تقديم واطلالة وقراءة نقديد للأستاذ الكبير رائد التنوير حسن الدولة حفظه الله.
إطلالة خاطفة على ديواني: (“هلال الغربة” و “رحيل في أبعاد الأبجدية” )
للطبيب الشاعر د/ عبدالكريم الشويطر
بقلم : حسن حمود الدولة
18 ديسمبر 2021م
استهلال
بطاقة تعريف بالشاعر الطبيب الدكتور عبدالكريم الشويطر: ولد عام 1950م في مدينة إب وتربى ونشأ في بيت علم وأدب حصل على بكالوريوس الطب عام 1978م من
جامعة براغ بتشيكوسلوفاكيا ، عمل رئيسا للأطباء ورئيسا لقسم الباطنية في مستشفى ناصر بأب ومستشفى الثورة العام بصنعاء، وعمل مديرا عاما لمكتب وزارة الصحة بمحافظة وساهم في بناء العديد من المنشئات الصحية، ومن هواياته الرسم ومهارات الخط العربي، وكتابة الشعر، ..
وقد دفع ديوانيه إلى المطبعة : ” هلال الغربة” و ” رحيل في أبعاد الأبجدية ” عام 2020م ولم يتسلمها إلا بعد عام تقريبا قال الناشر عن الشاعر بأنه: (حرص على اتخاذ موقف خاص في الكتابة واتخاذ لغة شعر تتوسط القديم والحديث واختار لذلك مجزوء الموشح كمدخل، ثم اصل تجربته الشعرية بشكل انفرادي).
وغني عن البيان بأن القليل ممن اتخذ مهنة الأدب كهواية بالإضافة إلى مهنته الأصل واستطاع ان يجيد في كليهما، ومنهم شاعرنا الدكتور الشويطر ، فهو ماهر في مهنة الطب، وشاعر مجيد يذكرنا بالدكتور ابراهيم ناجي الذي جمع بين الفنين، وعندما تساءل الناس كيف تسنى له الجمع بين مهنتي الطب والأدب رد قائلا:
الناس تسأل.. والهواجس جمة / طب وشعر كيف يتفقان
الشعر مرحمة النفوس وسره / هبة للسماء ومنحة الديان
والطب مرحمة الجسوم ونبعه / من ذلك الفيض العلي الشأن
وهذا الرد من الدكتور ابراهيم ناجي ينطبق ايضا على الدكتور عبد الكريم الشويطر تماما وقد خطرت تلك الابيات وانا اتصفح الديوانين : ” هلال الغربة ” الذي يحتوي على (79) نصا موزعة بين شعر العمود والتفعيلة في عدد (305) صفحات من القطع المتوسط،، والديوان الموسوم ب: ” رحيل في أبعاد الابجدية” والذي يحتوي على (80) نصا موزعة في (224) صفحة من القطع المتوسط أيضا وقد اذهلني ترتيب قصائد الديوان الاخير على الحروف الأبجدية مع ان بعض الحروف يختص بأكثر من قصيدة ومن خلال قراءة الديوان يتبين أننا امام شاعر كبير .
وبما ان بداية الولوج لأي ديوان يتم من عتبته وهي العنوان، وديوان: (هلال الغربة) يدلنا على مضمون الديوان حيث ان معظم القصائد هي أنات ومعاناة من الغربة والاغتراب فغربة شاعرنا هي غربة المبدعين الرساليين الذين يتجاوزون الواقع بطموحاتهم فيصبحون غرباء في مجتمعاتهم وهم الذي عناهم الاثر الشريف ب: (طوبى للغرباء) ولذلك جعل من لفظة الهلال بشارة لتلك الغربة المحببة التي هلت عليه..
وهذه الغربة تردّد عند كثيرٍ من الشُّعراء على مَدار التَّاريخ ، كلَّما ارتحل الشاعر عن أرضه، ووطنه، أو كلّما حلَّت نكبةٌ، أو وقعَتْ واقعةٌ يَشْعر فيها الشَّاعر بالوحشة، والغُربة، والحزن، فينظم شِعرِه مُصوِرا حاله، أو حال أمتِه إبَّان هذه المناسبة، أو ذلك الموقف..
