ج

الجمال

أحمد شوقي

صوني جمالَكِ عنَّا إنَّنا بشرٌ ** من الترابِ، وهذا الحُسنُ روحاني

سَلوا قلبي غداةَ صحا وتابا ** أما زالَ الجمالُ لهُ عتابا

خلقتَ الجمالَ لنا فتنةً ** وقلتَ لنا: "يا عبادي اتقوا"

وأنتَ جميلٌ تحبُّ الجمالَ ** فكيفَ عبادُكَ لا يعشقوا؟

شاعر

وتميـــــــــسُ بينَ معصفرٍ ومُمسكٍ ** ومُمنــــدلٍ ومُصنــــدلٍ

هيفاءُ إن قالَ الجمالُ لها انهضي ** قالتْ روادفُها اقعدي وتمهَّلي

وإذا رغبتَ الوصلَ قالَ جلالُها ** جودي، وقالَ دلاَّلُها لا تفعلي

عمرو بن معدي كرب

ليسَ الجمالُ بمئــــــزرٍ ** فاعلمْ وإنْ رديتَ بُردا

إنَّ الجمالَ معــــــــادنٌ ** ومناقبٌ أورثنَ مجدا

كمْ منْ أخٍ لي صالــحٍ ** بوَّأتهُ بيدي لحــدا

ذهبَ الذينَ أحبــــــهمْ ** وبقيتُ مثلَ السيفِ فردا

إذا لم تستطعْ شيئًا فدعْهُ ** وجاوزهُ إلى ما تستطيعُ

إيليا أبو ماضي

أيُّها الشــــاكي وما بــــك داءٌ ** كُنْ جميلًا ترَ الوجودَ جميلًا

ليسَ أشقى ممَّنْ يرى العيشَ مرًّا ** ويظـــنُّ اللــــذَّاتِ فيهِ فضـــولا

أحكـــمُ الناسِ في الحياةِ أنـــــاسٌ ** علَّـلوها فأحسنــــوا التعـــــليلا

والـــذي نفسُهُ بغيـــــرِ جمــــــالٍ ** لا يرى في الوجودِ شيئًا جميلًا

فتمتَّعْ بالصُّبــــحِ ما دُمتَ فيـــــه ** لا تخَفْ أنْ يزولَ حتى يـــــزولا

كلُّ نجـــــمٍ إلى الأفـــــولِ ولــكن ** آفةُ النَّجمِ أنْ يخـــافَ الأفــــولا

هوَ عبءٌ على الحيـــــاةِ ثقيــــلٌ ** منْ يظنُّ الحيــــاةَ عبئًا ثقيلا

الأخطل

الصِّبا والجمالُ ملكُ يديكِ ** أيُّ تاجٍ أعزُّ منْ تاجيــكِ؟

جعلوا منكِ للجمالِ مثالًا ** وانحنوا خُشَّعًا على قدميكِ

حسَّان بن ثابت

خُلِقتَ مبرَّأً من كلِّ عــــيبٍ ** كأنَّك قد خُلِقتَ كما تشاءُ

وأجملُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني ** وأحسنُ منك لم تلدِ النِّساءُ

