وجهة نظر في الحلول والإتحاد
لغتنا العربية هي بلا شك لغة الكمال، وهي اللغة التامة على حد قول المستشرقين. بل هي في نظري كائن حي، والحروف ما هي إلا رموز شخصيات وقاموس مشاعر وأحاسيس، ولكل حرف وظيفة ومدلول خارج نطاق استخدامه. كما أنها مرايا تعكس العديد من الانفعالات وتعبر عن الوجدان عند استخدامها كالمرايا التي تنبعث من وراء السطور، وهي مدخل إلى علم النفس والتحليل النفسي عندما ندأب على تحليلها أو تلقيها من فم المتكلم بها. بل إنها أحيانًا هي التي تسير المتحدث وتقوده إلى قول ما تريد هي، لا إلى ما يريد أو يظن أو يتوقع. وفي هذا يقال إن الشخص أصبح في حالة اتحاد باللغة أو تمازج بها.
واللغة العربية قابلة للاندماج بالشخص والاتحاد به. والذين قالوا بالحلول والاتحاد بالغيبيات إنما اتخذوا اللغة وانصهروا بها، فأصبحوا حروفًا متحركة أو رموزًا لغوية لها القدرة على الكشف والتأمل والتخاطر وحتى النبوءة على حد قولهم. أو قول الشعر الذي خلده الزمان. ورغم أن الكلام العادي هو اقتطاع جزئي لبعض المفردات للتعبير عما نريد أو لا نريد، فإن النص اللغوي مع ذلك يحمل في طياته الكثير والكثير من الأسرار عند إعادة النظر فيما نقول أو قلناه. ويصح هنا الغوص إلى أعماق شخصية المتكلم واعتبار حروفه وجمله وسيلة من وسائل التشخيص والتحليل النفسي من قبل المختصين.
د.عبد الكريم الشويطر
تم تصميم الموقع لغرض الاحتفاظ والتوثيق لكافة أعمال د.عبدالكريم الشويطر
معلومات
صنعاء-إب
1971
راسلنا عبر:
mohammednajibalkainae@gmail.com
تاريخ التطوير
2025
جميع الحقوق محفوظة@