـــدتـكَ اللهَ يا طيـــرَ الحمـــــــامِ إذا * * رأيتَ يوماً حمـولَ القومِ فانعــاني

وقلْ طريحــــاً تركنــــاهُ وقــــد فنيتْ * * دموعُهُ وهوَ يبكي بالـدمِ القـــاني

شاعر

ربَّ ورقاءَ هتوفٍ في الضحى * * ذاتَ شجوٍ هتفتْ في فنن

ذكرتْ خِدناً وإلفـــاً صالحــــــاً * * فبكتْ حزناً وهاجتْ حزني

فبـــكائي ربمـــا أرقَها * * وبــــكاهـــا ربَّما أرقَني

ولقد تشكــــو فمــــا أفهمُها * * ولقـــد أشكــو فما تفهمُني

غـــيرَ أني بالجـــوى أعرفُها * * وهي أيضاً بالجوى تعرفُني

الخفاجي

وهاتفةٌ في البانِ تملي غرامَها * * علينا وتتلو من صبابتها صُحْفا

ولو صدقتْ فيما تقولُ من الأسى * * لما لبستْ طوقاً ولا خضبتْ كفّا

شاعر

ألا يا حمامَ الأيكِ إلفُك حاضرٌ * * وغصنُك ميّادٌ ففيمَ تنـــوحُ

أفقْ لا تنحُ من غيرِ شيءٍ فإنني * * بكيتُ زماناً والفـــؤادُ صحيحُ

تنوحُ وفرخاها بحيثُ تراهمــا * * ومن دونِ أفراخي مهامهُ فيحُ

أحمد بن حسين المفتي

لا تعجبنْ إذا بكيتَ وشاقني * * وجدي وفارقني اصطباري والوسن

واعجبْ لخافقةِ الجناحِ تطوَّقتْ * * وتخضَّبتْ فحكتْ غرامي والشجن

أحمامَ ما لـكِ والبــكا لم تفقدي * * إلفــًا ولم تتشوقي خِــــلاً ظعن

الماءُ تحتكِ سائـحٌ والظـــلُّ فوقكِ * * وارفٌ والـــدارُ معمورٌ بمــن

وصويحباتُكِ سـابحاتٌ سـائحـاتٌ * * ساحبــاتٌ فضـــلَ ذيــلٍ أوْ وردن

وعلى يمينِكِ صاحبٌ متــوددٌ * * وعلى شمــالِكِ خيرُ دارٍ أُسكنَ

أما أنا فغــريبُ دارٍ بعدمــا * * قد كـانَ لي فيهــا الأحبـةُ والوطـــــن

العباس بن الأحنف

ألا يا صبا نجدٍ متى هجتَ من نجـدِ * * فقد زادني مسراكَ وجداً على وجدِ

أإن هتفتْ ورقاءُ في رونقِ الضحى * * على فننٍ غضِّ النباتِ من الرندِ

بكيتَ كما يبكي الوليدُ ولم تكنْ * * جليــداً وأبديتَ الذي لم تكنْ تبدي

وقد زعموا أنَّ المحبَّ إذا دنـــــا * * يُمَلُّ وأنَّ النأيَ يشفي من الوجـــدِ

بكلِّ تداوينا فلم يشفِ ما بنـــــــا * * على أنَّ قربَ الدارِ خيرٌ من البعـــدِ

على أنَّ قربَ الدارِ ليسَ بنافـــعٍ * * إذا كانَ من تهــواهُ ليسَ بــذي وُدِّ

جرير

لولا الحياءُ لزارني استعبارُ * * ولزرتُ قبرَك والحبيبُ يُزارُ

أبو تمام

إذا جـــاريتَ في خُلقٍ دنيــــا * * فــأنتَ ومن تجاريهِ سـواءُ

يعيشُ المرءُ ما استحيا بخيرٍ * * ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ

فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ * * ولا الدنيا إذا ذهبَ الحياءُ

إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي * * ولم تستحِ فاصنعْ ما تشاءُ