شاعر

سَلَا ما أيُّها القمرُ المُطـــــلُّ ** فمنْ عينيكَ أسيافٌ تطـــــلُّ

يزيدُ جمالُ وجهكَ كلَّ يومٍ ** وجسمي كلَّ يومٍ يضمحلُّ

شاعر

أخفَوا صنائعَهم واللهُ يُظهرُها ** إنَّ الجميلَ إذا أخفيتَهُ ظهرَا

ابن سناء الملك

وربُّ مليحٍ لا يُحبُّ وضدُّهُ ** تُقبَّلُ منهُ العينُ والخدُّ والفمُ

هوَ الجِـدُّ، خُذْهُ إنْ أردتَ مسلِّمًا ** ولا تطلبِ التَّعليلَ فالأمرُ مُبهَمُ

الجبن والشجاعة

أوس بن جحر

وليسَ يُعابُ المرءُ من جُبنِ يومِه ** وقد عُرِفَتْ منهُ الشجاعةُ بالأمسِ

المتنبي

وإذا ما خلا الجبــــــــانُ بأرضٍ ** طــــلب الطــــعنَ وحدهُ والنزالا

أرى كلَّنا يبـغي الحيـاةَ لنفســـه ** حريصًا عليها مستهامًا بها صبَّا

فحبُّ الجبانِ النفسَ أورده التـُّقى ** وحبُّ الشجاعِ النفسَ أورده الحربا

ولو أنَّ الحيــاةَ تبـقى لـحيٍّ ** لعـــددنـا أضلَّنا الشجعــانــا

شاعر

شجاعةُ عمرو في سماحةِ حاتمٍ ** في علمِ أحنفَ في ذكاءِ إياسِ

غزالة

أسدٌ عليَّ وفي الحروبِ نعامـــةٌ ** فتخاءُ تجفلُ من صفيرِ الصافرِ

هلا برزتَ إلى غزالةَ في الوغى ** أم أنَّ قلبـــكَ في جناحي طائـــر؟

القطامي – معاوية

شجاعٌ إذا ما أمكنتني فرصةٌ ** وإن لم تكن لي فرصةٌ جبانُ

الحصين المري

تأخرتُ أستبقي الحياةَ فلم أجد ** لنفسي حياةً مثلَ أن أتقدَّما

قطري بن الفجاءة

أقولُ لها وقد طــارتْ شعـاعًا ** من الأبطـــالِ ويحكَ لن تُراعي

فإنكِ إنْ طلـبتِ بقــــاءَ يـــــومٍ ** على الأجـلِ الذي لَمْ لن تُطاعي

فصبرًا في مجالِ الموتِ صبرًا ** فما نيــلُ الخــــلودِ بمُستطــاعِ

ولا ثوبُ البقــاءِ بثــوبِ عـــزٍّ ** فيُطوى عنْ أخي الخُنعِ اليراعِ

سبيلُ الموتِ غايــــةُ كلِّ حيٍّ ** فـــداعـيهِ لأهـــلِ الأرضِ داعي

ومـا للمرءِ خيـــرٌ في حيـــاةٍ ** إذا ما عُـدَّ منْ سَقَطِ المتـــاعِ

المعري

وضربةُ القرنِ في الهيجاءِ منتصرًا ** أولى بهِ من خصامِ الجيرةِ الفُسُدِ

من مغــرمٍ بالمخـازي طالبٌ صــلةً ** مُغــرىً بتنفيقِ أشعــارٍ لــهُ كُسدِ

وما يسبحُ الإنسانُ في لُجِّ غمرةٍ ** من العزِّ إلا بعدَ خوضِ الشدائدِ

ومتى رزقتَ شجاعةً وبلاغةً ** أوطنتَ من ربعِ العُلى بمَشيدِ

الجوى والحزن

شاعر

وأشدُّ ما لاقيتُ من ألمِ الجـــوى ** قُربُ الحبيبِ وما إليهِ وصولُ

