بحث

إستعمار المستقبل

ما يحدث في العديد من الأراضي العربية، وبالأخص تلك التي مرّت بتطورات ما يُسمى “الربيع العربي”، يعكس سيطرة الإعلام العالمي والمحلي في تصوير تلك الصراعات على أنها دينية أو طائفية أو حتى إرهابية، مثلما يُروّج لصراع سني-شيعي أو لنشاطات جماعات مثل “القاعدة” و”داعش”. غالبًا ما يكون هذا التصوير مدعومًا بأغراض سياسية وتجارية تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وتقسيم المنطقة.

تُعتبر هذه المشاريع جزءًا من ما يُسمى “الشرق الأوسط الجديد”، الذي يسعى إلى تشويه صورة الإسلام في أذهان المسلمين وفي نظر العالم، مستغلًا الإعلام كمحور رئيسي في تلك الحملة. ولكن وراء هذه التحركات تكمن أهداف أوسع، مثل السيطرة على مصادر الطاقة وثروات الأمة. على هذا النحو، نرى أنه ليس مجرد استعمار حالي، بل هو مشروع استعمار للمستقبل يهدف إلى الهيمنة على المنطقة من خلال تفكيكها وتغيير هويتها الثقافية والسياسية.

م4/8/2014

د.عبد الكريم الشويطر