ومثل الطبيب الشاعر الدكتور عبدالكريم الشويطر هناك الكثير من شعراء العصر الحديث كانت الغربة حاضرة في شعرهم، كنزار قبانيّ، والبياتيّ، وحاوي، وطوقان، وعبدالله حمران والبردوني والمقالح وغيرهم الكثير منهم من عبّر عن الغربة النفسيّة والمادّيّة التي كانت تلازمه في سنين حياته، حتّى صار الكلام عن الغربة، والاغتراب خطٌّ أصيل في خطوط الشعر العربيّ وأغراضه المتعدّدة عبر كلّ العصور، لكن غربة شاعرنا الشويطر جمعت بين غربتي المكان والزمان.
فيقول في غربة الزمان:
فقالت دع الأيام تمضي برسلها / فهذا زمان أنت فيه غريب
وفي غربة المكان يقول:
وطن صحبت به الشبيبة والصبا / وصحبت فيه هدايتي وضلالي
ورأيت من حملوه في أعناقهم / ورأيت من وضعوه في الأوحال
فرفعت من خدموه أعلى هامتي / ووضعت من خذلوه تحت نعالي
وقد عبر الشاعر عن الحنين إلى الوطن، والأمّ، والحبيبة والولد في اغلب قصائد الديوانين وهي نفسها عين موضوعات الشعر العربيّ لدى الشعراء الذين عبّروا عن غربتهم علّهم يلقون وصالاً منشودًا، أو يلفظون من صدورهم زفرات حرّى تخرج معها لهيب الشوق واللوعة لتغيير مجتمعاتهم، فكان شعر شاعرنا الشويطر مرآة نفسه التي تعبّر عن واقعه وبيئته.
ولأنّ الغربة رفيقة شاعرنا الدكتور عبدالكريم الشويطر فقد ظلّت موضوعًا لازم قصائد (هلال الغربة) بخاصة سواء وهو يخاطب مدينته المفضلة إب الغناء : (إب التي في خاطري فرح / وقصة عاشق / وقصيدة كتبت بذاكرة الحقول) أو وهو يخاطب ولديه “تميم” : (عندما كنت صغيرا … يا تميم / كان وجهي مثل وجهك / كان قلبي مثل قلبك …) و”بشار” : ( ويوم تجر الشمس فيه ذيولها / عليه فيزهو مشرق ومغيب / تخلله فيض من المزن هاطل/ وقطر بأعناق الجبال صبيب) أو بنتيه “إيناس”: (إيناس القلب / وهمس حديقتنا الصغرى / لازالت بعيني طفلة احلامي قمر الأبناء) و “سناء” : (سناء كانت وحدها قصيدة !/ مطلعها، موضوعها، ختامها / اصدق ما جاء به الشاعر من اشعار ..)
وفي كل قصائد الديوانين يلمس القارئ بأنه أمام شاعر من فحول الشعراء، شاعر يمتلك مهارة احترافية في خلق العبارة الشعرية الدالة ، أكتسبها من الخبرة الطويلة وممارسته لهواية كتابة الشعر منذ مرحلة الشباب انها تجربة تجاوزت عقود من الزمن , في الانغمار في الصياغة الشعرية . واساليب فنيتها وتقنيتها المتطورة . في الصياغة الفنية والشعرية , المحملة بالرؤية التعبيرية الدالة . يمتلك الشاعر عبدالكريم الشويطر مهارة وممارسة في سكب الحرف الشعري في قوالب تملك الايحاء والمغزى والاشارة البليغة في المعنى.
انه يجعل القصيدة كتنفس داخلي من ركام الهموم المكدسة في الضلوع ومشاعر الوجدان . لذلك يدخلنا مباشرة في مرارة الغربة والمنافي , التي تجعل الاغتراب معلقاً بين السماء والارض. فهو يطوف برحاله متنقلا بين محطات الغربة , ويخوض الصراع الحياتي بشكل متواصل . لهذا فأن قصائده تأتي انعكاسا لمعاناته المريرة في الغربة والاغتراب.
حتى وهو يتغزل في مدينته فإن صوت الامل مذبوح بنشيج الاحزان , تأخذه السنين الحالمة لمدينته المفضلة التي تتمرجح في هوى الايام العذبة والصافية , في قصيدة الهمسة الأولى (إلى إب ..مدينة الهموم والمطر) يصفها قائلا : (سماؤك نهر بكف القدر / وارضك حصن الشذا والمطر/ رداؤك زهر وفرشك عشب / ودارك تاج بديع النظر) ثم فجأة يتحول ذلك الجمال إلى احزان فيقول: ( أعيش وحزني لحزني رفيق / وهمي لهمي هو المنتظر/ فمن يشتري الآن مني التراب / ومسقط رأسي ومهد الصغر ..)