كالعيسِ في البيداءِ يقتلُها الظَّمَا ** والماءُ فوقَ ظهورِها محمولُ

البهاء زهير

إذا جنَّ ليلي هامَ قلبي بذِكركم ** أنوحُ كما ناحَ الحمامُ المطوَّقُ

وفوقي سحابٌ يمطرُ الهمَّ والأسى ** وتحتي بحارٌ بالجوى تتدفَّقُ

شاعر

ربَّ ورقاءَ هتوفٍ في الضُّحى ** ذاتَ شجوٍ هتفتْ في فَنَنِ

ذكرتْ خِلًَّا وإلفـــًا صالحًا ** فبكتْ حزنًا وهاجتْ حُزني

فبُكائي ربَّما أرقها ** وبُكاها ربَّما أرقني

ولقد تشكو فما أفهمُها ** ولقد أشكو فما تفهمني

غيرَ أنّي بالجوى أعرفُها ** وهيَ أيضًا بالجوى تعرفني

السحيياني

يا نسيمَ الصبحِ من كاظمةَ ** شدَّ ما هجتَ الجوى والبُرحا

الصَّبَا إن كانَ لابدَّ الصَّبَا ** إنَّها كانتْ لقلبي أروحا

يا نُدامايَ بسَلْعٍ هلْ أرى ** ذلكَ المُغبقَ والمُصطبحا

اذكرونا مثلَ ذكرانا لكم ** ربَّ ذكرى قرَّبتْ من نزحا

واذكروا صبًّا إذا غنَّى بكم ** شَرِبَ الدَّمعَ وعافَ القدحا

ابن زهر

باتَ منْ يهواهُ منْ فرطِ الجوى ** خَفِقَ الأحشاءِ موهونَ القوى

كلَّما فكَّرَ في البينِ بَكَى ** ما لهُ يبكي بما لم يَقَعِ

ابن الرومي

لا تطفئنَّ جوىً بلومٍ إنَّهُ ** كالريحِ تُغري النارَ بالإحراقِ

المتنبي

إذا الجودُ لم يَسْلَمْ خلاصًا من الأذى ** فلا الحمدُ مكسوبًا ولا الجودُ باقيًا

لولا المشقةُ سادَ الناسُ كلُّهــمُ ** الجودُ يُفقِرُ والإقدامُ قتّـــالُ

يجودُ بالنفسِ إذ ضنَّ الكريمُ بها ** والجودُ بالنفسِ أقصى غايةِ الجودِ

المعري

وقد بان أنَّ النحسَ ليسَ بغافلٍ ** لهُ عملٌ في أنجمِ الفهماءِ

ومنْ كانَ ذا جودٍ وليسَ بمُكثِرٍ ** فليسَ بمَحسوبٍ منَ الكرماءِ

إذا أقبلَ الإنسانُ في الدهرِ صدقتْ ** أحاديثُهُ عنْ نفسهِ وهوَ كاذبُ

أبو تمام

ولوْ لمْ يكنْ في كفِّهِ غيرُ روحِهِ ** لجادَ بها فليتَّقِ اللهَ سائلُهُ

لسان الدين بن الخطيب – ابن زهر

جادَكَ الغيثُ إذا الغيثُ هَمَى ** يا زمانَ الوصلِ بالأندلسِ

لمْ يكنْ وصلكَ إلا حُلُمًا ** في الكرى أوْ خلسةَ المختلسِ

إذْ يقودُ الدهرُ أشتاتَ المُنى ** ينقلُ الخطوَ على ما ترسمُ

زُمرًا بينَ فرادى وثُنى ** مثلما يأوي الحجيجَ الموسمُ

والحيا قدْ خلَّلَ الروضَ سَنَا ** فثغورُ الزهرِ فيها تَبسمُ

وروى النعمانُ عنْ ماءِ السما ** كيفَ يروي مالكٌ عنْ أنسِ

فكساهُ الحسنُ ثوبًا مُعلَّمًا ** يزدهي فيهِ بأبْهى ملبسِ

في ليالٍ كتمتْ سرَّ الهوى ** بالدجى لولا شموسُ الغُرَرِ