ليلى الأخيلية

ومُقَدَّرٌ عنهُ القميصُ تخالُهُ * * وسطَ البيوتِ منَ الحياءِ سقيمَا

حتى إذا رفعَ اللواءَ رأيتَهُ * * تحتَ اللواءِ على الخميسِ زعيمَا

المتنبي

إذا لم تصُنْ عرضاً ولم تخشَ خالقاً * * وتستحِ مخلوقاً، فما شئتَ فاصنعْ

الشابي

إذا الشعبُ يوماً أرادَ الحياةَ * * فلا بدَّ أن يستجيبَ القدرُ

ومن لم يعانقْهُ شوقُ الحياةِ * * تبخَّرَ في جوِّها واندثرْ

ومن لا يحبُّ صعودَ الجبالِ * * يعِشْ أبدَ الدهرِ بينَ الحفرْ

هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحياةَ * * ويحتقرُ الميتَ المُندثرْ

فويلٌ لمن لم تشُقْهُ الحياةُ * * ومن لعنةِ العدمِ المنتظرْ

إذا اللهُ أحيا أمةً لن يردَّها * * إلى الموتِ جبّارٌ ولا متجبِّرُ

خليل مطران

خيرُ فخرٍ لأمةٍ ذاتِ مجدٍ * * فخرُها بالأكارمِ الأمجادِ

فعلُ الجوعِ في النفوسِ فعالاً * * عادَ منها الأحرارُ كالأوغادِ

هل يُنجي شعباً من اليأسِ إلا * * حدثٌ من خوارقِ المُعتادِ

أبو اليقظان

إنَّ البلادَ حياتُها ومماتُها * * برجالِها الأخيارِ والأشرارِ

فالأوَّلونَ يُجدِّدونَ لمجدِها * * ورقيِّها في سائرِ الأطوارِ

يتطلَّبونَ لها حياةً ما بها * * كدرٌ ولا شيءٌ من الأقذارِ

والآخرونَ مُبدِّدونَ لشملِها * * ولِمَا بها من عِزَّةٍ وفخارِ

يقفونَ في سُبلِ النهوضِ كعثرةٍ * * ويُعاكسونَ مجاريَ الأنهارِ

يتسابقونَ إلى إبادةِ كلِّ ما * * يَبْدُو من الإصلاحِ والأفكارِ

الزبيري

إنَّ اللصوصَ وإن كانوا جبابرةً * * لهم قلوبٌ من الأطفالِ تنهزمُ

والشعبُ لو كانَ حيًّا ما استهانَ بهِ * * فردٌ ولا عاثَ فيهِ الظالمُ النهمُ

قطري

وما للمرءِ خيرٌ في حياةٍ * * إذا ما عُدَّ من سقطِ المتاعِ

فإمَّا حياةٌ تُسرُّ الصديقَ * * وإمَّا مماتٌ يُغيضُ العدا

أبو ماضي

أيُّها الشاكي وما بكَ داءُ * * كيفَ تغدو إذا غدوتَ عليلا؟

ليس أشقى ممَّن يرى العيشَ مُرًّا * * ويظنُّ اللذاتِ فيها فضولا

ما أتينا إلى الحياةِ لنشقى * * فأريحوا أهلَ العقولِ العقولا

أحكمُ الناسِ في الحياةِ أُناسٌ * * علَّلوها فأحسنوا التعليلا

والذي نفسُهُ بغيرِ جمالٍ * * لا يرى في الحياةِ شيئاً جميلا

فتمتَّعْ بالصُّبحِ ما دمتَ فيهِ * * لا تخفْ أنْ يزولَ حتى يزولا

كلُّ نجمٍ إلى الأفولِ ولكنْ * * آفةُ النجمِ أن يخافَ الأفولا

هو عبءٌ على الحياةِ ثقيلٌ * * من يظنُّ الحياةَ عبئاً ثقيلا

المتنبي

صحِبَ الناسُ قبلَنا ذا الزمانا * * وعاناهُم من شأنِهِ ما عنانا

وتولَّوا بغصَّةٍ منهُ وإنْ * * سرَّ بعضُهمُ أحياناً