لا بد للناقد الأدبي من منهج ينطلق منه، دون أن يكون مقيدًا به حتى لا يقع في خطأ قراءة منحازة ذاتية فيفقد مصداقيته. ومن هذا المنطلق، رأيت ألاّ أخوض في مغامرة نقدية شاملة لديواني ” هلال الغربة” و “ورحيل في أبعاد الأبجدية ” لأن الديوانين بهذا الزخم من الأبداع يحتاجان إلى قراءة نقدية من قبل ناقد ادبي ملم بأدوات النقد الادبي وبضاعة كاتب هذه السطور في هذا الفن مزجاة، فلذلك أقتصرت على مجرد اطلالة على بعض قصائد الديوانين دون تخطيط مسبق، وليعذرني صديقي الطبيب الشاعر الدكتور عبدالكريم إذا كنت مقصرا او انني لم اف الديوانين حقهما من العرض والقراءة.
وغني عن البيان إن ما يميز كتابة الشاعر الدكتور عبدالكريم الشويطر في هذين الديوانين هو مقدرته الواضحة على المزج ما بين واقعية الكلمات والمعاني من ناحية ورمزية اللغة الشعرية المتخيلة، وما جاء من استخدامه للكلمات والتعابير المألوفة لعامة الناس في جميع قصائد الديوان عامة، جعل من قصائد الديوانين السهل الممتنع فقد توسل لغة بسيطة وسهلة وانسيابية بعيدا عن الالفاظ الجزلة التي ترهق القارئ في البحث عن معانيها في المعاجم اللغوية المختلفة. ولعل هذا المنهج الابداعي يتخذ اتجاهًا جديدًا في تجربة الشاعر الدكتور عبدالكريم الشويطر لتأتي مواكبة لمرحلة جديدة من التحولات السياسية والاجتماعية في تاريخ أمتنا العربية بعامة. وربما كانت هذه التجربة نتيجة مباشرة من نتائج الرصد والتعبير الشعري المعاصر. وإذا تأملنا قصائد االديوانين نجد أن محاور التعبير التي اعتمد عليها الشاعر في بناء قصائده الشعرية على وجه العموم وفي مستوياتها المختلفة: الايقاعي والأسلوبي والتشخيصي واختيار اللغة والمضمون كانت من منظور انساني وجداني خالص.
وخلاصة القول: أن الشاعر الدكتور الشويطر في ديوانيه موضوع هذه الاطلالة لم يكن فيها مقلدًا مفرطًا في تجربته التي استلهم فيها الذات والوطن والآمال، ولكنه على الأغلب كان كلاسيكيًا في رصده للواقع الاجتماعي المعيش، ودعوته التي انطلقت من نفسه ووجدانه ليستوعب الوطن الكبير بتاريخه، وثقافته، وقضاياه، وشخوصه السياسية والوطنية، وتحولات الواقع ومشاكله الماضية والحالية من خلال قصيدة بانوراما ( مشاهد من فجر الإسلام) التي دلت على ان غربة الشاعر لم تقتصر على عصره فحسب بل شملت في هذه القصيدة الملحمة غربته الزمنية منذ فجر الإسلام ، وهذه القصيدة تحتاج وقفة مطولة لا يستوعبها حيز هذه الاطلالة فالشاعر يتجه إلى استخدام المحاكاة الخاصة لتجاربه الذاتية وقراءته لأحداث التأريخ بصورة تفوق توجهاته العامة، وقد لاحظنا أن انحيازه الكتابي للمضمون في سياقه الاجتماعي في معظم قصائد الديوانين أكثر حضورًا من الصياغة الشكلية البنائية للقصيدة وابراز القيم الجمالية فيها.
يضم الديوانان قصائد عديدة ومتنوعة في موضوعاتها: الوطنية، والعاطفية الحزينة، والقصائد العامة، بيد أن الرؤية العامة في الديوانين تتألف من بعدين أساسيين هما: البعد الوطني والبعد العاطفي، وهما يمتزجان معاً امتزاجاً عضوياً بارعاً؛ الأمر الذي ضمن لهما درجة عالية من النضج والعمق والتكامل، فيبدأ قصائد “هلال الغربة بأصوات : صوت المجهول ،وصوت الشروق ، وصوت الشاعر ، وصوت الرقيب ، والإرادة ، والمعاناة ، …ألخ، ثم هاجس الرحيل وحريتي ، من جدار الموت ، واشجان الفتى العاشق …إلخ، وفي ديوان ” رحيل في أبعاد الابجدية” هذا الديوان المعجز في ترتيب قصائده حسب ترتيب الحروف الأبجدية الامر الذي يحتاج لقراءة نقدية من ناقد كبير يمتلك ادوات النقد الادبي.