مالَ نجمُ الكأسِ فيها وروى ** مستقيمَ السيرِ سعدُ الأثرِ

وطرٌ ما فيهِ منْ عيبٍ سوى ** أنَّهُ مرَّ كلمحِ البصرِ

حينَ لذَّ الأنسُ شيئًا أوكمَا ** هجمَ الصبحُ هجومَ الحرسِ

غارتِ الشهبُ بنا أوْ ربَّمَا ** أثَّرتْ فينا عيونُ النرجسِ

يا أهيلَ الحيِّ منْ وادي الغَضَا ** وبقلبي مسكنٌ أنتمْ بهِ

ضاقَ عنْ وجدي بكمْ رَحْبُ الفَضَا ** لا يُبالي شرقَهُ منْ غربِهِ

فأعيدوا عهدَ أنسٍ قدْ مضى ** تُعتقوا عبدَكمْ منْ كربِهِ

واتقوا اللهَ وأحيوا مُغرَمًا ** يتلاشى نفسًا في نفسِ

حبسَ القلبُ عليكمْ كرمًا ** أفتَرضونَ عناءَ الحبَسِ؟

أيُّ شيءٍ لامرئٍ قدْ خَلُصَا ** فيكونُ الروضُ قدْ مُكِّنَ فيـهِ

تنهبُ الأزهارُ فيهِ الفُرصَا ** أمنتْ منْ مكرهِ ما تتقيهِ

فإذا الماءُ تناجى والحصى ** وخلا كلُّ خليلٍ بأخيِهِ

تُبصرُ الوردَ غيورًا بَرِمَا ** يكتسي منْ غيظهِ ما يكتسي

وترى الآسَ لبيبًا فَهِمَا ** يسرقُ السمعَ بأذنيْ فَرَسِ

أحمد شوقي

وإذا وهبتَ بلغتَ بالجودِ المدى ** وفعلتَ ما لا يفعلُ الكرماءُ

وإذا رحمتَ فأنتَ أمٌّ أوْ أبٌ ** هذانِ في الدنيا هما الرُّحماءُ

اللهُ فوقَ الخلقِ فيها وحدَهُ ** والناسُ تحتَ لوائِها أكفَاءُ

والدينُ يُسرٌ والخلافةُ بيعــةٌ ** والأمرُ شورى والحقوقُ قضاءُ

الاشتراكيونَ أنتَ إمامهُم ** لولا دعاوى القومِ والغُلواءُ

داويتَ مُتئِدًا وداوَوْا طَفْرَةً ** وأخفُ منْ بعضِ الدواءِ الداءُ

والبِرُّ عندكَ ذمَّةٌ وفريضةٌ ** لا مِنَّةٌ ممنونةٌ وجِبَاءُ

جاءتْ فوحدتِ الزكاةَ سبيلَهُ ** حتى التقى الكرماءُ والبخلاءُ

أنصفتَ أهلَ الفقرِ منْ أهلِ الغنى ** فالكلُّ في حقِّ الحياةِ سواءُ

فلوْ أنَّ إنسانًا تخيَّرَ مِلَّةً ** ما اختارَ إلا دينكَ الفقراءُ

الأصمعي – غلامًا

يا فاطــرَ الخلقِ البديعِ وكافلًا ** رزقَ الجميعِ سحابُ جودِكَ هاطلُ

يا مُسبِغَ البِرِّ الجزيلِ ومُسبِلَ ** السِّترِ الجميلِ عميمَ طولِكَ طائلُ

يا عالمَ السرِّ الخفيِّ ومُنجزَ ** الوعــدِ الوفيِّ قضاءُ حكمِكَ عادلُ

جَلَتْ صفاتُكَ جَلَّ أنْ يُحصَى الثنـــــاءُ ** عليـــــكَ فيـــــها قائــــلُ

ربٌّ يُربِّي العالميـــن ببـــــــرِّهِ ** ونوالِهِ أبـــــــدًا إليهمْ واصِلُ

تعصيْهِ وهوَ يســوقُ نحــــــوكَ دائمًا ** ما لا تكـونُ لبعضِهِ تستاهلُ

