أحداث غزة ومرحلة الفرز والإفتراق
لا شك أن العدوان الهمجي البربري الصهيوني الغادر على قطاع غزة في مطلع عام 2009م قد زعزع النفوس جميعًا من الداخل كما لم تفعله أي أحداث أخرى في تاريخنا المعاصر. لم يزعزع الحكومات والشارع العربي والضمائر الإنسانية فقط، بل تعدى ذلك إلى شخصية الفرد الذاتية وجعلها تعيد حسابها مرة أخرى في جميع ما اكتسبته من ثقافة وأساليب حياة ورؤية مستقبلية. بل وجعل كل فرد يعيد النظر مرة أخرى في ذاته وهويته وأناه الأعلى.
الأمر الذي جعلنا ننظر إلى كل ما حولنا من ولاءات وانتماءات وأيديولوجيات بشيء من الافتراق والمغايرة. فكما حدث انقسام في المواقف السياسية، فكذلك قد شهدنا افتراقًا وتميزًا حتى في المسألة الإيمانية والعقدية. وقد كان واضحًا وعلى الفور منذ بداية الهجوم تشكيل المواقف التي تبدت وكأننا نراها لأول مرة، والتي تحمل هذا التناقض العربي الذي ظل مستورًا ويحمل في باطنه الأجنحة الثلاثة: اليسار واليمين والوسط، أو بعبارة أخرى: الكفر والنفاق والإيمان.لم يكن ذلك في المستوى العقدي فقط بل وشمل ذلك تقريباً كل نشاطات الحياة الأدبية والثقافية وتبينت الهوية العولمية إذا صح .التعبير من الهوية الوطنية والقومية والعروبية
لقد أتاحت لنا هذه الأحداث أن نرى إلى أي حد قد توغلت النزعة العولمية وتصدرت المشهد وكأنها هي المنقذ الوحيد والإنعتاق الكفيل بتغيير حياتنا والنهوض بالوطن للحاق بالركب العالمي المتحضر.
النموذج الفريد للكمال فمثلما جعلت قصيدة النثر والشعر الموغل في الرمز وشقلبة المعاني وجلد الذات وصار ذلك يطغى ويروج له في جميع المحافل الأدبية وبالرغم من عدم استساغته حتى من قائليه فهذا يدلنا الى أي حد توغل فينا فأس الهدم حتى أراد حتى ان يطمس هويتنا الشاعرية والتي هي احد اجنحة هويتنا العرية المستقلة إدراكاً من الخصوم أن ثقاة العرب وهويتهم الثقافية وقيمهم إنما تختزن في هذا الأشعار العظيمة التي تركها لنا الرواد الأوائل والذين جعلوا من الشعر ديوان العرب وهويته الثقافية الأصيلة.
وقس على ذلك بقية المجالات التي اعتنقناها جميعاً بدون أدنى روية أو تمحيص.
د.عبد الكريم الشويطر
تم تصميم الموقع لغرض الاحتفاظ والتوثيق لكافة أعمال د.عبدالكريم الشويطر
معلومات
صنعاء-إب
1971
راسلنا عبر:
mohammednajibalkainae@gmail.com
تاريخ التطوير
2025
جميع الحقوق محفوظة@