ومن الملاحظ بأن الشاعر الدكتور عبدالكريم الشويطر إنشغل بالهم الوطني والقومي معا انشغالاً كبيراً ،فالمتأمل في تجربة الشاعر الإنسانية يدرك أنه يمزج في شعره الخاص بالعام، فينبثق من همّه الوطني همه القومي، ومن همه الذاتي الهم العام، فمأساته جزء من مأساة وطنه، وأن الخاص الذي ألحَّ عليه في قصائده يتعين أن يتوحد في العام في تجربته الشعرية يقول في قصيدة “صوت الرقيب” ( يستبيح الغزاة أرض الرسالات / كأنا أمامهم خرفان / ويحل البلاء في جسد الأمة /يزري خزي بها وهوان/ في فلسطين والعراق نزيف/ غرق المجد فوقه والزمان / سقطت أمة العروبة في النكبة/ واهتز عرشه الرحمان).
وفي قصائده السينية يلحظ القارئ انها في معمارها الفني تتلاءم مع البعد العاطفي الذي يصوره الشاعر، فالقصائد السينية قي ديوان ” رحيل في أبعاد الأبجدية ” نجد أنها مستلهمة من بناء الموشحات الأندلسية، حافظ على الوزن والموسيقى والإيقاع ساعده في ذلك ماهرته في تنوع القافية ، والأنغام الموسيقية العذبة التي تتدفق من الألفاظ الرقيقة المموسقة ذات الإيقاع المنساب، واتخاذ الشاعر صوت الحرف ذي الرنة الحزينة والصوت المردوف بالسين المهملة:” الغلس، الحرس، الشرس، النفس، المفترس ….إلخ. ،ثم في موشحة اخرى يلتزم قافية الميم ، وبطريقة الموشحات الحمينية مع الاحتفاظ بموسيقى الاندلسيات فيستهل قصيدة “موشح غنائي بالمناجاة: ( مالك الملك ورب النعم / مبدئ الخلق ومحيي الأمم ..) ثم يفتح ميم القافية : يا عظيما لا يجارى عظما / يا كريما لا يألوا كرما …) ويواصل الانتقال من قافية إلى اخرى في نفس القصيدة وهي قصيدة تعتبر من اطول قصائد الديوان فيواصل بقافية السين المهملة التي تعتبر من اصعب القافي واندرها.. بأصالة التجربة الإبداعية التي يتمتع بها الشاعر والتي أكسبت شعره طابع البساطة والرقة، فهو قادر على أن يبعث في المفردة المنتقاة نبضاً متجدداً، وجوّاً ثرياً، بالإيحاءات والدلالات الغنية…
والناظر المدقق في قصائده العاطفية يجدها تمتاز بالصدق، والطابع الرومانسي الحالم والشفافية، وتتسم بالرقة والعذوبة، زاخرة بالمعاني العميقة، والصور الشعرية المشرقة والمكثفة بأضوائها الساحرة، وبخاصة في قصائد: “نون الحاجب” و “ونون الذكرى” ونون الهجر” و”نون الفرحة” ويغلب على قصائد ديوان” رحيل في أبعاد الأبجدية” انها مستلهمة من بناء الموشحات.. والشاعر يرتدي أحيانا عباءة القاضي، ويأخذ في تقديم الحكم والنصائح والتوجيهات إلى المتلقي، فيتحول من شاعر العواطف والصور الفنية والتعبير الموحي إلى الشاعر الحكيم الموجه ويلحظ هذا في قصيدته “بشار” حيث لبس الشاعر رداء الزاهد العابد الذي يسوق لأتباعه ومريديه العظات والعبر والدروس والمواعظ والحكم المأثورة، فيحذرهم من غدر الدنيا وتقلبها، وبطش الموت وفتكه، يقول وقد رسم صورة للدنيا في غدرها وسرابها الخادع وأمانيها الخادعة..