يأتيكَ منْ ألطافِهِ الفَرَجُ الذي ** لم تحتسبْهُ وأنتَ عنهُ غافلُ

يا مُوجِدَ الأشياءِ مَنْ ألقى إلى ** أبوابِ غيرِكَ فهوَ غِرٌّ جاهلُ

أنا عبدُ سوءٍ آبقٌ كلٌّ على ** مـــــولاهُ أوزارُ الكبــــــائرِ حامِلُ

قدْ أثقلتْ ظهري الذنوبُ وسودتْ ** صحفي العيوبُ وسِترُ عفوِكَ شاملُ

ها قدْ أتيـــتُ وحُســنُ ظنِّي شــافعي ** ووســائلي ندمٌ ودمعٌ سائلُ

فإذا رضـــيتَ فكلُّ شيءٍ هـــــيِّنٌ ** وإذا أردتَ فكـــــلُّ شيءٍ حاصلُ

فاغفرْ لعبدِكَ ما مضى وارزقْهُ توفيقًا ** لِمــــا ترضـــى بفضلٍ كاملِ

وافعلْ بهِ ما أنتَ أهلٌ جميلُهُ ** والظنُّ كلَّ الظنِّ أنَّكَ فاعلُ

شاعر

الجودُ والغُولُ والعَنْقاءُ ثالثةٌ ** أسماءُ أشياءَ لمْ تُوجَدْ ولمْ تَكُنِ

شاعر

يجودُ علينا الخيِّرونَ بمالِهِمْ ** ونحـــنُ بمالِ الخيِّرينَ نجـــودُ

شاعر

إذا ما الجهلُ خيَّمَ في بلادٍ ** رأيتَ أسودَها مُسِختْ قُرودا

السموءل

سلي إنْ جهلتِ الناسَ عنَّا وعنهمُ ** فليسوا سواءً، عالمٌ وجهولُ

تُعيـــــرنا أنــــا قليـــلٌ عــديـــدُنا ** فقلتُ لها إنَّ الكرامَ قليلُ

وما ضرَّنا أنَّا قليـــلٌ، وجــــــارُنا ** عـزيزٌ وجــارُ الأكثرينَ ذليلُ

إذا المرءُ لم يدنَّسْ من اللؤمِ عرضَهُ ** فكلُّ رداءٍ يرتديهِ جميلُ

المعري

ولمَّا رأيتُ الجهلَ في الناسِ فاشيًا ** تجاهلتُ حتى قيلَ إنِّيَ جاهلُ

جهولٌ بالمناسكِ ليسَ يدري ** أغيًّا باتَ يفعلُ أمْ رشادًا

شاعر

إنَّ الجهولَ تضرُّني أخلاقُهُ ** ضررَ السُّعالِ لمن بهِ استسقاءُ

الإمام علي

وفي الجهلِ قبلَ الموتِ موتٌ لأهلهِ ** وأجسادُهم قبلَ القبورِ قُبورُ

وإن امرءًا لم يُحيِ بالعــــلمِ صدرَهُ ** فليسَ لهُ حتى النشورِ نشورُ

عبد الغني النابلسي

إيَّاكَ والجهلَ فارغبْ في إزالَتِهِ ** لا بُدَّ يعثرُ منْ في ظُلمةٍ ساري

العقاد

رُميتَ بالجهلِ فأنكرتَهُ ** وأنتَ إذْ تُنكرُهُ أجهلُ

أنتَ بما تجهلُهُ جاهلٌ ** هل يعلمُ الإنسانُ ما يجهلُ؟

م.ع. البغدادي

وتشخصُ أبصارُ الرِّعاعِ تعجُّبًا ** إليهِ وقالوا: إنَّهُ منك أعلمُ

متى يبلغُ البنيانُ يومًا تمامَهُ؟ ** إذا أنتَ تبنيهِ وغيركَ يهدِمُ

محمد بن وهيب

ولي فرسٌ للحـــــلمِ بالحلمِ مُلجَمٌ ** ولي فرسٌ للجهلِ بالجهلِ مُسْرَجُ

فمــــــنْ رامَ تقــــويمي فـــإني مُقوَّمٌ ** ومَنْ رامَ تعـــويجي فإني مُعوَّجُ

