الفقيد يحيى أحمد الشعيبي

وُلد في قرية طَبِيع في سفح حصن حب الأشم ببُعدان عام 1948م.
ينحدر من أسرة عريقة اشتغلت بالعلوم الدينية والفقهية والتدريس والقضاء، حيث تلقى علومه الأولية.
توجه صبيحة الثورة المجيدة السبتمبرية 1962م إلى مدينة إب حيث التحق معنا بالمدرسة الابتدائية (صف رابع ابتدائي – طلائع التعليم الأولى في إب) على يد تلك النخبة من المدرسين العلماء المصريين، ومن ثم انتقلنا مباشرة إلى الصف السادس وخضنا الامتحانات الرسمية على مستوى الجمهورية لأول مرة، واستمررنا حتى الثانوية العامة.
منذ اللحظات الأولى للثورة، عرف بالجد والاجتهاد مع زملائه الثلاثة عشر، الذين كانوا الرواد الأوائل للتعليم الأساسي الرسمي، ومع جميع شباب المنطقة الثائر. عرف بالوطنية والوعي الثوري والمشاركة في جميع الفعاليات الشبابية الثورية في كافة المجالات، مثل التوعية والحلقات الثقافية والفنية. بل وكان يرحمه الله من المؤسسين للمسرح المدرسي ولتنظيم الجيش الشعبي، ومن النشطاء الذين ساهموا في دعم ثورة 14 أكتوبر في الجنوب، ومن أعضاء الإمداد العسكري وتوزيع المنشورات ونقل المعلومات، وعضوًا في التوعية الجماهيرية، وغير ذلك من الأنشطة التي صاحبت ذلك الزخم الثوري المجيد. ويعود ذلك إلى كونه الأرشد منا، وإلى ما اختزنه من أفراد أسرته البارزين من أمثال الرائد محمد الشعيبي وأدائهم الوطني المشرف.
يُعتبر يحيى الشعيبي مؤسسًا ورائدًا من رواد الحركة الكشفية، بل وكان حامل العلم الوطني الذي حفظه في قلبه وحدقات عينيه.
كان من المؤسسين للمسرح المدرسي ونجماً لامعًا فيه، ومن الحرس الشبابي في المدينة أثناء الأزمات التي صاحبت أحداث عام 1967م تحت رعاية المرحوم المناضل سعيد هزاع قائد اللواء آنذاك.
يُعتبر الزميل الراحل يحيى الشعيبي من المؤسسين للاتحاد الطلابي في إب وعضوًا نشيطًا فيه. وما البرقية التي نشرناها والموجهة للمشير السلال، رئيس الجمهورية باسم شباب الاتحاد الطلابي، إلا دليل على ذلك.
كان من المشاركين في تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب وعضوًا فاعلًا غير مدوّن، وصديقًا ملازمًا للمرحوم الأستاذ المعلم محمد علي الربادي حتى آخر أيامه.
لم نعرف شخصًا أكثر التزامًا في حياته العملية منه. فقد كانت له شخصية متميزة تقوم على البساطة ونكران الذات، والوفاء والحب لكل أفراد المجتمع على السواء. لم يكن ثرثارًا بين الناس، بل له فلسفته الخاصة، وبعبارات بسيطة كان يعرف كيف يوجهها وأين ومع من. حظي باحترام الجميع واستطاع بعقليته الانتقادية اللاذعة التي لا تخلو من روح الدعابة والسخرية، والتي كانت إحدى سماته الشخصية، استطاع بذلك كله الإقناع والتأثير وتعديل العديد من المواقف بسهولة ويسر.
عندما التحق بالسلك الوظيفي في المحافظة وأصبح مسؤولًا عن إدارة التخطيط والتفتيش والمتابعة، كان نموذجًا للمراقب والمشرف الميداني الحريص. وقد بذل في هذا العمل قصارى جهوده واستمر فيه إلى نهاية عمره الوظيفي والتقاعد.
هذا كله من جانب، ومن جانب آخر فقد كرس حياته لبناء أسرة كاملة الوعي محبة للوطن ومخلصة في أداء واجباتها. خرج منها العديد من الأحفاد النجباء والصالحين. نسأل الله لهم التوفيق والنجاح، وللمرحوم المغفرة والرضوان.

د.عبد الكريم الشويطر

موقع د.عبد الكريم الشويطر

تم تصميم الموقع لغرض الاحتفاظ والتوثيق لكافة أعمال د.عبدالكريم الشويطر

معلومات

صنعاء-إب

1971

راسلنا عبر:

mohammednajibalkainae@gmail.com

تاريخ التطوير

2025

جميع الحقوق محفوظة@

أضف تعليق