الفتنة
من خلال استقراء الآيات التي وردت في القرآن الكريم، والبالغة حوالي 60 موضعًا، يمكننا استنتاج العديد من المعاني المهمة. من أبرز هذه المعاني هو التفريق بين أنبياء الله المرسلين والناس العاديين. فالأمر الذي كان يدركه الأنبياء منذ البداية—وربما حتى قبل نزول الوحي عليهم—هو أن كل ما في هذه الدنيا إنما هو فتنة من الله للناس، ليُمحص الذين آمنوا.
لذلك، هيأ الأنبياء أنفسهم منذ البداية لاستقبال الوحي الإلهي، وكانوا خير حملة لنقل هذه التعاليم السماوية التي غيرت وجه البشرية. فالحياة فتنة، والموت فتنة، وكذلك الخير والشر فتنة. وكل متاع الدنيا ومغرياتها فتن صريحة. لو نظر الإنسان إلى هذه الفتن بهذه النظرة أو تروى قليلاً قبل الإقبال عليها، لكان من السهل عليه تعديل سلوكه بشكل ملحوظ، مما يعود عليه بالنفع ويجنبه الخسارة. وبذلك، يستطيع أن يبني شخصيته بشكل سليم ومتواصل، يتماشى مع سنه ومركزه الاجتماعي.
هذه النظرة تساعد الإنسان على أن يكون أكثر وعيًا ويعيش حياة مليئة بالتركيز على الأهداف الكبرى، بعيدًا عن الانجراف وراء الفتن والمغريات التي قد تشتت مسيرته.
د.عبد الكريم الشويطر
تم تصميم الموقع لغرض الاحتفاظ والتوثيق لكافة أعمال د.عبدالكريم الشويطر
معلومات
صنعاء-إب
1971
راسلنا عبر:
mohammednajibalkainae@gmail.com
تاريخ التطوير
2025
جميع الحقوق محفوظة@