وما كنتُ أرضى الجهلَ خِدْنًا وصاحبًا ** ولكنَّني أرضى بهِ حين أُحْرَجُ

أبو العتاهية

وإنِّي ليثنيني عن الجهلِ والخنا ** وعنْ شتمِ أقوامٍ خلائقُ أربعُ

حيـاءٌ وإســــلامٌ وبُقيـــــا ** وأنَّني كريــمٌ، ومثلي قد يضرُّ وينفعُ

فشتَّانَ ما بيني وبينــــك إنـــني ** على كلِّ حالٍ أستقيمُ وتضلعُ

كعب بن زهير

إذا أنتَ لمْ تُقصِرْ عنِ الجهلِ والخنا ** أصبتَ حليمًا أوْ أصابكَ جاهلُ

فأصبحتَ إمَّا نالَ عرضكَ جاهـــــلٌ ** سفيهٌ، وإمَّا نلتَ مالًا تحاولُ

شاعر

كمْ عالمٍ عالمٍ أعيتْ مذاهبُهُ ** وجاهلٍ جاهلٍ تلقاهُ مرزوقا

هذا الذي تركَ الأحلامَ حائرةً ** وصيَّرَ العالِمَ النحريرَ زنديقًا

صالح عبد القدوس

لن يبلغَ الأعداءُ منْ جاهلٍ ** ما يبلغُ الجاهلُ منْ نفسِهِ

ابن كلثوم

ألا لا يجهلنْ أحدٌ علينا ** فنجهلَ فوقَ جهلِ الجاهلينا

المتنبي

ومنَ البليَّةِ عذلُ منْ لا يرعوي ** عنْ غيِّهِ، وخطابُ منْ لا يفهمُ

الخليل بن أحمد

لو كنتَ تعلمُ ما أقولُ عذرتَني ** أو كنتُ أجهلُ ما تقولُ عذلتُكَا

لكنْ جهلتَ مقالتـي فعذلتَني ** وعلمتُ أنَّكَ جاهــــلٌ فعذرتُكَ

شاعر

رُبَّ حلمٍ أضاعهُ عدمُ المالِ ** وجهلٍ غطَّى عليهِ النعيمُ

أحمد شوقي

رماكَ بطيشِهِ ورمى فرنسا ** أخو جهلٍ بهِ صلفٌ وحمقُ

نصر بن شميل

وإذا بُليتُ بجاهلٍ متحكِّمٍ ** يجدُ المحالَ منَ الأمورِ صوابا

أوليتُهُ منِّي السُّكوتَ، وربَّما ** كانَ السُّكوتُ عنِ الجوابِ جوابا

البردوني

يا ابنَ أمي، أنــــا وأنتَ ســــــواء ** وكلانا غبـــــــاوةٌ وفسولـــة

أنتَ مثـــلي مغفَّلٌ تتـــــلقى ** كلَّ أكـــــذوبةٍ بكلِّ سهـــــولة

فتسمِّي بُخلَ الرجالِ اقتصـــــادًا ** والبراءاتِ غفلــــــةً وطفولـة

وتسمِّي شراسةَ الوحشِ طغيانًا ** ووحشيةَ الرجالِ بطــــــــولـة

وتقولُ: الجبانُ في الأرضِ أنثى ** ووفيرُ الشرورِ وافي الرجولة

تزعمُ الانتقامَ حزمًا وعزمًا ** وشُرُوبَ النجيعِ حِرَّ الفحـــولة

لا تلمني فلمْ ألُمـكَ، لماذا؟ ** يحسُنُ الجهلُ في بلادِ الجهولة

المتنبي

جُهدُ الصبابةِ أن أكونَ كما ترى ** عينٌ مُسهدةٌ وقلبٌ يخفقُ

الحلاج

يا كـــلَّ كـــــــلي وأهلي ** عند انقطاعي وذلِّي

مالي سوى الروحِ خُذْها ** والروحُ جُهدُ المُقِلِّ

حافظ إبراهيم

شمِّرْ وكافحْ في الحياةِ فهــــــذهِ ** دُنيـــاكَ دارُ تنــــاحُرٍ وكفــــاحِ

وانهَلْ مع النُّهالِ منْ عذبِ الحيا ** فإذا رقى فامتَحْ مع المتـَّـــــــاحِ

وإذا ألحَّ عليكَ خطبٌ لا تهــــــنْ ** واضربْ على الإلحاحِ بالإلحاحِ

وخُضِ الحياةَ وإنْ تلاطمَ موجُها ** خوضَ البحارِ رياضةَ السبَّاحِ

واجعلْ عيانكَ قبلَ خطوكَ رائــدًا ** لا تحسبنَّ الغُمرَ كالضَّحضاحِ

وإذا اجتوتكَ محلَّةٌ وتنكــــــرتْ ** لكَ فاعدُها وانزحْ مع النــــزاحِ

في البحرِ لا تثنيكَ نارُ بــــوارجٍ ** في البرِّ لا يُلويكَ غابُ رمــــاحِ

شاعر

وما نيلُ المطالبِ بالتمـنِّي ** ولكنْ ألقِ دَلوكَ في الدِّلاءِ

تجيئكَ بمائِها طورًا وطَورًا ** تجيئــكَ بحَمأةٍ وقليلِ مــاءِ

أحمد شوقي

وما نيــــــلُ المطالبِ بالتمنِّي ** ولكنْ تؤخذُ الدنيا غلابا

وما استعصى على قومٍ منالٌ ** إذا الإقدامُ كانَ لهم ركابا

والجهدُ مُؤْتٍ في الحياةِ ثمارَهُ ** والجهـــدُ بعدَ الموتِ غيرُ مُضاعِ

والجبنُ في قــلمِ البليغِ نظيرُهُ ** في السيفِ منقصةٌ وسوءُ سماعِ

أبو العطاء السندي

وما يُدركُ الحاجاتِ من حيثُ تُبتَغَى ** من القومِ إلا من أعدَّ وشمَّرا

عمرو بن معدي كرب

إذا لمْ تستطعْ شيئًا فدعْهُ ** وجاوزهُ إلى ما تستطيعُ

مسعود سماحة

وقائلةٍ: خَلِّ الهمـــومَ ولا تقفْ ** بوجــــه مُجِدٍّ أوْ بوجـــهٍ مُزاحِمِ

فقلتُ: إذا ضيَّعتُ همِّي وهمَّتي ** فما الفرقُ ما بيني وبينَ البهائمِ؟

التعليقات

موقع د.عبد الكريم الشويطر

تم تصميم الموقع لغرض الاحتفاظ والتوثيق لكافة أعمال د.عبدالكريم الشويطر

معلومات

صنعاء-إب

1971

راسلنا عبر:

mohammednajibalkainae@gmail.com

تاريخ التطوير

2025

جميع الحقوق محفوظة@

أضف تعليق