ربَّما تُحسِنُ الصنيعَ لياليهِ * * ولكنْ تُكدِّرُ الإحسانا

كلَّما أنبتَ الزمانُ قناةً * * ركبَ المرءُ في القناةِ سِنانا

ومُرادُ النفوسِ أهونُ من أنْ * * نتعادى فيهِ وأن نتفانى

ولو أنَّ الحياةَ تبقى لحيٍّ * * لعَدَدْنا أضلَّنا الشجعانا

وإذا لم يكنْ من الموتِ بُدٌّ * * فمن العجزِ أن تموتَ جبانا

أرى كلَّنا يبغي الحياةَ لنفسِهِ * * حريصاً عليها مُستهاماً بها صبّا

فحُبُّ الجبانِ النفسَ أوردهُ التُّقى * * وحُبُّ الشجاعِ النفسَ أوردهُ الحربا

إني لأعلمُ واللبيبُ خبيرٌ * * أنَّ الحياةَ وإن حرصتَ غرورُ

ورأيتُ كُلَّ امرئٍ يعلِّلُ نفسَهُ * * بتعِلَّةٍ وإلى الفناءِ يصيرُ

المعري

غيرُ مُجدٍ في ملَّتي واعتقادي * * نوحُ باكٍ ولا ترنُّمُ شادِ

أبكتْ تلكمُ الحمامةُ أم غنَّتْ * * على فَرعِ غُصنِها الميَّادِ

صاحَ! هذهِ قبورُنا تملأُ الرَّحبَ * * فأينَ القبورُ مِنْ عهدِ عادِ؟

تعبٌ كلُّها الحياةُ فما أعجبُ * * إلا من راغبٍ في ازديادِ

خفِّفِ الوطءَ ما أظنُّ أديمَ * * الأرضِ إلا مِنْ هذهِ الأجسادِ

وقبيحٌ بنا وإنْ قدُمَ العهدُ * * هَوانُ الآباءِ والأجدادِ

سرْ إنْ استطعتَ في الهواءِ رويداً * * لا اختيالاً على رفاتِ العبادِ

ربَّ لحدٍ قد صارَ لحداً مراراً * * ضاحكٍ من تزاحمِ الأضدادِ

ودفينٍ على بقايا دفينٍ * * في طويلِ الأزمانِ والآبادِ

إنَّ حُزناً في ساعةِ الموتِ * * أضعافُ سُرورٍ في ساعةِ الميلادِ

ضجعةُ الموتِ رقدةٌ يستريحُ * * الجسمُ فيها والعُمرُ مثلُ السُّهادِ

كلُّ بيتٍ للهدمِ، ما تبتني * * الوَرْقاءُ والسيدُ الرفيعُ العمادِ

واللبيبُ اللبيبُ منْ ليسَ يغترُّ * * بكونٍ مصيرهُ للفسادِ

أبو نواس

تعلَّلْ بالمُنى إذْ أنتَ حيٌّ * * وبعدَ الموتِ من لَبنٍ وخمرِ

حياةٌ ثم موتٌ ثم بعثٌ * * حديثُ خرافةٍ يا أمَّ عمرو

الحصين المري

تأخَّرتُ أستبقي الحياةَ فلمْ أجدْ * * لنفسي حياةً مثلَ أن أتقدَّما

فلسنا على الأعقابِ تدمى كلومُنا * * ولكنَّ على أقدامِنا تقطرُ الدماءُ

الخيام

سرُّ الحياةِ لو أنهُ يبدو لنا * * لبدا لنا سرُّ المماتِ المُبهمُ

لم تعلمنْ وأنتَ حيٌّ سرَّها * * فغداً إذا ما متَّ ماذا تعلمِ

محمد مهدي الجواهري

وما الحياةُ سوى حسناءَ فاركةٍ * * مخطوبةٍ من أحباءٍ وأعداءِ

قد تمنعُ النفسَ أكفاءً ذوي شغفٍ * * وربما وهبتها غيرَ أكفاءِ

ولا يزالُ على الحالينِ صاحبُها * * معذَّبَ النفسِ فيها بيِّنَ الداءِ

مصطفى الغيلاني

إن الحياةَ هي السعادةُ للذي * * يزْوَرُّ عن تزويرِها وغرورِها

وهي الشقاءُ لمن يرى أشواكَها * * ويفرُّ من أزهارِها وعبيرِها