وبدون شك ان الشاعر مقتدر في امتلاك ناصية الصياغة الشعرية الفنية والتعبيرية . ويوظفها في منصات حيوية وساخنة من القضايا الملتهبة , على عتبات الوطن والغربة ومحطات قطار العمر , والشوق والحنين الى مكان الولادة بالاشتياق المرهف لمدينته الأثيرة على قلبه أب الغناء, كما يوظف قصائده في الحدث الابرز في تاريخ وطنه وامته العربية ووحدة الوطن حيث نجد انه نادى بوحدة الشطرين في اكثر من قصيدة قبل الوحدة بسنوات ولولا خشية الإطالة لسردت شواهد عن لذينك التوظيف. لأنه وبكل بساطة متناهية . عملاق في قصيدة العمود وشعر التفعيلة معا. وفي خلق الصور الفنية المركزة , في السرد المكثف في الرؤية الشعرية الصوتية , في نغم الصوت واللحن والايقاع الموسيقي والشعري . في الابتكار والخلق في البنية الشعرية. في اللغة الجميلة المدهشة والساحرة في الابهار , دون الابهام والغموض , والتلاعب على المعنى , بل يتوجه بكل وضوح الى المرام والهدف والغرض . بالدهشة في الصياغة الشعرية، وقد لاحظت من خلال غزارة انتاج شاعرنا ان له قصائد اخرى كثيرة انتقى منها ما اودعه في الديوانين ومنها ما احتفظ بها ربما لشدة خصوصيتها، ومن المعلون بان شاعر اسرار، ولكل مبدع نصوص اثيرة على نفسه، وله نصوص قالها في أيام الشباب تحمل طابع الإنفعال والجنوح إلى الشفافية المفرطة، ما يركد بان شاعرنا الشويطر قد انتقى قصائد الديوانين من بين كم من هائل من قصاصات ودفاتر دون فيها قصائده وإذ اتمنى على الشاعر ان يدفع بما تبقى لديه من قصائد إلى المطبعة. فإنني اعتبر مجموع انتاجة بمثابة السيرة الذاتية التي تساعد النقاد على الغوص في هوية الشاعر الثقافية ومراحل تطور انتاجه الأدبي فالشاعر لم يصل إلى امتلاك هذا الخيال الشعري الخصب والديناميكي إلا من خلال تجارب ساعدته بالفعل على النطق الشعري , وخلق الصور الشعرية , التي هي انعكاس حقيقي لحالة الوطن المزرية .
وهو يصوغ قصائده دون كلف وتصنع وتجميل , كي يضعنا امام حالة حقيقية للوطن , المطعون بالجراح والمعاناة . انه عاشق الوطن بامتياز . لذلك يكشف عن المخالب والانياب التي تنهش جسد الوطن , لتجعله شبح هيكل عظمي جاف ومتيبس . وخطابه الشعري , لكنه فد حاول ان يوقد شمعة وسط الظلام القاتم وحاول ان يواسي أبناء وطنه , بأن يحافظوا على وحدته وأن يعيدوا لحمته ونسيجه المجتمعي الذي مزقتهما الحرب العبثية كما يحافظون على حدقات عيونهم .هكذا ينقلنا الشاعر الدكتور عبدالكريم الشويطر من الهم الخاص إلى الهم العام هم الوطن والمواطن ، والديوانان يعجان بالقصائد الرومانسية ، التي تنقلنا إلى عالم الميتافيزيقا …
كما لا يفوتتي أن أثمن هذذه الإضافة والإضاءة وأقدر التي وردت بعد هذه الإطلالة البديعة من الأستاذ حسن من أدبائنا الكبار مثل الأستاذ الكبير عبد الباري طاهر والأستاذ القدير علي مثنى ، والأفندم الوطني الشجاع
عوض يعيش والأستاذ الرائع يحي العراسي مستشار رئيس الجمهورية سابقا، وغيرهم الذين أضافوا إلى هذه الإطلالة أجمل ما جادت به قريحتهم الأدبية الصافية، ومشاعرهم الصادقة .
.
تُعتبر من خلال قرائتي الاطلاله الخاطفه عن الشاعرالدكتورعبدالكريم الشويطر والشاطر في ادبياته بلسان الاستاذ حسن الدوله ماجعلنا في شوق لقرائة ديواني هلال الغربه ورحيل في أبعاد الابجديه التحيه للاستاذحسن على روعة التقديم والتحيه لشاعرناالاديب عبدالكريم الشويطر والشاطر الذي جمع بين الطب والادب🙋♂️🌹🌹.
م4/8/2014
د.عبد الكريم الشويطر
تم تصميم الموقع لغرض الاحتفاظ والتوثيق لكافة أعمال د.عبدالكريم الشويطر
معلومات
صنعاء-إب
1971
راسلنا عبر:
mohammednajibalkainae@gmail.com
تاريخ التطوير
2025
جميع الحقوق محفوظة@