تلخيص كتاب منهجية القرآن المعرفية

ما فهمته من كتاب منهجية القرآن المعرفية للكاتب السوداني محمد أبو القاسم حاج حمد، الذي أحدث ضجة في الأوساط الفكرية والعلمية، ويمكن تلخيصه بالنقاط التالية:

  1. المنهجية هي الناظم الكلي الشمولي لأشكال الفكر والوعي والمعرفة، وقد تأتي برد الكثرة إلى الوحدة (التفكيك) أو العكس (التركيب) عن طريق العقل، والعلوم، والوعي، والإدراك وطرقها المختلفة.
  2. الحضارة الآن في الطور العقلي الثالث (الوحدة العضوية لمنهج العلوم التطبيقية) بعد المرحلة العقلية الأولى، وهي مرحلة الإحياء، التي قامت على عبادة قوى الطبيعة والأساطير وتقديم القرابين كتعبير عن رد الجميل لتلك القوى التي أوجدت للإنسان كل تلك النعم على الأرض، وإرضاء لها خشية من العقوبة (خوفًا وطمعًا). بعدها المرحلة العقلية والفلسفية الثانية (التثنية) التي قامت على جدلية التضاد والافتراق وصراع الخير والشر.
  3. نحن هنا أمام أزمة حضارة منهجية تعجز عن كشف القوانين المبدئية الكلية لخلق الكون، أي العلاقة بين النفس والكون وهي علاقة عضوية مادية بقانون التشيؤ. وكذا علاقة الخلق بالحق.
  4. الوعي أصلاً هو الذي يكيف الحياة، أما إذا كانت الحياة هي التي تكيف الوعي، فهذه هي الإيديولوجيا.
  5. نحن في أزمة فكر ديني ناتج عن قصور في فهم النص القرآني ودلالاته المنهجية، بصفته الوعي المعادل للوجود وحركته، وبسبب النصوص الفقهية التي دخلت عليها الكثير من الإسرائيليات والتصورات التوراتية مما أدى إلى: مأزق ديني حضاري، عدم فهم الفرق بين المنهج والشرعة، استلاب لاهوتي جزئي كما حصل في الغرب المسيحي، إيديولوجيا دينية أحدثت تعارضًا بين المنهج القرآني والعلوم التطبيقية الإنسانية، عدم فهم قوانين الخلق والتشيؤ، الخلق والحق، الوحي والنبوة، الاصطفاء التاريخي والرسالة الخاتمة، عدم فهم الفرق بين المحرم والمقدس، الغائية والجدلية التاريخية، النفس والروح، النفس والكون، والنظرية والتطبيق، التنزيل والفرقان، الغنوصية والعرفانية، وفلسفة العلوم الطبيعية القائمة على التضاد والافتراق من جهة، وقوانين الوجود الطبيعي القائمة على التآلف من جهة أخرى. عدم فهم المصطلح والدلالة، والاستخدام الإلهي للغة التي تجعل المفردة تنسحب على كل المواضع، والاستخدام الإنساني لنفس اللغة.
  6. مراتب المعرفة الثلاثة: – عالم المشيئة، عالم الإرادة، عالم الأمر – وتفرعاتها الإحدى عشر. الله هو (عالم المشيئة، عالم الإرادة، عالم الأمر). جدلية الثنائية: الخلق والخالق في إطار التأليف بين القراءتين (المشيئة)، في إطار التوحيد بين القراءتين (الإرادة)، في إطار الدمج بين القراءتين (الأمر). تفرعات المعرفة الإحدى عشر هي مراتب متداخلة من الأدنى إلى الأعلى، لا يوجد تضاد وصراع في الوجود، بل تآلف وتوازن. ولا توجد عوالم طبيعية وعوالم ما وراء الطبيعية، مفهوم المكان متفرع من المشيئة، والزمن متفرع من المكان-الإرادة. والقرآن وحده يطابق في منهجيته البناء الكوني (يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا). قراءة الدمج بين القراءتين مهيمنة، وقراءة التأليف مهيئة للعلم والبحث. الغيب نوعان: مطلق (لا يعلمها إلا هو) وعام (يعلم ما في البر والبحر).
  7. المفهوم الإسلامي للجدلية، والصيرورة والتطور: – تفكيكًا وتركيبًا – محكومة بجدلية غائية محكومة لحظتها بصيرورة غائية وتطويرية غائية. فليست مادية ولا مثالية، لأنها ترتبط بمنهجية التشيؤ العلمية الوظيفية، المرتبطة بمنهجية الخلق، وهي جدلية ذات مراتب توحيدية وتأليفية، وإدماجية، بحسب العلاقة مع الله (عالم المشيئة، عالم الإرادة، عالم الأمر). والمنهجية الإسلامية تنطلق من وحدة الكون والإنسان معًا.
  8. وأخيرًا، أسلمة المعرفة (بمعنى التسليم وليس الإسلام السياسي) هي منهج معرفي في مقابل المادية والوضعية واللاهوتية، لأن مصدرها القرآن بوصفه الوعي المعادل للوجود وحركته. فموقع كل حرف فيه معادل لمواقع النجوم وليس مجرد بلاغة. كما أن عدم التمييز بين مراتب المعرفة يؤدي إلى فوضى فكرية وينذر بانهيار الحضارة. (التدليل على ذلك كله بآيات من القرآن الكريم الذي تم ترتيب آياته وحيًا، حيث لم يبدأ بكلمة “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ” لينتهي بـ “اليوم أكملت لكم دينكم”، مما يضيف إعجازًا فكريًا وعلميًا إلى ما عرف عنه من إعجاز.)

7-4-2013م

د.عبد الكريم الشويطر

موقع د.عبد الكريم الشويطر

تم تصميم الموقع لغرض الاحتفاظ والتوثيق لكافة أعمال د.عبدالكريم الشويطر

معلومات

صنعاء-إب

1971

راسلنا عبر:

mohammednajibalkainae@gmail.com

تاريخ التطوير

2025

جميع الحقوق محفوظة@