الفيس بوك كما فهمته

دخل الفيس بوك حياة الناس بعد سلسلة جهود عبقرية، بغرض تسهيل تواصل الناس وتعارفهم وتحقيق مصالحهم بأيسر وسيلة ممكنة، إذاً فهو وسيلة جادة أكثر منها هزلية، ووسيلة ثقافية اقتصادية أكثر منها ترفيهية. وما حدث في الساحة العربية في العام المنصرم، وهذا الانتشار الواسع، إلا تأكيدٌ لذلك. ولعل كثيرًا من الشباب يفهمون ذلك ويجعلون منه وسيلة حقيقية للتواصل ومصدرًا للحكمة التي هي ضالة المؤمن، وميدانًا للتنافس الإيجابي الذي ينمي قدرات المرء ويجعله على اطلاع بما يحصل حوله في العالم أجمع وهو في خلوته الخاصة. نعرف جميعًا أن أهميته زادت بعد أن توسعت المدن وتباعدت المسافات، وازدادت عجلة الوقت سرعة وحرجًا، وأصبح العالم قرية كما يقولون، يتأثر ويؤثر في نفس اللحظة على بعضه البعض. بناءً على ذلك، أهيب بشبابنا المتطلع الواعي المتفاعل بالاستفادة من هذه النافذة البالغة الأهمية، وعدم إهدار وقتهم في تواصلات حوارية وإنشائية وإخبارية لا تطور من رصيدهم الثقافي والعلمي، ولا تنمي قدراتهم الإبداعية، ولا تعود عليهم بالفائدة المرجوة. ولا شك أن الغالبية يعرفون ذلك تمامًا، وما أريدُ بهذا إلا التذكير والتواصي، والسلام عليكم.

د.عبد الكريم الشويطر