والشهمُ منحذرُ المضرةِ واجتنى * * وردَ الحياةِ وأمَّ روضَ سرورِها

الإمام علي

حياتُك أنفاسٌ تُعـــــدُّ، فكلمـــــــا * * مضى نَفَسٌ منها انتقصتَ بهِ جزءا

فتصبحُ في نفسٍ وتمسي بغيرِها * * وما لكَ من عـــــــقلٍ تحسُّ بهِ رزءا

أحمد شوقي

ولم تضقِ الحياةُ بنا ولكـــــنْ * * زحامُ السوءِ ضيَّقَها مجالا

ولو زادَ الحياةَ الناسُ سعياً * * وإخلاصاً لزادتهم جمالا

وإذا نظرتَ إلى الحياةِ وجدتها * * عُرساً أُقيمَ على جوانبِ ماتمِ

دقّاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ لهُ * * إنَّ الحياةَ دقائقٌ وثواني

فاجعلْ لنفسِكَ قبلَ موتِكَ ذكرَها * * فالذكرُ للإنسانِ عمرٌ ثانِ

الشريف المرتضى

يقولونَ أسبابُ الحياةِ كثيرةٌ * * فقلتُ، وأسبابُ المنونِ كثيرُ

وما هذهِ الأيامُ إلا مصائدٌ * * وأشراكُ مكروهٍ لنا وغرورُ

يُسارُ بنا في كلِّ يومٍ وليلةٍ * * فكم ذا إلى ما لا نريدُ نسيرُ

وما الدهرُ إلا فرحةٌ ثم ترحةٌ * * وما الناسُ إلا مطلقٌ وأسيرُ

إبراهيم الباروني

ليستْ حياةُ المرءِ في الدنيا سوى * * حُلمٍ يجــــــرُّ وراءهُ أحـــلاما

والعيشُ في الدنيا صراعٌ دائمٌ * * ظبيٌّ يُصارعُ في الوغى ضرغاما

تلكَ الشريعةُ في الحياةِ فلا ترى * * إلا نـــزاعاً دائمــــاً وصــــــداما

صالح عبد القدوس

إذا كنتَ لا تُرجى لدفعِ ملمَّةٍ * * ولم يكُ للمعروفِ عندكَ موضعُ

ولا أنتَ ذو جاهٍ يُعاشُ بجاهِهِ * * ولا أنتَ يومَ البعثِ للناسِ تشفعُ

فعيشُكَ في الدنيا وموتُكَ واحدٌ * * وعودُ خلالٍ من حياتِكَ أنفعُ

خليل مطران

وأنا لا أحبُّ في المرءِ إلا * * ما لهُ عندَ قومِهِ من أيادي

وأجلُّ الفتى على قدرِ ما * * جلَّت مساعيهِ في سبيلِ البلادِ

الأفوه الأودي

لا يصلحُ الناسُ فوضى لا سُراةَ لهمْ * * ولا حياةَ إذا جُهَّالُهمْ سادوا

تُهدى الأمورُ بأهلِ الرأيِ ما صلحتْ * * فإن تولَّتْ فبالأشرارِ تنقادُ

كيفَ الرشادُ إذا ما كنتَ في نفرٍ * * لهمْ عنِ الرشدِ أغلالٌ وأقيادُ

أعطوا غُواتَهمْ جهلاً مقادَتَهمْ * * فكلُّهمُ في حبَالِ الغيِّ منقادُ

أمارةُ الغيِّ أن يُلقى الجميعُ لذي * * الإبرامِ للأمرِ، والأذنابُ أقتادُ

إنَّ النجاةَ إذا ما كنتَ ذا نفرٍ * * من أُجَّةِ الغيِّ، إبعادٌ فإبعادُ

التعليقات

موقع د.عبد الكريم الشويطر

تم تصميم الموقع لغرض الاحتفاظ والتوثيق لكافة أعمال د.عبدالكريم الشويطر

معلومات

صنعاء-إب

1971

راسلنا عبر:

mohammednajibalkainae@gmail.com

تاريخ التطوير

2025

جميع الحقوق محفوظة@

أضف تعليق