فترة المراهقة

فترة المراهقة هي مرحلة معروفة ومفهومة لدى الجميع، ولكنها تختلف في تفسيرها وتعامل المجتمع معها بين الثقافات المختلفة. في عالمنا العربي، يُنظر إلى هذه المرحلة بتأثيرات تربية دينية وأخلاقية تمثل حاجزًا يحمي الشاب أو الشابة من الانجراف في سلوكيات قد تكون ضارة. هذا الوعي يخفف من حدة المشاكل النفسية والتوترات الناتجة عن التغيرات البيولوجية في تلك المرحلة.

على عكس الثقافات الغربية، حيث قد يُنظر إلى المراهقة كمجرد فترة تمرد وتمرّد على القيم التقليدية، فإن في ثقافتنا العربية الإسلامية يتم تمويل فهم المراهقة بمعايير تربوية ودينية تتسم بالاحترام والالتزام بالقيم الأسرية والدينية. فالشباب في مجتمعاتنا العربية يتلقون تعليمًا يركز على البر بالوالدين، الالتزام بالصلوات، واجتناب الحرام، وهي أمور تلعب دورًا كبيرًا في تثبيت قيم السلوك المستقيم وتهدئة توترات هذه المرحلة.

ومع ذلك، في بعض الحالات قد تؤدي التربية العنيفة أو غياب الثقة بالنفس إلى تمدد فترة التوتر النفسي والتأثيرات السلبية على شخصية الشاب. بالإضافة إلى ذلك، إن عدم التنسيق بين التربية المجتمعية والمناهج التعليمية قد يؤدي إلى خلل في فهم هذا الصراع الداخلي. وعلى الرغم من وجود دراسات نفسية واجتماعية في العالم المتقدم، إلا أن التفاعل مع هذه الدراسات يجب أن يكون بحذر وانتقاء، دون التأثير على الهوية الثقافية والدينية للمجتمع العربي، خصوصًا في ظل الضغوط الإعلامية المستمرة التي تستهدف الأخلاق والقيم.

المهم في النهاية هو الحفاظ على توازن بين التأثيرات الخارجية والداخلية لضمان نشأة شاب سوي، قادر على التعامل مع تحديات مرحلة المراهقة بشكل حكيم وملتزم.


د.عبد الكريم الشويطر

28/11/2014م

موقع د.عبد الكريم الشويطر

تم تصميم الموقع لغرض الاحتفاظ والتوثيق لكافة أعمال د.عبدالكريم الشويطر

معلومات

صنعاء-إب

1971

راسلنا عبر:

mohammednajibalkainae@gmail.com

تاريخ التطوير

2025

جميع الحقوق محفوظة@